لا يكف النظام السوري عن الادعاء بأن غالبية مقاتلي المعارضة السورية من الارهابيين الأجانب، لكن تقريرًا صادرًا عن المركز الدولي لدراسة التطرف يؤكد بالأرقام أن عددهم ليس كبيرًا.


لندن: طبقًا لتقديرات المركز الدولي لدراسة التطرف، الذي تشارك في ادارته كلية كنغ البريطانية في لندن وجامعة بنسلفانيا الاميركية ومركز هرزليا متعدد الاختصاصات والمعهد الدبلوماسي الاردني وجامعة جورجتاون الاميركية، الحد الأقصى لإجمالي عدد المقاتلين الأجانب على امتداد عامين من الانتفاضة السورية هو 5500 أجنبي، في حين أن الحد الأدنى لحجم قوات المعارضة هو 60 ألف مقاتل. وهذا يعني أن المقاتلين الأجانب يشكلون أقل من 10 بالمئة من إجمالي قوات المعارضة، ويُرجح أن يكون رقمهم الحقيقي أقل من ذلك، بحسب التقرير .
كما جاء في التقرير، الذي نشرت نتائجه مجلة فورين بولسي أن هذه التقديرات تستند إلى أكثر من 450 مصدرًا في وسائل الاعلام الغربية والعربية، فضلا عن اعلانات الشهادة التي تنشرها مواقع جهادية على الانترنت.
عدد ضئيل
قال اصحاب التقرير: quot;كما في نزاعات سابقة، فإن الصورة أبعد من أن تكون كاملة، والأرجح أن تبقى غير كاملة لسنوات قادمة، إذ لا يوجد احصاء حقيقي لعدد المقاتلين الأجانب، والمصادر المتاحة علنًا هي حتمًا مصادر ناقصةquot;.
ولا يحسب التقرير عدد الاميركيين الذين يقاتلون في الخارج، لكنه عدد ضئيل بكل تأكيد نظرا للحواجز الجغرافية التي تعيق دخولهم، كما ترى مجلة فورين بولسي.
وأبرز اميركي قاتل في صفوف المعارضة السورية هو اريك هارون، من مدينة فينكس، الذي اتهمته السلطات الاميركية بـالتآمر لاستخدام أداة مدمرة خارج الولايات المتحدة، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
الاحتكاك بالمتطرفين
توصل المركز الدولي لدراسة التطرف في تقريره إلى أن الجماعات الجهادية لا ترتبط كلها بتنظيم القاعدة، وليس كل من ينضم إلى جماعة جهادية يكون مدفوعًا بنظرة جهادية إلى العالم.
ولاحظ التقرير أن اكثر الأسباب التي يسوقها من ينضمون إلى قوات المعارضة تواترًا على ألسنتهم هي الصور الفظيعة للنزاع وانباء الفظائع التي ترتكبها قوات النظام السوري، وغياب الدعم الغربي والعربي للمعارضة السورية المسلحة.
وقال التقرير إن هؤلاء الأفراد في حالات عديدة لا يقبلون على اعتناق العقيدة والايديولوجيا الجهادية بالكامل، إلا حين يكونون على الأرض ويحتكون بمقاتلين متطرفين.