تتخوف إسرائيل من تراجع قوات النظام السوري عن الحدود في الجولان، ووقوع هذه الحدود بيد المجموعات المسلحة المعارضة، ويقول خبير إسرائيلي إن انتقال هذه المجموعات من قتال النظام إلى قتال إسرائيل مسألة وقت.

بيروت: تشهد الحدود الإسرائيلية السورية توترًا أكثر من أي وقت مضى، حيث تسقط قذائف الهاون من المنطقة الحدودية على إسرائيل من دون دليل ما إذا كان مصدرها مدافع قوات المعارضة أو جيش النظام.
وعلى مدى أربعة عقود مضت، ساد الهدوء بين الطرفين، بعد أن وافقت إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق النار في المنطقة الحدودية، التي يحرسها ألف جندي من بعثة الأمم المتحدة.
أما الآن، يقول مسؤولون عسكريون ومحللون إسرائيليون إن الحدود الشمالية أكثر توترًا مما كانت عليه في أي وقت، منذ توقيع وقف إطلاق النار.
مسألة وقت
ضعفت قبضة قوات الأسد على المنطقة الحدودية، بعد أن اضطر لسحب قواته منها والتركيز على المعارك في الداخل، حيث احتل الثوار مناطق عديدة بالقرب من العاصمة دمشق. ترك هذا الأمر هضبة الجولان السورية تحت سيطرة قوات المعارضة، ومن ضمنها الجماعات الاسلامية الجهادية التي تشكل خطرًا كبيرًا على إسرائيل.
يقول كوبي ماروم، محلل إسرائيلي مستقل من هضبة الجولان، إن المعارضة السورية اليوم تستهدف النظام quot;لكن تغيير هدفهم من النظام إلى إسرائيل مسألة وقت ليس إلاquot;.
أضاف: quot;باستطاعتهم إطلاق الصواريخ واختراق الحدود، والسيطرة على إحدى التجمعات الإسرائيلية على الحدود.quot;
نحن نتفرج
تجعل الفوضى الحدودية صعبًا معرفة مصدر القذائف التي تقع على الجانب الاسرائيلي من الحدود، فيقول الكولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: quot;إننا نرى تدهورًا في سلسلة القيادة العامة، هذا هو السبب في حصول عدد من الحوادث، حيث أخذ بعض الناس المبادرة وأطلقوا النار على مصدر القذائفquot;.
ما زالت القوات الموالية للأسد موجودة عبر الحدود، كما يقول مسؤولون اسرائيليون، لكن هناك عدد أقل مما كان قبل اليوم، لأن النظام ينقل قواته إلى أماكن أخرى.
وقال ليرنر: quot;هناك ثوار يقاتلون من أجل الديمقراطية، وجهاديون يخوضون حربًا مقدسة بين الشيعة والسنة، ونحن نتفرجquot;.
مصادر القلق
على مقربة من الحدود مع لبنان، التي تقع على الجانب الآخر من جبل الشيخ، ثمة مصدر قلق آخر لإسرائيل. فقد حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا من أن تقع الأسلحة الكيميائية في أيدي المتشددين الاسلاميين أو أن تصل إلى حزب الله.
وحال الفوضى التي تسود بين قوة الأمم المتحدة الموجودة لمراقبة خط فض الاشتباك تسبب أيضًا قلقًا في إسرائيل، بالرغم من أن المسؤولين لم يصرحوا بذلك علانية.
فاليابان وكرواتيا سحبتا قواتهما من البعثة هذا العام، فيما قالت النمسا الاسبوع الماضي إنها قد تضطر إلى الانسحاب من البعثة إذا رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة المفروض على سوريا، لأنها خطوة يمكن أن تعرض قواتها للخطر.