تونس: جابت مسيرات حاشدة وسط العاصمة تونس، اليوم؛ احتفالاً بـquot;عيد الشهداءquot; الموافق لذكرى استشهاد عشرات التونسيين في مواجهات مع الاحتلال الفرنسي عام 1938.

وشارك في المسيرات المئات من أنصار جبهتي quot;الاتحاد من أجل تونسquot; وquot;الجبهة الشعبيةquot; المعارضتين وحزب quot;النهضةquot; الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحاكم.

وتركز أنصار حركة النهضة أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، رافعين أعلام الحزب ورايات كتب عليها quot;لا إله إلا الله محمد رسول اللهquot;.

ورددوا شعارات مثل quot;ياشهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاحquot; وquot;هذا يوم الشهيد لا تجمع لا نداءquot;، في إشارة لحزبي التجمع الديمقراطي الحاكم سابقا وquot;نداء تونسquot; الذي يتزعمه الباجي قائد السبسي حاليا والذي يصفونه بـquot;الولاءquot; للنظام السابق.

وألقى بعض قيادات النهضة كلمات في مهرجان أمام المسرح من بينهم وزير الصحة عبد اللطيف المكي، طالبوا فيها بضرورة تذكر quot;وصية الشهيد ولا تنازل على ذلكquot; .

وفي الناحية المقابلة من الشارع، تجمعت حشود quot;الجبهة الشعبيةquot; اليسارية، مطالبين بالكشف عن قاتل القيادي بالجبهة شكري بلعيد الذي اغتيل في 6 فبراير/شباط الماضي.

وانطلقت مسيرة ثالثة للاتحاد من أجل تونس من شارع الحبيب بورقيبة تجاه الساحة المعروفة بـquot;حقوق الإنسانquot; ثم إلى حي quot;بطحاء باب سويقةquot; الشعبي (وسط) تذكيرا بالمسيرة التي انطلقت في 8 أبريل 1938 ضد المستعمر الفرنسي.

وعمدت قوات الأمن التي تواجدت بكثافة إلى التمركز وسط الشارع والفصل بين المسيرات الثلاث؛ تجنبًا لأي اشتباكات قد تحدث بين المحتجين، بحسب شهود عيان.

وفي ذكرى الاحتفال بهذه المناسبة العام الماضي، وقعت اشتباكات وسط العاصمة بين المحتجين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وسقط العديد من الجرحى.

وبرر وزير الداخلية، على العريض، آنذاك تدخل الأمن لفض المحتجين، كون وزارته منعت المسيرات والمظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة، الذي يعد الشارع الرئيسي بالعاصمة.

وشكل المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) لجنة مستقلة للتحقيق بالواقعة ولم تتوصل حتى اليوم إلى تقديم نتائج التحقيقات وتحديد المسؤوليات.

وتوافق ذكرى quot;عيد الشهداءquot; أحداث 9 أبريل 1938 التي سقط فيها العشرات من التونسيين على يد الجنود الفرنسيين في مسيرات سلمية بقيادة المناضل علي باش حمباه؛ للمطالبة ببرلمان تونسي وبإصلاحات سياسية.