أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني قلقه من الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة في البلاد... فيما استفاق العراقيون في مدن شمالية وجنوبية على وقع 15 تفجيرًا استخدمت فيها سيارة مفخخة وعبوات ناسفة موقعة حوالي 55 قتيلاً و192 جريحًا في حصيلة أولية.


لندن: أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني قد أبلغه خلال اجتماعه به في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم الاثنين بأنه قلق اكثر من أي وقت مضى على الاوضاع في العراق ونقل عن المرجع انتقاده لجميع الأطراف السياسية.

وقال كوبلر خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إن السيد السيستاني أكد له قلقه الشديد، وأكثر من أي وقت مضى لما يجري في العراق. وأشار إلى أنّ المرجع شدد على ضرورة وضع جميع السياسيين العراقيين مصلحة الشعب العراقي قبل أي مصالح لهم. وأضاف كوبلر أن الامم المتحدة قلقة من سير العملية السياسية في العراق وما يكتنفها من مشاكل واضحة على مختلف الصعد.

وقال إن المكونات السياسية في البلاد مطالبة بعقد اجتماعات بأسرع وقت ممكن لايجاد حل للمشاكل بينها، ولهذه الاسباب حرصت المنظمة الدولية على الاستماع إلى رأي المرجعية لما تتمتع به من مكانة في المجتمع. وأكد انه من الضروري الاستماع إلى توصيات المرجعية المتمثلة بالسيستاني quot;لأنه يمثل المرجعية الاخلاقية في عموم البلاد ويسعى لايجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل في البلدquot;.

ودعا كوبلر القوى السياسية لحل خلافاتها والجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمة الراهنة، وقال إن المرجعية الدينية اعربت عن قلقها ازاء الأزمة السياسية الراهنة وتطورها مستقبلاً quot;وأننا نشاطر المرجعية هذا القلقquot;.

وأشار إلى أنّه سيزور اقليم كردستان خلال اليومين المقبلين من اجل تقريب وجهات النظر بين حكومتي بغداد واربيل، حيث تجري مفاوضات بين وفدين لهما لحل المشاكل وامكانية عودة الوزراء والنواب الاكراد إلى بغداد بعد أن انسحبوا منها قبل شهر احتجاجًا على الموافقة على موازنة البلاد للعام الحالي من دون تضمينها لمطالبهم.

وأشار كوبلر إلى أنّ الامم المتحدة لا تتدخل بالقرارات السياسية التي تتخذها القوى السياسية العراقية في ما بينها، والتي تسهم في حلحلة الاوضاع الحالية موضحًا أن الامم المتحدة تتبنى الحياد في مواقفها تجاه قضايا العراقية، فضلاً عن أنها تدعم حقوق الانسان ومصلحة العراقيين بصورة عامة. وقال إنه لم يتحدث مع المرجع السيستاني حول قضية الانتخابات التي ستجري السبت المقبل وسط خلافات سياسية بسبب عدم اجرائها في محافظتي نينوى الشمالية والانبار الغربية.

ويحاول كوبلر القيام بوساطات بين المحتجين منذ ثلاثة اشهر والحكومة من اجل تنفيذ مطالب المتظاهرين وإعادة الهدوء إلى هذه المحافظات المضطربة التي قام بزيارات عدة اليها خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، حيث التقى مع بعض شخصياتها، فيما رفض ممثلو التظاهرات لقاءه بذريعة انحيازه للحكومة بالضد منهم.

يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام والغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

37قتيلا واكثر من 270 جريحا في سلسلة اعتداءات

قتل 37 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 270 اخرين بجروح في سلسلة هجمات بينها اكثر من عشرين سيارة مفخخة استهدفت الاثنين مناطق متفرقة في العراق، قبل ايام من انتخابات مجالس المحافظات التي ستجرى في 20 نيسان/ابريل، حسب ما افادت مصادر امنية وطبية.

واكدت المصادر ان التفجيرات وقعت بشكل متزامن منذ ساعات الصباح الاولى ونفذ اكثر من عشرين منها بسيارات مفخخة اضافة الى سلسلة عبوات ناسفة ووقعت في انحاء عدة من العراق، وادت الى مقتل 37 شخصا على الاقل واصابة اكثر من 270 اخرين بجروح.

وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى 24 قتيلا واكثر من 200 جريح.

وقالت المصادر ان التفجيرات وقعت في بغداد و كركوك وطوز خرماتو وسامراء وبعقوبة وتكريت والموصل، جميعها شمال بغداد، وعند الحلة والناصرية في الجنوب.

ويعد هذا اليوم الاكثر دموية منذ 19 اذار/مارس الماضي، عندما قتل 56 شخصا على الاقل واصيب نحو 226 بجروح في سلسلة هجمات في عموم العراق، عشية الذكرى العاشرة لغزو العراق.

وبدأت هجمات الاثنين بانفجار متزامن لثلاث سيارات مفخخة في طوز خرماتو (175 كلم شمال) ادت الى مقتل ستة اشخاص واصابة 67 اخرين بجروح، حسبما اكدت مصادر امنية وطبية.

بعد ذلك انفجرت سيارتين مفخختين في الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) ادتا الى اصابة 15 شخصا بجروح، وفقا لمصادر امنية وطبية.

وقتل خمسة اشخاص بينهم شرطي واصيب 44 اخرون في خمس هجمات بسيارات مفخخة في كركوك (240 كلم شمال)، المدينة المتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي، حسب ما اعلن مدير عام صحة كركوك الطبيب صديق عمر رسول.

واستهدف اثنان من تفجيرات كركوك نقطة تفتيش للشرطة ودورية تابعة لقوات البشمركة الكردية جنوب المدينة.

وفي بغداد قتل 21 شخصا واصيب 73 اخرون بجروح في انفجار سبع سيارات مفخخة وقعت احداها في المرآب الواقع في محيط مطار بغداد الدولي.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر لفرانس برس ان quot;المطار مفتوح وحركة الملاحة تسير بانسيابية والمسافرون يدخلون ويخرجون من المطار بصورة اعتياديةquot; مشيرا الى ان quot;التفجير وقع خارج المطار وتسبب بخسائر طفيفةquot;.

وافاد مراسل فرانس برس ان ست سيارات مدنية واربعا اخرى تابعة لشركات حماية خاصة احترقت اثر التفجير، في مراب المطار.

ووقعت التفجيرات الاخرى في سوق شعبي في منطقة ام المعالف (غرب) وسيارة اخرى في منطقة الشرطة الرابعة (غرب) فيما انفجرت سيارتان مفخختان قرب مسجد الامام علي في منطقة العبيدي واخرى في منطقة الحبيبية، في شرق بغداد.

وفي تكريت (170 كلم شمال) استهدفت سيارة مفخخة مقر ائتلاف الجماهير العراقية الذي يتزعمه محافظ صلاح الدين احمد عبد الله ما اسفر عن اصابة اثنين من حراس المقر، ووقوع اضرار بلغية في المنطقة السكنية المحيطة.

وبحسب مراسل فرانس برس فان المحافظ كان يحضر لاحتفالية يعلن خلالها تاسيس كيان سياسي جديد في المقر الذي دمر بشكل كامل.

وفي سامراء 110 كلم شمال بغداد، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مستهدفة نقطة تفتيش للشرطة، مما ادى الى اصابة 12 شرطيا بجروح، بحسب ما افاد ضابط برتبة مقدم في الشرطة.

وفي ديالى (شمال شرق بغداد)، قتل العقيد في الشرطة حامد العتبي في انفجار عبوة لاصقة بسيارته الخاصة في بهرز الواقعة جنوب بعقوبة. كما اصيب تسعة اشخاص بينهم اربعة من الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين في حي المفرق وسط مركز المحافظة، بحسب مصدر امني.

كما قتل ثلاثة اشخاص واصيب ستة اخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مقهى شعبي في ناحية الخالص، الى الشمال من بعقوبة، وفقا لمصادر امنية وطبية.

وفي الموصل (350 كلم شمال) قال الملازم اول خالد الياسري من الجيش ان quot;جنديا قتل واصيب جندي وشرطي بجروح لدى محاولتهم تفكيك سيارة مفخخة عند ناحية تلعبطةquot; الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غرب الموصل.

واصيب اثنان من عناصر شرطة المرور اثر قيام دورية للجيش بقتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في منطقة الشلالات، في شمال الموصل.

وفي محافظة بابل (100 جنوب)، اصيب 17 شخصا بجروح بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في انفجار شاحنة صغيرة في قضاء المسيب، حسب ما افاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة.

وفي حادث منفصل، انفجرت سيارة مفخخة قرب مطعم في ناحية الشوملي،الى الجنوب من الحلة، ما اسفر عن اصابة 11 شخصا اثنان منهم بجروح خطيرة.

وتأتي الهجمات مع اقتراب موعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية المقرر السبت المقبل 20 نيسان/ابريل الحالي.

ولم تعلن اي جماعة عن مسؤوليتها عن التفجيرات على الفور.

لكن تنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة يتبنى عادة التفجيرات التي تستهدف الاهداف الحكومية والمدنية بهدف زعزعة استقرار البلاد.