روما: اشاد البابا فرنسيس خلال ترؤسه رتبة درب الصليب في الكوليزيزوم مساء الجمعة بquot;الصداقة مع إخوتنا المسلمينquot; في الشرق الأوسط، داعيا المسيحيين في هذه المنطقة الى ان quot;يردوا على الشر بالخيرquot;.

وفي ختام رتبة درب الصليب التي شارك فيها حشد غفير من المؤمنين تراوح عددهم بين 15 الى 20 ألف مؤمن، ألقى البابا كلمة شكر فيها الشبان اللبنانيين الذين شاركوا في الرتبة من خلال صلوات وتأملات أعدّوها للمناسبة.

وقال quot;لقد أصغينا في هذه الليلة الى شهادة إخوتنا اللبنانيين: هم الذين أعدوا هذه التأملات والصلوات الجميلة، نشكرهم من كل قلوبنا على عملهم هذا وبالأخص على الشهادة التي يؤدونهاquot;.

واضاف بحسب الترجمة العربية لكلمته كما أوردها موقع اذاعة الفاتيكان quot;لقد رأينا ذلك عندما زار لبنان البابا بنديكتوس السادس عشر (في ايلول/سبتمبر): رأينا جمال وقوة الشركة بين مسيحيي هذه الارض والصداقة بين الاخوة المسلمين. لقد كانت علامة رجاء للشرق الأوسط وللعالم بأسرهquot;.

وتابع البابا فرنسيس، اول راهب يسوعي يصل الى السدة الباباوية quot;لا اريد أن اكثر الكلام اذ في هذه الليلة يجب ان تبقى كلمة واحدة وهي الصليب. صليب يسوع المسيح هو الكلمة التي أجاب بها الله على الشر الموجود في العالمquot;.

واكد البابا انه quot;قد يبدو لنا مرات عديدة ان الله يبقى صامتا ولا يرد على الشر. ولكن في الواقع، ان الله قد تكلم وأعطانا جوابا، وجوابه هو صليب يسوع المسيح: كلمة محبة ورحمة وغفرانquot;.

وقال ايضا ان quot;كلمة الصليب هي أيضا جواب للمسيحيين على الشر الذي يتابع عمله فينا ومن حولنا. على المسيحيين أن يردوا على الشر بالخير، حاملين الصليب على مثال يسوعquot;.

وختم الحبر الاعظم كلمته بالدعوة الى quot;ان نتابع درب الصليب هذه في حياتنا اليومية، ولنسر معا على درب الصليب حاملين في قلوبنا كلمة المحبة والغفران هذه. لنسر بانتظار قيامة يسوع الذي يحبناquot;.

ورتبة درب الصليب تستعيد المراحل ال14 التي اجتازها يسوع المسيح حاملا صليبه في طريقه نحو الجلجلة في quot;اورشليمquot; حيث علق عليه، بحسب اعتقاد الايمان المسيحي.

تأملات رتبة درب الصليب برئاسة البابا تدعو لوقف الحروب في الشرق الاوسط

و تخللت رتبة درب الصليب التي ترأسها البابا فرنسيس في الكوليزيوم مساء الجمعة تأملات أعدها شبان لبنانيون ركزوا فيها على الحروب الدائرة في الشرق الاوسط، راجين ان تكون quot;دماء الضحايا البريئة بذار شرق جديد يكون أكثر اخوة وسلاما وعدالةquot;.

وكان البابا السابق بنديكتوس السادس عشر كلف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاشراف على اعداد تأملات رتبة الالام لهذا العام وهي تأملات أعدّتها الشبيبة اللبنانية وتلاها في رتبة درب الصليب شابان لبنانيان.

وقال الشبيبة في تأملاتهم quot;نصلي من أجل ضحايا الحروب واعمال العنف المستشرية حاليا في بلدان عدة من الشرق الاوسط وفي أجزاء أخرى من العالم. نصلي من أجل عودة اللاجئين والمهجرين الى منازلهم وأراضيهم بأقصى سرعةquot;.

واضافوا quot;اجعل يا رب من دم الضحايا البريئة بذار شرق جديد يكون أكثر اخوة وأكثر سلاما وأكثر عدالة. وليعد هذا الشرق الى رسالته البهية، مهدا للحضارات والقيم الروحية والانسانيةquot;.

وتابعوا quot;هب يا رب، أبناء الكنائس الشرقية ndash; وقد عرتهم الصعاب المختلفة إلى حد الاضطهاد احيانا وأضعفتهم الهجرة ndash; شجاعة البقاء في بلدانهم لإعلان البشارةquot;.

كما تطرقت التأملات الى التحديات التي تواجه المجتمعات الغربية، من وجهة نظر الكنيسة، ولا سيما منها الاجهاض والموت الرحيم والهندسة الجينية.

وقالت quot;نصلي اليوم من اجل كل من يشجع على الاجهاض كي يعي ان الحب لا يكون سوى مصدر حياة. كما نذكر كل من يدافع عن القتل الرحيم ويشجع التقنيات والوسائل التي تهدد الحياة البشريةquot;.

كما ذكرت التأملات quot;ضحايا المخدرات والبدع والانحرافاتquot; وquot;الامهات الثكالى والنساء المجروحات في كرامتهن، وقد عنفهن التمييز والظلم والألمquot;.

وبحسب التأملات فان العالم اليوم يواجه تحديين رئيسين هما quot;الاصولية العنيفةquot; وquot;العلمانية العمياءquot;.

وقالت ان quot;عالمنا اليوم يئن تحت وطأة واقعينِ يعملانِ على طرد الله من حياة الانسان: العلمانية العمياء التي تخنق قيم الايمان والاخلاق زاعمة انها تدافع عن الانسان، والاصولية العنيفة التي تتذرع بالدفاع عن القيم الدينيةquot;.

واضافت quot;يا رب، لا تسمح للعقل البشري الذي خلقته لك بان يكتفي بالحقائق الجزئية التي يكشفها العالم والتكنولوجيا، وينأى عن طرح السؤال الأساس حول معنى الوجودquot;، في تقارب كبير مع افكار البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر.