يبدو أن أفراد أسرة القذافي الذين طردوا من الجزائر يعيشون حياة مترفة في حي راق في سلطنة عُمان. وتشير تقارير إلى أنّ ليبيا يمكن أن تغض الطرف عن التهم الموجهة إلى أفراد في الأسرة إلا إذا خرقوا شروط الاتفاق على ايوائهم في مسقط.



لندن: أفادت تقارير أن أرملة معمّر القذافي ومن تبقّى من أولاده يعيشون حياة مترفة تحت الإقامة الجبرية في سلطنة عمان بعد طردهم من الجزائر التي استقبلتهم إثر سقوط نظام الدكتاتور الليبي. وعلى بعد 4000 كلم من مدينة سرت حيث قُتل الدكتاتور على أيدي مجموعة من الثوار قبل نحو عام ونصف العام، يُعتقد ان الباقين من افراد اسرته استقروا في ضاحية القرم الراقية في مسقط.

ونقلت صحيفة التايمز عن مصادر في عمان أن أفراد العائلة، بمن فيهم صفية أرملة القذافي وعائشة ابنته ونجله هنيبعل، مُنعوا من ممارسة أي نشاط سياسي بموجب شروط صارمة فرضتها الحكومة العمانية حين وافقت على ايوائهم. وبالمقابل سيكونون موضع حفاوة تتحمل حكومة السلطان سعيد قابوس نفقاتها.

ولأطفال القذافي صيت سيئ بسبب نمط حياتهم الباذخ قبل الثورة التي أسقطت نظامه حيث كانت الأسرة تسيطر على قطاعات أساسية من اقتصاد ليبيا الغنية بالنفط. وقال مصدر في مسقط عن أفراد أسرة القذافي quot;سيحاطون بالعناية طالما أنهم لا يسببون متاعب هنا أو في ليبياquot;.

وبقي مكان وجود أسرة القذافي لغزًا محيّرًا طوال أشهر ولكنها ظهرت في مسقط في تشرين الأول (اكتوبر) بعد سنة حافلة بالمشاكل في الجزائر.

واتضح أن عائشة القذافي التي مرّ وقت كانت فيه سفيرة الأمم المتحدة للنيات الحسنة، أبدت جحودًا تجاه مضيفيها الجزائريين وألحقت أضرارًا بمقر الإقامة الذي وفرته الرئاسة الجزائرية لها في إحدى الفيلات. وأخذت نوبات غضب تنتاب عائشة بسبب موت والدها وزوجها واثنين من أطفالها خلال الثورة الليبية. وكانت تعتدي على الحراس وتشعل النار في الأثاث خلال ثورات الغضب هذه. وأفادت تقارير من الجزائر أن صبر مضيفيها الجزائريين نفد أخيرًا عندما هشمت صورة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

ونقلت صحيفة التايمز عن مصادر دبلوماسية ان الاتفاق على إبعاد أفراد أسرة القذافي من الجزائر إلى سلطنة عمان عُقد بين الحكومات العمانية والليبية والجزائرية.

وكانت الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; أصدرت مذكرات إلقاء قبض على عائشة وهنيبعل بناء على طلب من الحكومة الليبية الجديدة. ولكن طرابلس يمكن أن تغض الطرف عن التهم الموجهة اليهما إلا إذا خرقا شروط الاتفاق على ايوائهما في مسقط.

ونقلت صحيفة التايمز عن الباحث ثيودور كاراسيك من معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج في دبي قوله quot;من المعروف أن قطر وعمان والامارات العربية المتحدة تستضيف أقطاب أنظمة سابقة في المنطقةquot;.