يرفض الثري الأفغانيسيد فرهد اكبريالانضمام الى الشرطة الافغانية التي يصفها بالفاسدة جدًا وغير الفعالة، لقتال حركة طالبان انتقامًا لمقتل والدته وسكان آخرين، ويريد الآن كذلك أن يحمي قريته من أي اعتداءات جديدة.


كابول: قرر سيد فرهد اكبري حمل السلاح للثأر لمقتل والدته وسكان آخرين من قريته بيد عناصر من حركة طالبان.
ورفض اكبري الذي يقف وراء ثورة على المتمردين، الانضمام الى الشرطة الافغانية الفاسدة جدًا وغير الفعالة على حد رأيه.
واكبري (32 عاماً) الذي يملك شركة بناء وترك لحيته منذ يومين ويرتدي بدلة تقليدية حسنة المظهر، أشبه بثري افغاني. وهو كذلك بالفعل. ولا يزال اكبري المتزوج مرتين وأب لعشرة اولاد، يعيش في عالم من العنف لكن يبدو أنه بمنأى عن الاخطار.
وفي قريته في ولاية لوغار جنوب كابول التي يتسلل اليها عناصر طالبان باعداد كبيرة، عمد هؤلاء الى قتل سبع فتيات واقفلوا مدرستهن. ثم قتلوا خمسة من افراد عائلة واحدة كان يعمل ابنها لحساب الحكومة قبل اغتيال رجل دين كان يدعوهم الى الهدوء.
ويتذكر اكبري قائلاً quot;قتلوا ايضًا والدتي التي كانت تنتقل من كابول الى لوغار مع شقيقي واربعة اشخاص آخرين. فتحوا النار على سيارتهم. اصيب الباقون جميعًا بالرصاص، لكن والدتي قتلتquot;.
وروى quot;بعد هذا الحادث، ضقت ذرعاً بالوضع. توترت اعصابي. كنت اريد مغادرة البلد. لكني غيرت رأيي لاحقًا. فكرت أنه يتعين علي البقاء وحماية قريتي من طالبانquot;.
وما بدأ على انه تجمع في مسجد، تحول الى ثورة انضم اليها 200 رجل مسلح و50 قرية، كما قال. واكد اكبري أن ألفين آخرين ينتظرون بنادق للقتال، وزعم أنه انفق 160 ألف دولار من امواله الخاصة لشراء اسلحة وسيارات.
وعندما التقى وكالة فرانس برس، كان المتعهد يقود دراجة نارية محاطًا بنحو ستة من جنوده يحملون بنادق كلاشنيكوف ويقفون على دراجات نارية ايضاً.
ويأتي تمرد لوغار في اعقاب حركات أخرى مناهضة لطالبان في ولايتي غزنه (جنوب) ولقمان (غرب كابول). وبحسب اكبري، فإن 23 متمردًا قتلوا في ثلاث مواجهات مختلفة منذ اب/اغسطس في مناطق سيطرته.
وبحسب الكولونيل محمد طاهر، الضابط في شرطة عاصمة الولاية بولي علم، فإن الميليشيا الجديدة في لوغار تأمل في الانضمام الى صفوف الشرطة الافغانية المحلية. وقال quot;يريدون أن تساعدهم الحكومةquot;، وكان الجيش والشرطة quot;زوداهم بذخائرquot;.
وقال سيد فرهد اكبري إن quot;السلطات طلبت منا فعلا الانضمام الى الشرطة الافغانية المحلية، لكننا لن نقوم بذلكquot;. واعرب عن الأسف قائلاً إن quot;الحكومة فاسدة. لقد فقدت قوتها وفعاليتها. فهم لا يتوقفون عن اطلاق سراح عناصر طالبان الذين يقبضون عليهمquot;.
من جهته اكد صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية quot;لا نملك مشروع دمج هؤلاء الثوار داخل الشرطة الافغانية المحليةquot;.
ويغادر الحلف الاطلسي افغانستان حاليًا بعد احد عشر عامًا من التواجد فيها. وقبل حوالي سنتين من مغادرته النهائية لافغانستان في نهاية 2014، يسعى الحلف الاطلسي الى زيادة الثقة في الحكومة الافغانية عبر توجيه النصائح لها وخصوصًا على الصعيد القضائي.
لكن التهاون الذي يندد به اكبري حقيقي. فمن اصل 70 متمرداً يعتقلهم الحلف الاطلسي واحيلوا الى المحققين الافغان في لوغار في الاشهر الستة الاخيرة، خضع ستة منهم فقط للمحاكمة ولم تصدر أي ادانة بحق احد منهم، كما رأى اللفتنانت الاميركي انطوني شام.
وقال شام معلقًا على هذا الامر quot;هناك العديد من اوجه النظام الافغاني التي نعتبرها فاسدة في حين يرون أنها تتعلق بثقافةquot; البلد.
واوضح اللفتنانت شام ان quot;ما نشهده كثيراً في لوغار ليس بالضرورة مالاً يدفع لاخراج شخص ما من السجن، وانما أناس يجيبون عن آخرين، فيقول شخص ما في موقع زعيم: +لا، إن هذا المعتقل شخص جيد+quot;.
وبفقدانه الثقة في السلطات، يفضل سيد فرهد اكبري تولي مسألة طالبان بنفسه.
وستولد حركة مماثلة في ثلاثة اماكن أخرى في ولايته، كما قال.
وقال quot;لسنا ضد الاسلام بل ضد الذين يحولون الاسلام لمصلحتهم الشخصية ويروعون الناس. الآن منطقتنا نظيفة. نحن نساعد ايضًا الشبان الذين خضعوا لغسل ادمغة في مدارس طالبان للمجيء الى مدارسنا للدراسةquot;.
واضاف بكل قناعة quot;افضل أن لا يبقى لي على قيد الحياة سوى خمس دقائق بدلاً من أن اعيش الى الابد في ظل حكم طالبان الوحشي. سأقاتلهم حتى آخر نقطة دم في عروقيquot;.