دأبت عائشة القذافي على الاعتداء على حراس مقر إقامتها وتحطيم محتوياته وإشعال النيران فيه إلى أن زهق مضيفوها وطردوها من الجزائر.

كشف مسؤولون أن عائشة القذافي ابنة دكتاتور ليبيا السابق طُردت من الجزائر بعد أن أضرمت النار في مقر إقامتها الرسمي مرات متكررة في نوبات غضب.
وكان سفير الجزائر في ليبيا أكد الشهر الماضي أن أرملة العقيد القذافي وثلاثة من أولاده بينهم عائشة غادروا الجزائر منذ زمن طويل دون أن يعطي تفاصيل أخرى. واتضح الآن أن السلطات الجزائرية ضاقت ذرعا بعائشة القذافي التي درست القانون في الغرب بعد أن دأبت على تحطيم الأثاث والاعتداء على حراس مقر الإقامة الذي وفرته لها الرئاسة الجزائرية في ثورات غضب بسبب المصير الذي انتهى إليه والدها.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في الحكومة الجزائرية quot;أنها أصبحت تلوم الجزائر على الكثير من مشاكلها وبدأت أيضا إشعال حرائق في الدارquot;.
وأضاف المصدر quot;أن عائشة القذافي أخذت تشعل النار في رفوف المكتبة وتعتدي بانتظام على أفراد الجيش الذين كانوا مسؤولين عن سلامتهاquot;.
وكانت القشة التي قصمت ظهر الجمل حين أقدمت عائشة التي تصبغ شعرها لتبدو شقراء على تحطيم صورة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وبسبب هذا السلوك الذي ينم عن عدم احترام إزاء من وفر لها مأوى طُردت عائشة القذافي من الجزائر ولجأت إلى سلطنة عمان. وتقيم عائشة القذافي وصفية أرملة معمر القذافي ونجلاه محمد وهنيبعل في عمان منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2012، بحسب صحيفة الديلي تلغراف، مشيرة إلى قبولهم لأسباب إنسانية وتحمل الحكومة العمانية نفقات إقامتهم في أراضيها.
وكانت مذكرة اعتقال صدرت بحق عائشة القذافي (37 عاما) التي هربت من ليبيا إثر سقوط والدها ومقتله بعد أن حكم ليبيا 42 عامًا. ووصلت عائشة التي مر وقت كانت فيه سفيرة الأمم المتحدة للنيات الحسنة، إلى الجزائر مع عدد من أفراد أسرتها بعد مقتل زوجها الذي كان ضابطا في جيش القذافي، أثناء الحملة الجوية التي شنها حلف الأطلسي.
وصدرت مذكرات إلقاء قبض على أفراد آخرين من أسرة القذافي بتهمة هدر المال العام والتمتع بامتيازات واسعة دون استحقاق.
وكان أولاد القذافي معروفين بحياة البذخ التي عاشوها واستحواذهم على نشاطات اقتصادية كاملة مثل النقل البحري وشركة الاتصالات الليبية.
وأنجبت عائشة القذافي طفلة بعد فرارها من قوات الثوار في ليبيا.
وعائشة هي ابنة القذافي البيولوجية الوحيدة وظلت تجاهر بدعم والدها أثناء الانتفاضة الشعبية ضده. وقالت ذات مرة عن والدها quot;انه علاجي ضد الألم وحصني ضد الحزنquot;. كما دعمت صدام حسين بعد حرب العراق.
في عام 2006 تزوجت عائشة من ابن عمها العقيد احمد القذافي القحصي الذي أنجبت منه ثلاثة اطفال. وقُتل القحصي مع اثنين من أطفالهما في غارات جوية.
وكان هنيبعل القذافي سيئ الصيت والسمعة بسبب اعتداءاته على الخدم اتُهم في جنيف لاعتدائه على موظفين في الفندق الذي كان يقيم فيه، وأفادت تقارير انه انهال بالضرب على زوجته في جناح فندق كليردج الذي أقاما فيه خلال زيارة إلى لندن.
وأصدرت الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; مذكرات إلقاء قبض على عائشة وهنبيعل بطلب من الحكومة الليبية الجديدة.
ويقول مسؤولون ليبيون إن الساعدي نجل القذافي الآخر الذي هرب عبر الحدود إلى النيجر قام بدور قيادي في حملة البطش والتنكيل ضد المحتجين.
سيف الإسلام القذافي الذي كان وريث الدكتاتور وحده الذي ما زال في ليبيا حيث ينتظر محاكمته. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة إلقاء قبض بحقه لإصداره أوامر إلى قوات القذافي بإطلاق النار على المحتجين العزل. ويواجه سيف الإسلام عقوبة الإعدام في حال إدانته في ليبيا.
وأبدى المسؤولون الجزائريون في البداية تعاطفا مع أسرة القذافي بعد معارضتهم حملة الأطلسي قائلين إنها ستخدم الجماعات الإسلامية المتطرفة. ولكن المخاطر التي تعرضت لها الجزائر بسبب قرارهم إيواء أفراد هذه الأسرة تصاعدت منذ استقبالهم.
ونشأت مخاوف منذ مقتل القذافي من أن يحاول أفراد أسرته إحياء عهده والعودة إلى ليبيا بهدف الاستيلاء مجددا على السلطة.