ليس من شك في أن ملالا يوسف زاي، الصبية الباكستانية، التي حاولت طالبان قتلها، لإصرارها على تعليم البنات، صارت قدوة حول العالم. ولذا فمن الطبيعي أن تتسابق دور النشر العالمية لتسجيل قصتها في كتاب يؤدي أكثر من غرض.


صلاح أحمد: ضربت ملالا يوسف زاي، الصبيّة ذات الخمسة عشر ربيعًا، مثلًا في الشجاعة والنضج وتحدي قوى الظلام، منذ أن حاولت laquo;طالبانraquo; الباكستانية قتلها بالرصاص، وهي في طريق عودتها من المدرسة.

اجتثاث بدعة التعليم
وكان دافع الحركة الأصولية هو معاقبة هذه البنت المصادمة على أنها صارت نشطة في حملات تعليم البنات، وحتى تصير عبرة لمن اعتبر. وهذا لأن quot;طالبانquot; تعتبر تعليم البنات laquo;بدعة غربية يتعيّن اجتثاثهاraquo;.

وكانت ملالا قد تعرّضت لإطلاق النار على رأسها من قبل مسلحيْن على دراجة نارية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول في مدينة مينغورا، الواقعة في وادي سوات في ولاية خيبر في ختونخوا شمال غرب البلاد. لكن الأقدار شاءت حمايتها، فنجت من الموت، ونقلت لاحقًا إلى مدينة بيرمنغهام البريطانية، حيث تلقت علاجًا استجابت له بسرعة أدهشت الأطباء.

استكمال التحدي
وقد بدأت قبل أيام قليلة مواصلة تعليمها في مدرسة في هذه المدينة، قائلة إنها ستعود إلى باكستان لتواصل ما انقطع من نشاطها، وهو المساعدة على تمهيد الطريق أمام تعليم البنات مهما كان الثمن.

كتاب quot;أنا ملالاquot;
والآن تأتي الأنباء بأن ملالا وقّعت صفقة لتأليف كتاب عن تجربتها مع دار النشر البريطانية laquo;ويتفيلد آند نيكلسونraquo;، وأن قيمة هذه الصفقة لا تقلّ عن مليوني جينه (نحو 3 ملايين دولار). وسيكون الكتاب بعنوان I Am Malala laquo;أنا ملالاraquo;... العبارة التي اتخذها مؤيدوها شعارًا لهم خلال الأيام التي خضعت فيها للعلاج المكثف في مستشفى بيرمنغهام.

ستبدأ هذه الدار توزيع الكتاب في الخريف المقبل في بريطانيا ودول الكومونولث، بينما تتولى هذه المهمة دار laquo;ليتيل، براون آند كوraquo; في الولايات المتحدة وبقية العالم.

ونقلت الصحف البريطانية، التي تداولت النبأ عن ملالا، قولها إنها تأمل في أن يصبح الكتاب مصدر وحي لسائر الفتيات بالإصرار على تلقي التعليم ودافعًا لهن إلى تحقيق مطالبهن وأحلامهن في حياة أفضل لهن وللبشرية. وقالت: laquo;الكتاب لن يحكي قصتي وحدها لأنه أيضًا قصة أكثر من 60 مليون طفلة لا يتلقين حقهن من التعليمraquo;.

صوت العقل
وكان أكثر من 150 برلمانياً فرنسيًا في مجلسي النواب والشيوخ قد طالبوا في ديسمبر / كانون الأول الماضي بأن تكون جائزة نوبل للسلام المقبلة من نصيبها تقديرًا وعرفاناً لتفرّدها وتجربتها المدهشة. بل إن البرلمانيين من كل الاتجاهات السياسية وقعوا على رسالة بهذا المعنى، وبعثوا بها إلى لجنة جوائز نوبل النروجية.

وفي النروج نفسها، ورد أن عددًا من برلمانيي الحزب الحاكم كتبوا إلى لجنة نوبل يطالبون بالشيء نفسه. وقالوا إنها صارت رمزاً لصوت العقل، الذي يدين تحريم laquo;طالبانraquo; التعليم على البنات.