بانكوك: اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين بورما بتنفيذ quot;حملة تطهير إثنيquot; ضد أقلية الروهينيجيا المسلمة، مؤكدة على وجود إثباتات تشير إلى مقابر جماعية وعمليات نقل قسري للسكان.

جاء في تقرير المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان بعنوان quot;كل ما يمكنكم القيام به هو الصلاةquot; ان الروهينجيا تعرّضوا لـquot;جرائم بحق الإنسانيةquot;، ولا سيما أعمال قتل وترحيل.

وتابع التقرير ان quot;المسؤولين البورميين وعددًا من قادة المجموعات والرهبان البوذيين نظّموا وشجّعواquot; الهجمات ضد الراخين في القرى المسلمة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي quot;بدعم من قوات الامنquot;.

وشدد فيل روبرتسون مساعد مدير المنظمة لمنطقة آسيا على ان quot;الحكومة البورمية تشنّ حملة تطهير إثني ضد الروهينجيا، تستمر اليوم، من خلال رفض نقل المساعدة إليهم، وفرض قيود على حركتهمquot;.

ولفتت المنظمة الى انه ان كان التطهير الإثني ليس له وصف قانوني دقيق، فهو يشير بصورة عامة الى سياسة تنتهجها مجموعة اثنية او دينية بهدف اخلاء منطقة من مجموعة اخرى من خلال وسائل عنيفة تبث الرعب.

واضطر اكثر من 125 الف شخص، هم من الروهينجيا بغالبيتهم العظمى، الى الفرار بسبب اعمال العنف في العام الماضي، ولا يزالون يقيمون في مخيمات مرتجلة. وقالت هيومن رايتس ووتش انهم محرومون من المساعدة الانسانية، ولا يمكنهم العودة الى منازلهم.

كما يشير التقرير، الذي يستند الى اكثر من مئة مقابلة، الى ادلة على وجود اربع مقابر جماعية على الاقل، متهما قوات الامن البورمية بالسعي إلى اخفاء ادلة على وقوع جرائم.

وذكرت المنظمة ان شاحنة حكومية قامت في حزيران/يونيو 2012 بإلقاء 18 جثة قرب مخيم للنازحين الروهينجيا بهدف ترهيبهم وحملهم على الرحيل نهائيا. ويبلغ عديد اتنية الروهينجيا حوالى 800 الف شخص، يقيمون في ولاية راخين، وتعتبرهم الامم المتحدة احدى الاقليات الاكثر تعرّضًا للاضطهاد في العالم، وقد حرمهم المجلس العسكري الحاكم سابقًا في بورما من الجنسية.

وتفيد الامم المتحدة ان اكثر من 13 الف شخص من الروهينجيا فرّوا بحرًا عام 2012 من بورما وبنغلادش من اعمال العنف الطائفية بين الاكثرية البوذية من اثنية الراخين والاقلية المسلمة، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 180 قتيلًا و115 الف نازح في ولاية راخين في غرب بورما.

وغادر الاف الروهينجيا، الذين يعتبرهم العديد من البورميين مهاجرين غير شرعيين، ولا يخفون عداءهم لهم، منذ حزيران/يونيو الماضي هربًا من اعمال العنف وتوجهوا بحرا الى ماليزيا بصورة خاصة. كما استهدف مسلمون اخرون في اذار/مارس في وسط البلاد في اعمال عنف اوقعت 43 قتيلا.