الخرطوم: أعرب رئيس الوزراء الليبي علي زيدان عن أسفه على ما اسماه quot;معاناة السودانيين لعقود من نظام معمر القذافيquot;، مشددا على أن هذا العهد ولى بغير رجعة. وقال زيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه في الخرطوم اليوم الجمعة إن quot;السودان كان هدفا لما أسماه بـquot;عدوان وإرهاب نظام القذافيquot;، مشددا على أن quot;هذا العهد إنتهى إلى غير عودةquot;.

وكانت الخرطوم تتهم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بدعم الحركات المتمردة في دارفور غربي السودان. وأشار زيدان إلى أن زيارته تطرقت إلى المهددات الأمنية بالمنطقة وأن بلاده تعمل لأن لا تكون معبرا لتهريب السلاح.

من جانبه صرح على عثمان طه بأن quot;وجهات النظر متطابقة بين بلاده وليبيا في مجمل القضايا بما فيها أمن منطقة دول الساحل والصحراءquot;.

وذكر أن الجانبين quot;اتفقا على تعزيز أمن واستقرار منطقة دول الساحل والصحراء والعمل سويا لتحقيق آمال القارة الأفريقية وتقوية آليات التعاون الأفريقيةquot;. وأشار إلى اتفاقه مع زيدان على عقد إجتماع اللجنة الوزارية السودانية الليبية المشتركة في أقرب فرصة وتفعيل آليات التعاون المشترك بين البلدين. وغادر زيدان الخرطوم ظهر الجمعة بعد زيارة بدأها للسودان أمس الخميس قادما من النيجر.

وعقد الجانبان في العامين الماضيين عددًا من المباحثات الأمنية حيث تخشى الخرطوم تسرب السلاح من ليبيا إلى إقليم دارفور الذي يشهد قتالاً ما بين الجيش وثلاث حركات متمردة، ويتاخم الإقليم ليبيا من حدودها الجنوبية الغربية مع السودان.
وكانت تقارير صحفية أشارت إلى رغبة الخرطوم في تشكيل قوات مشتركة مع طرابلس تحت قيادة واحدة لتأمين الحدود على غرار القوات السودانية التشادية، لكن وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي قال أمس عقب وصول زيدان إن الأمر حاليًا يقتصر على التنسيق الأمني لكن لا يوجد ما يعيق الخطوة في حال أراد الطرفان تنفيذها. ووقع الجانبان في شباط (فبراير) الماضي على برتوكول تعاون عسكري بشأن نشر القوات على الحدود المشتركة.

وأعلن زيدان أمس عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده ترتب لاجتماع يضم السودان والجزائر وتشاد والنيجر في طرابلس لإبرام اتفاق أمني يعزز أمن الحدود واستقرار المنطقة لكنه لم يقطع بموعده وإكتفى بالقول أنه سيعقد قريبا.