يقدم الخليجيون كل ما يحتاج إليه السوريون من مساعدات، فالغوث الإماراتي يصل إلى الداخل السوري رغم الخطر، والسعودية تغيث اللاجئين في لبنان والأردن وتأويهم، بينما يوظف الكويتيون نحو 300 مليون دولار لدعم المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات في سوريا.


بيروت: تستمر دول الخليج العربي في تقديم المعونات العينية والإغاثية للاجئين السوريين في لبنان والأردن، فقد أعلنت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا قبل يومين أن قيمة المساعدات والمشاريع التي نفذت والتي تنوي تنفيذها لدعم اللاجئين السوريين في لبنان بلغت نحو 12 مليون دولار.

كما أعلن علي عواض العسيري، السفير السعودي في لبنان، تحمل الحملة الوطنية السعودية تكاليف تعليم ثلاثة آلاف طالب سوري في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة الحريري، تلبية لتوجيهات الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يحرص على ألا يبقى أي طالب بعيدًا عن مقاعد الدراسة، مهما كانت ظروفه.

وقال العسيري إن الحملة الوطنية السعودية وزعت نحو 30 ألف حصة غذائية، ونحو 100 ألف بطانية، على اللاجئين السوريين في لبنان، ودفعت بدلات ايجار ألف شقة سكنية يسكنها سوريون، ودعمت المراكز الطبية بمستلزمات تقنية وأدوية، وأنشأت مركزًا طبيًا خاصًا لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة للنازحين.

كرافانات في الزعتري

وفي الأردن، وزعت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في الأردن في الأسبوع الماضي محتويات 41 شاحنة، محملة بمختلف المواد الغذائية والتموينية والبطانيات والملابس والمياه، ضمن حملة الجسر الإغاثي.

وقال سعد السويد، مدير مكتب الحملة في الأردن، إن توزيع المساعدات شمل اللاجئين السوريين في جميع مناطق الاردن، وإن الحملة تزود مخيم الزعتري بنحو 40 وحدة سكنية متحركة أو ما يعرف بـ quot;كارفانquot; يوميًا، ضمن البرنامج الذي تنفذه لتوفير السكن المناسب للاجئين، من خلال تزويد المخيم بالكرفانات اللازمة.

ولفت السويد إلى أن عملية تزويد المخيم بالكرافانات ستستمر شهرين، بواقع 200 كارفان أسبوعيًا، حتى نفاذ العدد المطلوب، تواصلًا مع جهود الاغاثة السعودية، وإسهامًا في التخفيف من معاناة السوريين داخل الزعتري، لتحسين ظروفهم المعيشية وتلبية حاجتهم الماسة للسكن المناسب.

وبيّن السويد أن الحملة قدمت للاجئين السوريين في الأردن 300 مليون ريال سعودي منذ نحو تسعة اشهر، بعدما أمدتهم بجميع المساعدات الايوائية والغذائية.

إلى داخل سوريا

وليس السعوديون وحدهم مقبلين على دعم السوريين، فقد نقلت صحيفة البيان الاماراتية عن مصادر إغاثية تأكيدها أن الامارات قدمت 70 بالمئة من إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من دول الخليج إلى الشعب السوري، وإن المساعدات الإماراتية لا تستهدف اللاجئين خارج سوريا فحسب، بل تصل إلى الشعب السوري داخل سوريا نفسها.

ويذكر أن الإمارات قدمت 300 مليون دولار لدعم الوضع الانساني في سوريا خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي انعقد في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وقالت المصادر نفسها إن هذه المساعدات ترسل إلى الداخل السوري عبر الطريق الأردني، بالتعاون والتنسيق مع منظمتي الهلال الأحمر في الأردن وسوريا، كاشفةً أن الشحنات الاغاثية تجد صعوبات كبيرة في اجتياز حواجز الجيش السوري النظامي، إذ يوقفها ولا يسمح بمرورها إلا بعد اقتطاع 25 إلى 30 في المئة من حمولتها لصالح الجنود.

الوقود هو الأصعب

وأخبرت هذه المصادر البيان أن المشكلة الأعظم في توصيل المساعدات تكمن في عبور حواجز المرتزقة، الذين يكنون للشاحنات ويفجرونها لمنع إمداد أي منطقة بالمواد الغذائية.

وأفادت المصادر أن الطحين والوقود والمضادات الحيوية والضمادات هي أكثر ما يحتاجه السوريون في الداخل السوري، إذ يعانون من نقصها الحاد، وأن المساعدات المرسلة إلى المناطق السورية المنكوبة تضم غذاءً ووقودًا للتدفئة ودواءً، وأن وقود التدفئة من أصعب المواد التي يمكن إدخالها.

ونقلت البيان بعضًا من مشاهدات المنظمات الانسانية في سوريا، كأطفال لم يذوقوا طعامًا منذ يومين أو أكثر، وأطفال ونساء استهدفهم الارهاب من طرفي النزاع، لافتةً إلى أن حلب وحمص ودرعا هي المدن الأكثر تضررًا من الناحية الانسانية.

أموال كويتية

من ناحيتها، نقلت التقارير الصحفية توظيف الكويت، في 18 نيسان (أبريل) الجاري، مبلغ 275 مليون دولار، لتقديم المساعدة الإنسانية لسكان سوريا، من خلال المنظمات الدولية العاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وذُكر من بين المنظمات التي تلقت الأموال الكويتية 9 وكالات أممية، من ضمنها إدارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، التي تسلمت 110 ملايين دولار، وصندوق يونيسيف الذي حصل على 53 مليون دولار، وبرنامج الغذاء العالمي الذي نال 40 مليون دولار، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي التي نالت 25 مليون دولار.