جوبا: يقوم الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة بزيارة قصيرة الى جوبا هي الاولى الى جنوب السودان منذ استقلال هذا البلد في تموز (يوليو) 2011، في خطوة تهدف الى تهدئة التوتر بين البلدين. ووصل البشير الى عاصمة جنوب السودان في الساعة 10:30 (07:30 تغ) حيث كان في استقباله نظيره سلفا كير الذي قدم له اعضاء حكومته، وبعد عزف النشيدين الوطنيين توجه الرئيسان الى القصر الرئاسي لاجراء محادثات لم يكشف مضمونها.
كما انها اول زيارة يقوم بها البشير الى جنوب السودان منذ المواجهات الحدودية بين البلدين في ربيع 2012 التي كان يخشى ان تؤول الى استئناف النزاع على نطاق واسع بين جوبا والخرطوم. وقد نال جنوب السودان استقلاله بعد حرب اهلية طويلة استمرت عقدا (1983-2005) بين حركة التمرد التي كان كير من قياديها وسلطة الخرطوم التي كان البشير احد قادة جيشها قبل ان يتولى الحكم في 1989.
وانتهت المواجهات في نهاية 2005 بالتوقيع على اتفاق سلام ادى الى انقسام السودان لكنه ترك العديد من المشاكل عالقة. وتم تعزيز الاجراءات الامنية بمناسبة زيارة الرئيس السوداني منذ مساء الخميس في جوبا والجمعة وباستثناء السيارات الرسمية لم يسمح لاي سيارة بالسير في شوارع العاصمة التي انتشر فيها عدد كبير من رجال الشرطة كما خضع المارة ايضا الى عمليات تفتيش.
ولن تستغرق زيارة البشير التي اعلن عنها والغيت مرارا منذ سنة، سوى بعض ساعات على ان يغادر الرئيس السوداني عصرا. وافادت وكالة الانباء السودانية quot;سوناquot; انه يراس quot;وفدا رفيع المستوىquot; يضم وزراء الدفاع والداخلية والنفط وقائد الاستخبارات السودانية.
ومنذ استقلال جنوب السودان ما زالت عدة خلافات تنغص العلاقات بين العدوين السابقين لا سيما قضايا رسم الحدود المشتركة في منطقة ابيي المتنازع عليها ومسالة النفط. وورثت جوبا ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي في السودان قبل تقسيمه، لكن لم يتوصل البلدان حتى الان الى اتفاق حول ما يجب ان تسدد الخرطوم لجوبا مقابل نقلها النفط في انابيبها وتصديره.
وتسبب هذا الخلاف النفطي في كانون الثاني (يناير) 2012 في توقف جنوب السودان الذي كان غاضبا لان السودان اقتطع منع نفطا لدى نقله في انابيبه، عن الانتاج فجأة، وكان لذلك التوقف انعكاسا سلبيا جدا على اقتصاد البلدين. ودارت مواجهات عند حدود البلدين في ربيع 2012 بين الجيشين في منطقة هقليق المتنازع عليها.
وتاتي زيارة البشير بعد توقيع البلدين على اتفاق في اديس ابابا في آذار (مارس) سمح بتحديد جدول زمني لتحريك العلاقات الثنائية واستئناف انتاج النفط في جنوب السودان، وتوقعت وسائل اعلام سودانية ان يشرع في تصدير النفط مجددا من بورت سودان المطل على البحر الاحمر بحلول نهاية آيار (مايو).
وقد وقع البلدان اتفاقا سابقا في ايلول (سبتمبر) لكنه بقي حبرا على ورق وذلك خصوصا بسبب مطالبة الخرطوم جوبا بضمانات حول موضوع اخر مثير للاختلاف وهو دعم جنوب السودان لمتمردين سودانيين في ولايتي كردفان الجنوبي والنيل الازرق التابعتين للخرطوم.
وبعد التوقيع على الاتفاق في العاصمة الاثيوبية في آذار (مارس) اتصل كير هاتفيا بالبشير ودعاه الى زيارة جوبا وتاكد موعدها الثلاثاء. وقال وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان، لوكالة سونا ان quot;الزيارة تاتي في لحظة سياسية مواتيةquot; وستساعد على تجاوز quot;نقص الثقةquot; بين الطرفين.
التعليقات