يستاء معارضون سوريون من سلوك السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد، ويقولون إنه يميل إلى أن يكون سفيرًا قطريًا لا أميركيًا، يكيل المعارضين بمكيالين، فيمتنع عن التعامل مع بعضهم.


لندن: كشف معارضون سوريون لـquot;ايلافquot; أنهم أبلغوا الادارة الأميركية استياءَهم من طريقة تعامل السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد مع أطياف المعارضة السورية. ولفتوا في اجتماعات مع دبلوماسيين أميركيين إلى أن فورد يتفرد في الكثير من القرارات، من دون الرجوع للادارة أو استشارتها بما يخص المعارضة السورية. وساقوا أدلة على كلامهم من قبيل أنه عندما انسحب أعضاء في الائتلاف الوطني المعارض مثل كمال اللبواني ووليد البني وريما فليحان، حاول فورد الضغط عليهم للعودة إلى الائتلاف.

وأشاروا إلى أن السفير وضع خطوطًا حمراء على أسماء معارضين سوريين، ولا يتواصل معهم، ولا يستمع إلى آرائهم، وحصر عمله مع بعض المعارضين الذين كثف لقاءاته معهم، مثل المعارض السوري رياض سيف فأسسا سويًا الائتلاف الوطني المعارض.

أكد معارضون سوريون للادارة الاميركية أن فورد كان سفيرًا لقطر أكثر من كونه سفيرًا للولايات المتحدة، لأنه كان ينفذ ما تريده الدوحة أكثر مما تطلبه واشنطن.

وشددوا على أن فورد خدع الخارجية الأميركية بتقاريره، فهو على سبيل المثال لا ينقل خلافات واختلافات الائتلاف الوطني ومشاكله، بل يحاول الترويج له، ويؤكد أن امور الائتلاف مستقرة من دون التطرق إلى الخلافات والانسحابات، إلى أن اضطر للاعتراف في وقت متأخر جدًا بأن الائتلاف الوطني السوري يمر في مرحلة حرجة.

نتائج غير مشجعة

قال الدكتور غزوان الأكتع، نائب رئيس التحالف الوطني الديمقراطي، لـquot;ايلافquot; إن دور فورد سيىء جدًا، فهو يعمل ضمن دائرة ضيقة في المعارضة السورية، لافتًا إلى أن الدور الاميركي بشكل عام يدعم القوى الاسلامية، وهم من يضبطون الايقاع مع حلفائهم في قطر وتركيا والاردن، إضافة إلى أن الانسانية غير موجودة على قائمة الادارة الأميركية أو أولوياتها.

أما فهد ابراهيم باشا، المسؤول عن الاعلام في التحالف الوطني الديمقراطي، فأبلغ quot;ايلافquot; أن نتائج عمل فورد في ادارة الأزمة غير مشجعة.

وكانت اخفاقات المجلس الوطني وعدم قدرته على إقناع الشعب السوري والغرب بأنه ممثل وحيد للثورة السورية، سببا في محاولة ايجاد فصيل آخر يضم كل أطياف المعارضة السورية أو معظمها، كما جاء الضوء الاخضر لفورد وسيف عبر تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي شيعت فيها المجلس الوطني، داعية إلى تشكيل معارضة سياسية تضم كل الأطياف من سياسيين وعسكريين وأقليات، من دون أن تطرح اسمًا معينًا.

في هذه الأثناء، كان سيف يجري مشاوراته مع فورد وبعض الشخصيات في المعارضة ويحاول أن يسوق مبادرته على أنها تحظى بدعم أميركي غير محدود.

رأيان في أميركا

لكن المعارض السوري المعروف رياض الترك، أحد أركان الائتلاف الوطني، قال في مقابلة مع صحيفة القدس العربي في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي إنّه لم يكن متحمسًا للائتلاف، quot;ما دام سيشكل واجهة سياسية بديلة من المجلس الوطني الذي يراد إسدال الستار عليه، وفقًا لرغبة الأميركيينquot;.

ووصف الترك الائتلاف بأنّه أسقط بمظلة دولية من أجل جرّ بعض المعارضين المدجنين إلى تسوية مع النظام أو بعض أطرافه، عبر إرادة أميركية روسية، لإنهاك الطرفين وإيصالهما إلى حلّ على الطريقة اللبنانية، أي لا غالب ولا مغلوب.

وكانت مشادة كلامية حادة حدثت في الكونغرس الاميركي بين السيناتور جون ماكين والسفير روبرت فورد حول سوريا، ما يشير إلى وجود رأيين حول نظام دمشق. فقد طالب ماكين بالتدخل عسكريًا في سوريا وفعل المزيد للإطاحة بالنظام السوري، بينما تمسك فورد بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة وعدم تسليح المعارضين.