يقول الحاخام سكوركا، صديق البابا فرانسيس الحميم منذ عشرين عامًا، إن البابا عازم على فتح أرشيف الفاتيكان لجلاء حقيقة البابا بيوس، الذي يصفه البعض بأنه بابا هتلر الذي سكت عن جرائم النازية، ويقول آخرون إنه ساعد اليهود على الرحيل من ألمانيا.
لندن: عقود من التساؤلات والظنون بشأن دور بابا الفاتيكان في ظل الأنظمة الفاشية في ايطاليا بزعامة موسوليني والمانيا بزعامة هتلر، إبان الثلاثينات والأربعينات، يمكن أن يجيب عنها البابا فرنسيس بفتح أرشيف الفاتيكان، كما أفاد أحد اصدقائه الحميمين.
وقال الحاخام ابراهام سكوركا، الذي عرف الكاردينال الارجنتيني السابق خورخة ماريو بيرغوليو منذ 20 عامًا، إنه أجرى نقاشات طويلة مع الحبر الأعظم الجديد حول دور البابا بيوس الثاني عشر، الذي كان معروفاً بلقب بابا هتلر.
اضاف الحاخام، الذي شارك في تأليف كتاب جديد عن المقابلات مع صديقه قبل أن يصبح رئيس الكنيسة الكاثوليكية: quot;البابا فرنسيس أكد وجوب وضع دور بيوس ومواقفه تحت المجهر، فهذه قضية حساسة للغاية، والبابا فرنسيس يرى ضرورة اجراء تحقيق شامل فيها، ولا أشك في أنه سيفتح أرشيف الفاتيكانquot;.
متواطئ أم قديس؟
تأتي تصريحات سكوركا بعد عقود من التكهنات بشأن تعاون البابا بيوس مع النظامين الفاشي في ايطاليا والنازي في المانيا، خلال توليه سدة البابوية ابتداءً من العام 1939.
وتعرض البابا بيوس لاتهامات كثيرة حول التزامه جانب الصمت إزاء جرائم النظام النازي ومحرقة اليهود بصفة خاصة، وهي تهمة اكتسبت قوة متزايدة برفض الفاتيكان حتى الآن فتح أرشيف تلك الفترة للباحثين.
لكن هناك أدلة تشير إلى أن البابا بيوس ربما ساعد ايضًا في هروب 200 ألف يهودي من المانيا في الثلاثينات. ويُقال إن الكاردينال يوجينيو باسيلي، كما كان يُعرف قبل أن يصبح البابا بيوس، كتب إلى بطاركة العالم يحثهم على تأمين تأشيرات للكاثوليك غير الآريين واليهود الذين اعتنقوا المسيحية، ليتركوا المانيا.
وتُتخذ منذ عقود في روما خطوات لتطويب البابا بيوس الثاني عشر، لكنّ لفيفًا من الباحثين الكاثوليك دعوا علنًا قبل عامين البابا بنديكتوس إلى وقف العملية، ريثما يُعرف المزيد عن دوره في زمن الحرب بفتح الأرشيف.
وكان بنديكتوس نفسه تعرض لانتقادات قبل أشهر عندما صادق على قرار يعترف بفضائل بيوس البطولية، وهو وصف يقربه خطوة من اعتباره قديسًا.
شريك في الفاتيكان
الحاخام سكوركا هو عميد الكلية الحاخامية الاميركية اللاتينية في الارجنتين حاليًا، وهو أقام صداقة وثيقة مع الكاردينال بيرغوليو حين كان أسقف بوينس أيريس، فكان الأسقف والحاخام يحضران القداديس المسيحية واليهودية، ومهدت صداقتهما لتحسين العلاقات بين الكاثوليك واليهود في الارجنتين، التي لديها أكبر طائفة يهودية في اميركا اللاتينية، بحسب صحيفة ديلي تلغراف.
ويبحث الاثنان في كتابهما المشترك مواقف بيوس من الحرب العالمية الثانية، لكنهما يخلصان إلى أنه من المتعذر الخروج بأحكام قطعية. وقال الحاخام سكوركا لصحيفة ذي تابلت إن البابا فرنسيس يتخذ موقفًا حازمًا من معاداة السامية، وأي شكل من اشكال التعصب. أضاف: quot;الأمر المؤكد أن لليهود اليوم شريكًا طيبًا في الفاتيكانquot;.
وكشف أن البابا فرنسيس اتصل به مرتين الشهر الماضي، وبحثا في آماله ومشاريعه للبابوية. قال: quot;اعتقده سيغيّر كل شيء يعتقد أنه بحاجة إلى تغيير، فهو ثوري في قضايا الأعراف والعادات والبروتوكول والبهرجة والترف، فضلاً عن موقفه من الفقراءquot;.
وكشف أن البابا عندما اتصل بهللمرة الاولىمن روما قال له مازحًا: quot;مرحبًا، أنا بيرغوليو. لقد حبسوني هنا في روما ولا يسمحون لي بالعودة إلى أهليquot;.
التعليقات