يتزايد عدد المتطوعين العراقيين، الذين يسافرون إلى سوريا عبر لبنان للقتال، دفاعًا عن المراقد الشيعيةفيها من هجمات التكفيريين، ومعظمهم ينتمي إلى حزب الله العراقي أو إلى جيش المهدي السابق.


وسيم باسم من بغداد: يؤكّد شباب عراقيون أن الدعوات إلى التطوّع للقتال دفاعًا عن مراقد شيعية، كضريح السيدة زينب في ضواحي دمشق، قائمة على قدم وساق في المدن الشيعية العراقية، وتقف وراءها منظمات شيعية، بينها حزب الله ومقاتلون سابقون في جيش المهدي.

ومن دون الإشارة إلى الجهة السياسية أو المجموعة التي دعته إلى الذهاب إلى الجهاد هناك، يشير حسن الساعدي من المحاويل إلى أنه سجّل اسمه في قائمة تطوّع، تضم العشرات من المقاتلين المتهيئين للانضمام إلى كتيبة quot;أبو الفضل العباسquot; في سوريا.

ورغم أن الساعدي يؤكّد أن العملية، كما أخبره أبو حيدر، المسؤول عن التطوّع، عملية تطوّعية، لا تمثل أي حزب أو مجموعة سياسية أو دينية، فإن هنا من يعتقد أن وراء دعوات القتال في سوريا عملًا تنظيميًا يعمل في السرّ.

شهداء المرقد
يقول علي حسين من الديوانية إن عراقيين من مناطق مختلفة يقاتلون الآن في سوريا، quot;وسقط منهم شهداء دفاعًا عن مرقد السيدة زينب في ريف دمشقquot;. ويشير عصام الياسري إلى أن مجالس عزاء أقيمت في بابل والنجف والديوانية لعراقيين سقطوا دفاعًا عن مراقد شيعية في سوريا.

يلفت حسين الشامي من مدينة الصدر إلى أن شقيقًا له يقاتل الآن في سوريا، أرسل إليه صورة وهو في ساحة القتال هناك. وبحسب الشامي، فإن أخاه، الذي كان ينتمي إلى جيش المهدي في العام 2005، انصرف إلى الأعمال الحرة بعد انحسار تنظيم الجيش، وقد سافر إلى سوريا مع خمسة أشخاص عبر منفذ حدودي، إذ قرر التطوّع للقتال هناك بعد ورود أخبار عن سعي جماعات تكفيرية إلى هدم مرقد السيدة زينب.

ويؤكد الشامي أنه مستعد أيضًا للذهاب إلى هناك، حتى لا تتكرر مأساة تفجير مراقد الشيعة، كالتي حدثت في سامراء قبل سنوات.
وعن الطريق إلى سوريا، يؤكد أن أفضل الطرق هو السفر إلى لبنان، والالتحاق من هناك بالمجموعات المسلحة في سوريا.

أضحّي بروحي
يؤكد رعد عودة الخزاعي، الباحث في العلوم السياسية، أن عمليات التطوّع موجودة، ولا يمكن إنكارها، لكنها ما زالت محدودة، ويشرف عليها متطوّعون يحرصون على القول إنهم لا يمثلون أية جهة سياسية.

وفي مدينة الشعب، ملأ عباس الحسيني استمارة تطوّع، تتضمن العبارة الآتية (أرغب في الدفاع عن مرقد السيدة زينب في سوريا، وأضحّي بروحي من أجل هذا الواجب المقدس).

يوضح الحسيني أن قائمة التطوّع تضم إلى وقت حديثنا معه نحو 500 متطوع، ويؤكد أنه لا ينتمي إلى أية جهة سياسية، لكنه كان مقاتلًا سابقًا في جيش المهدي، وانقطعت صلته به منذ سنوات.

ويقول الحسيني إن الشباب المتطوّعين كانوا يسافرون بالسيارات إلى وقت قريب مباشرة إلى سوريا أو عبر الأردن، لكن في الوقت الحاضر الطريق الآمن هو الذهاب إلى جنوب لبنان، ومنه إلى سوريا.

معجزات
في جانب مدينة الصدر في بغداد، عُلّقت على واجهات المتاجر وبعض الساحات صور لمرقد السيدة زينب، بدا فيها متضررًا من آثار القصف، وكُتبت تحتها عبارة (لبيك يا زينب كلنا فداؤك). ويشير الحسيني إلى أن هذه الصور تؤجّج المشاعر، وتلهب حماسة الشباب للذهاب إلى سوريا دفاعًا عن المرقد.

وفي مدينة الشعب في بغداد، تفيد لوحة نعْي لشاب عراقي أنه استشهد في شباط (فبراير) دفاعًا عن مرقد السيدة، وتضم صورة الشاب، وخلفه رسم مرقد السيدة زينب، يحيط به مقاتلون.

لا يخفي بعض الشباب رغبتهم في الذهاب إلى سوريا من دون أن يعرفوا بالضبط ماهية القتال في سوريا والأسباب التي أدت إلى اندلاعه. فالشاب علوان التميمي من بابل يقول إن جماعات تكفيرية قدمت إلى سوريا لتفجّر مرقد السيدة زينب مثلما فجّرت الحسينيات ومراقد الأئمة في العراق، وإننا يجب أن نقاتل دفاعًا عن المراقد المقدسة.

وأكد التميمي أنه التقى أشخاصًا متطوّعين قاتلوا هناك، أكدوا حصول معجزات كثيرة لدى محاولات تفجير المرقد من قبل جهات تكفيرية، وإحداها سقوط صواريخ على المرقد، لكنها لم تنفجر.