فيما انتشرت في العراق الجمعة انباء عن اعتقال عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين، ألقى ذلك بظلاله على السباق الانتخابي قبيل ساعات من انطلاقه صباح السبت، الأمر الذي دفع مكتب رئيس الحكومة نوري المالكي الليلة إلى نفي الاعتقال مؤكدا ان عمليات البحث والتفتيش والدهم جارية حاليا للقبض على الدوري.
ارتدادات لخبر الاعتقال وجدل حول اهدافه
منذ صباح اليوم تضج مواقع الأخبار ووكالات الانباء المحلية ومعها شبكات التواصل الاجتماعي باخبار وتعليقات عن اعتقال عزة الدوري قائد حزب البعث المحظور في العراق ونائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمطلوب الأول لدى القوات العراقية التي رصدت مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يلقي القبض عليه. واشارت إلى ان عملية الاعتقال تمت في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) اثر عمليات تفتيش واسعة بعد وصول معلومات استخبارية عن ووده هناك.
وقد اعتبر مواطنون وسياسيون ومهتمون، عبر تعليقات على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot; أن وراء اشاعة الاعتقال اهداف انتخابية، ملمحين ان ائتلاف دول القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي تقف وراءها من اجل تحقيق مكاسب انتخابية من خلال تجيير عملية الاعتقال لصالح المالكي واعتبارها واحدة من إنجازاته الكبيرة.
واعتبرت لجنة الامن النيابية خبر الاعتقال فقاعة، واوضحت انها اتصلت بجميع مسؤولي قيادات الموصل فنفوا النبأ وقالوا إن الخبر فقاعة انتخابية لكتلة معينة. واستغرب عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي إطلاق انباء مفبركة عشية انتخابات مجالس المحافظات وقال الزاملي quot; لقد اتصلنا بجميع القيادات الأمنية في محافظة نينوى، وجميعهم نفوا خبر اعتقال المجرم الدوريquot; . واضاف ان quot;هذا الخبر لا يعدو كونه فقاعة اعلامية لكتلة معينة انتخابية، تحاول التأثير على الناخبين عشية السباق إلى مجالس المحافظات وهي تشير لفشل الجهة التي اطلقتها ومعرفة حجمهم الحقيقي وانحسار شعبيتهمquot; .
ومن جانبه، قال النائب عن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باقر جبر الزبيدي quot;إن خبر اعتقال نائب رئيس النظام المقبور المجرم الهارب عزت الدوري، عار عن الصحة وبث مثل هذه الاشعاعات تلاعب في وعي الناخب العراقيquot;. واضاف ان ترويج خبر الاعتقال وبث مثل هذه الاشعاعات تلاعب في وعي الناخب وتحايل على قرار الصمت الاعلامي الذي بدأ صباح اليوم.
القيادة العامة للقوات المسلحة تحسم الامر
واثر ذلك، اضطر مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي إلى حسم الامر الليلة نافيا الانباء التي تحدثت عن اعتقال الدوري مؤكدا في بيان صحافي أن quot;عمليات البحث عن الدوري ما زالت مستمرةquot;. وقالت قناة العراقية في خبر عاجل إن quot;مكتب القائد العام للقوات المسلحة يؤكد أن عمليات الدهم والتفتيش ما زالت مستمرة للبحث عن المجرم عزي الدوريquot;.
ومن جهته أكد قائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء الركن مهدي صبيح الغراوي أن الأنباء التي تحدث عن اعتقال الدوري في عملية أمنية مساء اليوم في الموصل عارية من الصحة quot;ونحن ننفي نفيا قاطعا هذا الأمرquot;.
وجاء إطلاق خبر اعتقال الدوري بعد ساعات من الإعلان مساء الخميس عن قيام السلطات العراقية بشن حملة تفتيش عن الدوري المتواري عن الانظار بعد ورود معلومات عن تواجده في قضاء الدور، معقله، في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد.
وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي quot;وردتنا معلومات مساء الاربعاء تفيد ان عزة الدوري موجود في قضاء الدورquot;. واضاف ان quot;قيادة شرطة صلاح الدين قامت بتطويق المنطقة وتفتيشها، لكنها لم تعثر عليهquot;.
وكان اخر ظهور للدوري في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي في شريط فيديو اكد دعمه للتظاهرات في محافظات غربية وشمالية والمتواصلة منذ اكثر من ثلاثة اشهر. واعلن حزب البعث العراقي المحظور في تموز (يوليو) عام 2012 ان امينه العام عزة الدوري عقد اجتماعا لقيادات الحزب مطلع ذلك الشهر في بغداد الامر الذي اعتبرته وزارة الداخلية quot;كذبة من اكاذيب البعثquot;.
وظهر الدوري للمرة الاولى منذ حرب العراق عام 2003 في رسالة مصورة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث في الثامن من نيسان (ابريل) من العام الماضي هاجم فيها حكام العراق ودعاة التدخل العسكري ضد النظام السوري.
وحدد الجيش الاميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال الدوري الذي كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل والذراع اليمنى للرئيس السابق صدام حسين.
ولعزة الدوري جناح عسكري ينشط منذعام 2007 يطلق عليه اسم quot;جيش الطريقة النقشبنديةquot; ويقوم بعمليات مسلحة في مناطق غرب وجنوب غرب كركوك والموصل وصلاح الدين وديإلى والفلوجة.
وهذه هي المرة الثالثة التي تروج فيها اخبار عن اعتقال الدوري ثم لم يثبت صحتها بعد ذلك منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وهروب الدوري إلى مكان غير معلوم.
التعليقات