لم يستفق العالم بعد من حادثة مروعة تعرضت فيها صبيّة باكستانية لإطلاق النار بيد laquo;طالبانraquo; على رأسها فقط لأنها تصر على تلقي العلم. والآن تأتي الأنباء بأن الحركة الأصولية تهدد تلميذة أخرى بالقتل للسبب نفسه.


لندن: بعدما رُوّع العالم بحادثة إطلاق laquo;طالبانraquo; النار على رأس التلميذة الباكستانية ملالا يوسف زاي بسبب إصرارها على التعليم وتشجيعها قريناتها عليه، أصدرت الحركة الأصولية تحذيرًا لتلميذة أخرى من أنها تواجه المصير نفسه وللسبب نفسه.

وأوردت الصحافة البريطانية نقلاً عن وسائل الإعلام الباكستانية أن التلميذة هينا خان (16 عاماً) صدمت بعدما وجدت علامة X باللون الأحمر على باب منزلها في إسلام أباد. واتخذ هذا الرمز بعده المخيف لأن هينا أيضًا من دعاة تعليم البنات وتنشط في صفوف الداعيات لصون حقوق الإناث، مثل حال ملالا.

وسارعت اسرة هينا لإزالة الرمز الأحمر، لكنها فوجئت به يلطخ باب المنزل في صباح اليوم التالي. وكأن كل هذا لا يكفي لإيصال الرسالة. فتلقت والدتها مكالمة هاتفية من شخص مجهول في بيشاور يحذرها من ان ابنتها هي هدف laquo;طالبانraquo; التالي.
وكانت ملالا قد تعرضت لإطلاق النار على رأسها وهي في حافلة مدرسية في التاسع من الشهر الحالي. وكان سبب هذا الهجوم هو ما عرف عنها من تمسكها بالتعليم للبنات. ويكتسب التهديد الجديد في حق هينا ضوءاً خاصًا لأنها في الأصل من منطقة وادي سوات الباكستانية التي خضعت بأكملها لحكم طالبان في الفترة من 2007 إلى 2009.

وكانت إرهاصات هذا الوضع وتردي الأحوال المدنية قد حدت بأسرة هذه البنت للانتقال الى إسلام اباد في 2006 خاصة بعدما رفع عدد من أفرادها أصواتهم عالية انتقادًا لفظائع الأصوليين. وقالت هينا نفسها لصحيفة laquo;دونraquo; الباكستانية: laquo;رحلت مع أسرتي من سوات لأن الأصوليين كانوا يسعون قبل كل شيء الى حظر تعليم البنات. وجئنا الى إسلام اباد لأن هذا متاح فيهاraquo;.

ومضت تقول: laquo;لكنني لن استطيع مواصلة دراستي بعد الآن بسبب هذه التهديدات التي وصلت الى عتبة منزلنا هنا. رأينا جميعا ما حدث لملالا يوسف زاي. وها هم الآن يرسمون صليبًا أحمر على بابنا ويهددوننا بالهاتف. صرنا من دون أي شعور بالأمانraquo;.

وقال والدها راية الله حان: laquo;قبل ايام قليل كنت على وشك الخروج من الدار عندما رأيت هذا الصليب الأحمر على الباب. فأزلناه ظنًا منا أن الأمر من فعل صبية يلهون. لكننا وجدناه مجددًا صباح اليوم التالي، فتملكني الهلع وقتها على أفراد أسرتي وخاصة ابنتي هيناraquo;.

وأضاف قوله: laquo;تأكد لنا هذا الأمر بعد مكالمة هاتفية تلقتها والدتها وقيل لها فيها إن ابنتها ستكون هدف طالبان التالي بعد ملالا. ونحن هلعون رغم أننا ظللنا نتلقى مختلف التهديدات على مدى سنوات لأن زوجتي من دعاة تعليم البنات وتشغل نفسها كثيراً بالحديث الى الأمهات عن ضرورته لبناتهنraquo;.

يذكر أن هينا نفسها استرعت انتباه laquo;طالبانraquo; في 2008 بعدما تحدثت، وهي في الثانية عشرة من عمرها، في مؤتمر صحافي وشكت فيه من مهاجمة طالبان منازل الأسر الداعية لتعليم البنات بالقنابل.

والنتيجة الآن هي أن والدة هينا منعت أطفالها - وهم خمسة بينهم ثلاث بنات - من التوجه الى المدرسة وتولي امر تعليمهم داخل المنزل. ويقول راية الله خان: laquo;صرنا رهائن داخل دارنا. فلتوفر الدولة حمايتها لنا ولكل الأسر في وضعنا هذا، وإلا فما العملraquo;؟