في مدار نقد العمل السوري المعارض، يقول معارضون إن سوريا اليوم لا تحتمل مشاريع تجريبية، بل تريد من المعارضة توحيد جهودها في عمل سياسي بنّاء، يزيل النظام الحالي، ويبني الدولة الديمقراطية التي ستنظم التناقضات السياسية بين مكونات المجتمع السوري.

لندن: رأى معارضون سوريون أن الثورة اليوم تفتقر إلى السياسيين الحقيقيين، حيث تصدر معظم المشهد الحالي معارضون جدد لم يستطيعوا أن يعبروا بسوريا إلى الأمان الذي ينتظره السوريون في الداخل. وفشل المعارضون الجدد في فرض شروطهم وإقناع المجتمع الدولي بالعمل عليها، ولم يتعاون معهم الغرب الا في الأمور الشكلية.
قال بسام الملك، عضو المكتب التنفيذي المستقيل من هيئة التنسيق الوطنية وعضو مجلس ادارة غرفة تجارة دمشق، لـquot;إيلافquot; إن هذا الأمر من المواضيع المهمة جدًا حاليًا، مشيرًا إلى مثال بسيط حصل في مؤتمر المعارضة الشامل في القاهرة العام الماضي، quot;فقد حضر ستة وزراء حفل الافتتاح، لكن عندما انتهت الجلسة الافتتاحية، كان المعارضون السوريون يجلسون في مقاعدهم ولم ينهضوا لتحية الوزراء، فهم لا يعرفون البروتوكولات السياسية ولا يتمتعون بالخبرة الدبلوماسية، كما أن المعارضين في المجلس الوطني لا يعرفون أبجدية الدبلوماسيةquot;.
المشهد محزن
لفت الملك إلى أنه بحكم عمله السياسي والمدني والتجاري، لديه علاقات واسعة مع السفارات، ويعلم أهمية العلاقات العامة، والأمور السياسية تبنى على متانتها وتشابكها اضافة إلى الثقة.
وأوضح أن طرح المواضيع المهمة ومناقشتها يتأخر دائمًا، متذكرًا أنه حذّر رئيس وزراء سوريا السابق محمود العطري في 6 اذار (مارس) 2011، أثناء اجتماع مجالس رجال الأعمال، عدم تجاهل الشباب وعدم اهمالهم، وقال: quot;طالبته في مداخلة أثناء الاجتماع محاورة الحكومة شباب الجامعات، لتعرف مشاكلهم وتقترب منهم لدراسة معاناتهم، وكنت خائفًا على سوريا بعد استقراء الواقع، خصوصًا أن الحكومة غائبة ومنفصلة عن السوريين فيما دول الربيع العربي تلتهبquot;.
وقال: quot;اليوم، المشهد السياسي محزن، فمن لديه أموال أصبح سياسيًا سوريًا، وهذا شخص كان مغتربًا خارج سوريا لسنوات طويلة اصبح معارضًا، مع أن السياسة معاناة وتفاعلquot;.
وشدد الملك على أن التحدي الأكبر للسياسيين بعد سقوط النظام هو النجاح في تبني موضوعي عودة المهجرين وخصوصًا الكوادر العملية وعودة رأس المال السوري.
تشويش سياسي
من جانبه، اعتبر فهد الرداوي، رئيس مكتب تيار التغيير الوطني في المملكة العربية السعودية أن المعارضة السورية تشتكي من أمراض عدة يجب علاجها فورًا، quot;فالمعارضة تعمل اليوم على التجريب رغم أن الوضع في سوريا لا يحتمل مشاريع تجريبيةquot;.
وقال: quot;نفتقر إلى القرار الوطني بسبب قيام بعض الدول بفرض شخصيات جدد علينا كمعارضين، تنصبهم لتنفيذ أجنداتها من خلالهمquot;.
ولفت إلى أن الأمر بات في غاية الصعوبة، ويزداد تعقيدًا، ويمضي إلى المجهول بسبب نقص خبرة السياسيين المفروضين من جانب، والضغط على المعارضة ككل من جانب آخر.
وشدد الرداوي على وجود الكوادر السورية السياسية من رجال ونساء وبمستوى عالٍ من الثقافة والعلم والمواصفات القيادية، وهي قادرة على تحمل أعباء الثورة والسير بها إلى بر الأمان، quot;إلا أن وجود بعض المعارضين المنتمين لتلك الأجندات واحتكارهم للعمل يشوش المشهد السياسيquot;.

توحيد الجهود
وقال فهد الباشا، عضو التحالف الوطني الديمقراطي، لـquot;ايلافquot; إن الموضوع شائك، quot;فعلى مدى 50 عامًا من عمر النظام وقمعه، لم يكن هناك سياسيون بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كان هناك معارضون نفتخر بهم، إلا أنهم لم يوحدوا جهودهم، ولو فعلوا لنجحت الثورة، ولم يضع الأسد الوقت على حساب الدم السوريquot;.
أضاف: quot;هناك ثوار عملوا في الداخل، لكنهم لم ينضموا للعمل السياسي، ويجب الانتباه اليهم، وإدخالهم المعترك السياسي المحلي إلى جانب الرموز التقليديةquot;.
ورأى الباشا أن سوريا تحتاج إلى كل الأطياف، لافتًا إلى تجارب الدول الديمقراطية، quot;فيجب أن نتشارك جميعًا في اسقاط الاسد وبناء الدولة والديمقراطية، فهي من سيحل خلافاتنا الداخليةquot;.
وتابع قائلًا:quot;خيبنا كمعارضين أمل الثورة والثوار، والناس تحملوا كثيراً وتعبوا، وإن استمرينا بهذا الشكل سيبقى الأسد حتى العام 2014، فالمجتمع الدولي لا يجد بديلًا للاسد ليتخلى عنه، فعلينا تحريك المياه الراكدة بتوحيد صوتنا مع صرخات الداخل وأنينهquot;.