غزة: لجأ الى قطاع غزة اكثر من مائتي عائلة فلسطينية وسورية هربا من خطر الموت بسبب الاشتباكات المسلحة منذ بدء النزاع في سوريا.

ووصلت معظم هذه العائلات الى القطاع ،المحاصر منذ سنوات عديدة، عبر الانفاق المنتشرة على طول الحدود مع مصر في رحلة محفوفة بالمخاطر كما يروون.

ويقول عمر عودة (57 عاما) انه جاء الى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر بعد حصوله على جواز سفر مؤقت من السلطة الفلسطينية في رام الله quot;للبحث عن عمل وفرصة ثانية لان الوضع صعب وازداد سوء في سوريا بعد الاحداثquot; مشيرا الى ان الحصول على اقامة في مصر quot;صعب لذا لجأنا الى غزةquot;.

وقال عودة الذي يقطن مع عشرة من افراد اسرته في شقة صغيرة لا يوجد فيها سوى بعض الفراش وجهاز تلفزيون قديم، في حي الشيخ زايد في شمال قطاع غزة، ان الامن المصري رحله قسرا الى غزة بعد ان رفض دخوله مع عائلته الى مصر.

واضاف الرجل ذو اللحية البيضاء وهو يجلس امام شاشة التلفزيون لمتابعة الاخبار الواردة من سوريا quot;جئت الى غزة مكرها ،لم اكن افكر ابدا في القدوم لغزة (...) انا احب الحياة في سورياquot;

وبدت حفيدته ملك ذات السنوات الست وهي تلوح بعلم quot;الجيش السوري الحرquot; من شباك المنزل.

وشدد عودة انه quot;من المفروض أن تتولى جهة هؤلاء اللاجئين وتخفف معاناتهم وهذا لم يتم لا من حكومة (حماس) في غزة ولا حكومة (السلطة الفلسطينية) في الضفة (الغربية) ولا من (وكالة تشغيل وغوث اللاجئين) الاونرواquot;.

وتوضح مصادر مطلعة انه تم تسجيل 150 عائلة في وزارة الشؤون الاجتماعية التابعة لحكومة حماس في غزة.

واوضح الناطق باسم الاونروا عدنان ابو حسنة ان quot;عدد المسجلين لدى الانروا من فلسطينيي سوريا الذين لجأوا الى قطاع غزة حوالي 230 عائلة وتضم 720 شخصاquot;.

وتابع ابو حسنة quot;يتم التعامل مع هؤلاء كلاجئين ويتم استيعابهم في خدمات التعليم وتقديم مواد تموينية لهم وخدمات صحية وبامكانهم ان يستفيدوا من برامج ايجاد فرص العمل (برامج تشغيل البطالة)quot;.

واضاف ابو حسنة ان هؤلاء اللاجئين quot;لا يشكلون ظاهرة لان اعدادهم قليلةquot;.

من جهتها تقول بسمة احمد مراد القادمة من قرية المدراس السورية انها تركت قريتها قبل شهر quot;بسبب الخوف من الحرب ومن الوضع السيء هناك لكن وجدنا الوضع في غزة أصعب ،لا يوجد امان هنا ويمكن ان تحدث حرب في اي لحظةquot;.

وكانت المراة وهي سورية الاصل وزوجها من فلسطيني سوريا وتقيم عائلته في غزة تشير الى تكرار تصريحات مسؤولين اسرائيليين تحمل تهديدات لقطاع غزة.

وتبين انها لم تستطع ترك زوجها العودة لغزة وحده رغم انها تحن لبلدها سوريا وتقول quot;اكيد سنرجع، هذا الوضع استثنائي وسوريا افضل لنا بكثير من غزةquot;.

اما جهاد الملقب quot;ابو ثائرquot; والبالغ 41 عاما وهو سوري ايضا فيشرح انه فر الى غزة مع زوجته الفلسطينية والتي يسكن اقاربها فيها واطفالهما الاربعة، ويضيف quot;جئت مع زوجتي واطفالي الاربعة من سوريا الى الاردن ثم سافرنا الى مصر ومنها الى غزة لكن عبر الانفاق لانني سوريquot; ويتابع quot;رحلتنا استمرت خمسة ايام وكانت رحلة شاقةquot;.

جهاد يعتبر محظوظا بالنسبة لرفاقه الفارين من سوريا الى غزة حيث استثمر الاموال التي استطاع ان يحملها معه في انشاء محل لبيع الحلويات السورية في خان يونس جنوب القطاع.

ويفخر ابو ثائر بنجاح مشروعه الصغير ويقول quot;الناس هنا طيبون نحن نبحث عن الامان وهنا في غزة امان رغم التهديدات الاسرائيليةquot;.

وتروي سوريا دعيبس (62 عاما) وهي زوجة عودة والمتحدرة من بلدة طبريا، معاناتها وتقول quot;منذ شهر هربنا من الظروف القاهرة في سوريا خوفا على اولادنا لانه لم يبق في سوريا اي مكان آمن واضطررت للخروج مع ابنائي وهم شباب خوفا على حياتهم، السفر كان صعبا وخطراquot;.

وتضيف quot;فقدنا كل سبل العمل بعد ان تركنا بيوتنا منذ فترة ثم قررنا الرحيل بعد ان باتت حياتنا في خطر بسبب القصف والاشتباكات والشبيحة ..قلبنا ينزف على سورياquot;.

وكان موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دعا الامم المتحدة الى فتح مكتب للانروا في مصر لاجل خدمة اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا.