أماطت تقارير صحافية بريطانية النقاب عن أن إحدى الشركات الدفاعية الكبرى في بريطانيا تقوم بتزويد الولايات المتحدة بتكنولوجيا الطائرات الآلية (التي تعمل بدون طيار)، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل العشرات من المدنيين، وجعلت المنتقدين يعتبرون بريطانيا متورّطة في quot;جرائم الحربquot; التي ترتكب على هذا الصعيد.


تبين أن تلك الشركة، التي تُدعى Cobham plc، وتتخصص في تطوير إلكترونيات مرتبطة بمجالي الدفاع والاتصالات، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية، تقوم بتصنيع هوائيات لطائرات quot;بريديتورquot; المسلحة التي تستخدم في إطلاق أسلحة مخيفة على الأهداف.

وكشفت quot;ميل أون صندايquot; عن أن الحكومة البريطانية وافقت على منح سلسلة من تراخيص التصدير المثيرة للجدل للشركة، ما يبيّن أن الوزراء يفرضون بشكل رسمي عقوبات على برنامج الطائرات الآلية المثير للجدل الذي تديره الولايات المتحدة.

مكافحة الإرهاب
ولفتت الصحيفة إلى أن طائرة quot;بريديتورquot; الآلية، المسلحة بصواريخ هيلفاير أو بقنابل موجّهة، وتصل سرعتها القصوى إلى 135 ميل في الساعة، تُستخدم في تحديد وقتل إرهابيي ومسؤولي تنظيم القاعدة، عبر سلسلة عمليات سرية في أفغانستان وباكستان وأفريقيا.

فيما ترى جماعات حقوق الإنسان أن الهجمات التي يتم شنّها عبر تلك الطائرات تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وتقتل المدنيين. ثم أوضحت الصحيفة أن الشركات البريطانية، التي تزوّد المعدات العسكرية لباقي الدول، لابد وأن تسعى إلى الحصول على موافقة للعقود من الحكومة.

وبحسب وثيقة إطلعت عليها الصحيفة، فقد قامت وزارة الأعمال والابتكار والمهارات بمنح شركة Cobham 31 ترخيصاً خاصاً بتصدير تكنولوجيا الطائرات الآلية في الفترة بين عامي 2008 و2012.

واتضح أن كثيرًا من الأجزاء التي تغطيها التراخيص يتم استخدامها في نهاية المطاف في الطائرات الآلية، بما في ذلك الطائرتين من نوع quot;بريديتورquot; وquot;ريبرquot;.

مباهاة
هذا وتتباهى شركة Cobham بما تقدمه من مكونات تستخدم في تصنيع طائرات بريديتور، وقالت بهذا الخصوص quot;تلعب هوائيات الاتصال ومكونات الرادار والنظم الفرعية التي تقدمها Cobham أدواراً مهمةً في الطائرات الحديثة التي تعمل بدون طيارquot;.

وعلمت الصحيفة أن جماعة Reprieve، المعنية بحقوق الإنسان، قد طلبت ليلة أمس من الحكومة أن تراجع سياستها المتعلقة بمنح التراخيص. وقالت كاترين غيلفيلدر، وهي المحامية التي تعمل مع تلك الجماعة، quot;تحلق الطائرات الآلية الأميركية فوق المدن في المناطق التي لا توجد فيها حروب على مدار 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، ما يتسبب في ترويع المجتمعات وحدوث قتل عشوائي، في خرق للقانون الدوليquot;.

في أفغانستان فقط
تابعت كاترين حديثها بالقول: quot;جاء تصنيع المكونات الخاصة بطائرات بريديتور على أرض بريطانية ليزيد من توريط بريطانيا في انتهاكات حقوق الإنسان الضخمة هذهquot;. وأشار وزير الخارجية ويليام هاغ من جانبه إلى أن المملكة المتحدة تدعم استخدام الطائرات الآلية المسلحة فقط في أفغانستان، حيث أجازت الأمم المتحدة استخدام العمل العسكري هناك.

غير أن الجيش الأميركي يستخدم كذلك تلك الطائرات الآلية المسلحة في باكستان والصومال واليمن، حيث يتم قتل مدنيين أبرياء في هجمات، يكون المقصود منها إرهابيون مشتبه فيهم.

وأكد ناطق باسم شركة Cobham، التي يوجد مقرها في دورست، quot;أننا نقدم هوائيات للعديد من النظم الآلية، بما في ذلك طائرات بريديتور الأميركية، عبر مصنعنا الموجود في تكساسquot;.