لم تر غالبية ساحقة من قرّاء quot;ايلافquot; المشاركة في استفتائها الأسبوعي إمكانية مساهمة الانتخابات المحلية التي شهدها العراق في الاسبوع الماضي في تهدئة الأزمة السياسية في هذا البلد.


أسامة مهدي: أجاب عن سؤال الاستفتاء: هل تسهم الانتخابات في تهدئة الازمة السياسية في العراق؟ 2129 قارئا، اختلفت مواقفهم بين القول بنعم ولا. وشكلت نسبة الذين عبّروا عن تشاؤم من امكانية مساهمة الانتخابات في تخفيف الازمة 84 بالمئة من مجموع المشاركين في هذا الاستفتاء الذين بلغ عددهم 2129 قارئا.

فقد رأى 1795 مشاركا في استفتاء quot;ايلافquot; الاسبوعي شكلت نسبتهم 84 بالمائة من مجموع المشاركين الكلي ان الانتخابات المحلية التي شهدها العراق في العشرين من الشهر الحالي لن تسهم في تهدئة الازمة السياسية. ويبدو أن وراء هذا الموقف فهمًا ومتابعة لواقع وحقيقة تطورات الاوضاع العراقية التي لم تهدأ منذ عشر سنوات ولم تحلها او تخفف منها ستة انتخابات عامة لانتخاب مجالس نيابية ومحلية لاختيار مجالس الحكومات المحلية.

فقد كان العراقيون يعوّلون على نتائج الانتخابات النيابية العامة التي جرت في مطلع عام 2010 للانتقال بالعراق من حال الخلافات والشحن الطائفي والحرب الاهلية الى المصالحة الوطنية والاتفاقات السياسية الضامنة والمحققة لمصالح البلاد وناسها، ولتكون هذه فوق كل المصالح الفئوية والحزبية والمذهبية والعنصرية، لكن هذه الامال سرعان ما تبخرت إثر نقض الاتفاقات التي وقعت بين القادة عقب الانتخابات والتي تشكلت بموجبها الحكومة الحالية.

ومن الواضح أن موقف القراء هذا قد تأثر بالاحداث السياسية والامنية التي أعقبت الانتخابات مباشرة، حيث جرى بعدها بثلاثة أيام اقتحام الجيش لساحة الاعتصام في قضاء الفلوجة في محافظة كركوك الشمالي، الامر الذي أدى الى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص، وهو ما صبّ الزيت على نار الخلافات، ونقلها من جديد الى العنف والاشتباكات المسلحة في مناطق شاسعة من غرب البلاد وشمالها.

ثم جاءت حادثة قتل خمسة جنود عراقيين السبت الماضي في مدينة الرمادي وقرب ساحة الاعتصام لتزيد نار التراشقات اشتعالا وتضعها على حافة حرب أهلية طائفية، يتمنى المواطنون العراقيون عدم تفجرها، بعدما اكتووا بعذاباتها عامي 2006 و2007.

مما زاد الطين بلة ما شهدته مناطق مختلفة من العراق اليوم الاثنين من تفجير خمس مفخخات في الديوانية وكربلاء والسماوة والمحمودية، الامر الذي أدى الى مصرع حوالى 20 عراقيا وإصابة اكثر من 50 اخرين.

ومما رسخ من موقف الغالبية هذه التي عبّرت عن تشاؤم من مساهمة الانتخابات في حل الأزمة هي الاتهامات التي تبادلتها القوى المشاركة فيها حول ضغوط مارستها قوى نافذة على المصوتين للاقتراع لمصلحتها.. ثم الضغوط المماثلة التي تعرّضت لها ايضا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتلاعب في النتائج او تجيير بعض اوراق التصويت لمصلحة قوائم بعينها، الامر الذي دفع بالمفوضية الى الدفاع عن نفسها، واصدار بيان يؤكد رفضها لأي ضغوط وعدم خضوعها لأي عمليات ابتزاز من هذا النوع.

لكن الاستفتاء اظهر في الجانب الاخر اقلية رأت العكس، وعبّرت عن تفاؤل يرى في الانتخابات ربما فرصة لانهاء الخلافات وحل المشاكل من خلال الركون لصناديق الاقتراع ونتائجها باعتبارها المعبّر الحقيقي عن رغبات المواطنين وتطلعاتهم.

فقد بلغ عدد القراء الذين افتوا بهذا الرأي 334 مستفتيًا، شكلت نسبتهم 16 بالمائة فقط من المجموع الكلي للمشاركين البالغ 2129 مستفتيا، وهو ما يلقي بظلال قاتمة على حقيقة الاوضاع المتدهورة امنيا وسياسيا في البلاد، والتي فشلت جميع الجهود المبذولة لحد الان في تحسينها، ومن ضمنها الانتخابات الاخيرة، التي لم تفلح في اعطاء بصيص امل في إمكانية قريبة لإنقاذ العراق من أوضاعه الصعبة هذه.

لذلك تبقى الآمال معقودة - وإن كانت ضعيفة - على المخلصين من ابناء العراق بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم لانقاذ بلدهم وانفسهم ايضا من الهاوية التي تسير عليها البلاد بفعل تدخلات داخلية وخارجية لاتريد الخير للعراق وأهله بالتأكيد.