يرفع يهودي ارثوذكسي سُجن بعد إدانته بإحدى أكبر عمليات تهريب الكوكايين الى بريطانيا دعوى على سلطات السجون قائلا إنها تميّز ضده وتعادي السامية عموما. والسبب في هذا تبعا له هو أنها تحرمه من الطعام الكوشر.

سايمون برايس يهودي ارثوذكسي، يعتبر في الوقت من كبار لوردات المخدرات في بريطانيا. وهو يقضي حاليا عقوبة بالسجن بعد محاولته تهريب شحنة هائلة من الكوكايين قيمتها 35 مليون جنيه (56 مليون دولار) الى الأراضي البريطانية.
على أن هذا الرجل شرع في إجراءات دعوى قضائية على سلطات السجون قائلا إنها انتهكت حقوقه الدينية والإنسانية لأنها حرمته من تناول طعامه على طريقة laquo;الكوشرraquo; (الحلال) اليهودية. ويضع برايس قضيته في إطار أكبر متهما سلطات السجون بـlaquo;معاداة السامية والتمييز المؤسسيraquo;. وقال إن laquo;النباتيين والمجرمين المسلمين يتلقون معاملة تفضيليةraquo; لا يحصل هو على مثلها.
يذكر أن برايس (68 عاما) تلقى عقوبة بقضاء 28 عاما في سجن فرانكلاند، قرب مينة دارام، بعد إدانته بمحاولة تهريب إحدى أكبر شحنات الكوكايين في تاريخ البلاد إذ بلغ وزنها 700 كيلوغرام. لكنه يقول الآن إنه لم يُمنح أي خيار في نوع الطعام المقدم اليه كما تقضي بذلك قوانين حقوق الإنسان والمساواة.
وساق برايس، الذي يطالب بمبلغ 2500 جنيه (4 آلاف دولار) يقول إنها laquo;رمزيةraquo;، أمثلة على شكواه قائلا إنه مضطر للطبخ في نفس الآنية التي يطبخ فيها آخرون طعامهم غير الكوشر. وقال أيضا إن سلطات السجون تميّز ضد اليهود الارثوذكس لأن المكتبة العامة في سجن فرانكلاند laquo;لا تحوي أي كتب دينية يهوديةraquo;.
ووفقا للصحف البريطانية التي أوردت النبأ فقد جاء في معرض دعواه أن laquo;مسلك سلطات سجن فرانكلاند يتسم باللامبالاة بهموم اليهود والتمييز ضدهم ndash; سواء عن قصد أو بدون إدراكraquo;. وقال إن هذا laquo;يعكس معاداة مؤسسية واضحة للساميةraquo;. وقال ناطق باسم وزارة العدل من جهته إن سلطات السجون تنفي المزاعم الواردة في دعوى برايس جملة وتفصيلا.
وكان برايس قد تلقى حكما سابقا في السبعينات بالسجن 12 عاما لدوره في سطو مسلح بمطار هيرو ndash; لندن على 1.5 مليون جنيه (2.4 مليون دولار). وبعد خروجه من السجن أدار ظهره، كما قال، للجريمة وافتتح العام 2000 مدرسة لفنون الطبخ الغربي، وحاول إنتاج البراندي الفرنسي.
لكن يبدو أن عسر الحياة النظيفة لم يرق له فقرر الاتجار بالمخدرات الثقيلة. على أن هذا الطريق قُطع عليه سريعا عندما أدين بالتهريب وانتهى مطافه في سجن فراكلاند المحصّن الذي يرفع دعواه عليه حاليا.