دمشق: لا يزال مطرانا حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي والسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم قيد الاحتجاز اليوم الاربعاء لدى مسلحين، خطفوهما في شمال سوريا، بينما حقق مقاتلو المعارضة تقدمًا في مطار عسكري قرب حلب يحاصروه منذ اشهر.
وقال الاب غسان ورد من مطرانية حلب (في شمال سوريا) للروم الارثوذكس في اتصال مع وكالة فرانس برس quot;ليست لدينا معلومات جديدة. لا يمكن القول انه تم الافراجquot; عنهما، مضيفا quot;لم نتواصل مع المطرانينquot; اللذين خطفا الاثنين في قرية كفر داعل قرب حلب. واشار الى استمرار بذل الجهود للافراج عنهما، مؤكدا ان quot;قلقنا كبيرquot; عليهما.
وغداة تأكيدها الافراج عن المطرانين، اقرّت جمعية quot;عمل الشرقquot; المسيحية التي تساعد الكنائس الشرقية، وتتخذ من باريس مقرا لها، انها لم تتلق اي quot;دليل ملموسquot; على ذلك.
وقالت الناطقة باسم الجمعية كاترين بومون لفرانس برس quot;بلغتنا معلومات من بطريركية الروم الارثوذكس تشكك في الافراج عن المطرانينquot;. اضافت quot;لم نتمكن من الحصول على اي دليل ملموس على الافراج عنهما. الوضع ما زال ملتبسًا، وما زلنا لا نعرف من خطفهماquot;.
واليوم، دعا البابا فرنسيس الى الافراج عن المطرانين، متحدثًا عن quot;انباء متضاربةquot; عن مصيرهما، ومطالبًا quot;بعودتهما السريعة الى رعيتهماquot;.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية اليونانية ان المعلومات عن الافراج عن المطرانين quot;لم تؤكد (...) رسميًاquot;، وان بيانًا سيصدر quot;بشأن كل تطور مؤكدquot;.
واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية امس نظام الرئيس بشار الاسد بخطف المطرانين، رابطا العملية بتصريحات ادلى بها المطران ابراهيم مؤخرا، وتحدث فيها عن عدم الربط بين بقاء المسيحيين في سوريا وبقاء النظام، بحسب الائتلاف.
كما نفى الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، اي ضلوع له في الخطف، متحدثا عن جهود يبذلها لاطلاقهما.
وقال المنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد في اتصال اليوم ان المطرانين quot;ليسا على الاطلاق لدى الجيش الحر. نحن ندين هذا الامر (الخطف)، ونعتبر ان خطفهما يضرّ بمصالح الثورةquot;، مشيرًا الى ان هذا الجيش quot;يعمل حاليًا على ضمان الافراج عن المطرانين، اللذين لم يطلقا بعد، ونأمل التمكن ان يحصل ذلك خلال الساعات المقبلةquot;.
وتعرّض المطرانان للخطف اثناء قيامها بمهام انسانية، بحسب مصادر في المطرانيتين، افادت كذلك ان شخصًا كان برفقتهما، اكد ان الخاطفين هم quot;من الشيشانquot;.
واليوم، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال ان quot;رجلي الدين خطفا في ريف حلب الغربي، وهي منطقة تشهد نشاطًا لكتيبة مؤلفة من مقاتلين من جمهورية داغستانquot; القوقازية، موضحًا ان اربعة من عناصرها قتلوا قبل ايام في اشتباك مع مقاتلين معارضين.
ويشكل المسيحيون خمسة بالمئة من عدد سكان سوريا، البالغ 23 مليون نسمة، وبقوا في شكل عام في منأى عن النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.
ميدانيا، افاد المرصد السوري عن اشتباكات تدور داخل مطار منغ العسكري في ريف حلب، احد المواقع العسكرية المهمة للنظام في شمال البلاد. وقال عبد الرحمن ان quot;مقاتلي الكتائب المقاتلة الذي يحاصرون المطار منذ اشهر، تمكنوا من الدخول اليه فجر اليومquot;، متحدثا عن quot;اشتباكات عنيفةquot; في حرمه منذ الصباح.
وبعد الظهر، افاد المرصد ان quot;الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة مع تقدم للكتائب المقاتلة داخل المطار والسيطرة على مبان فيهquot;.
من جهته، افاد مصدر عسكري سوري فرانس برس ان مقاتلي المعارضة دخلوا فعلا الى حرم المطار، لكن القوات النظامية عادت واخرجتهم منه.
واطلق مقاتلو المعارضة في شباط/فبراير الماضي quot;معركة المطاراتquot; للسيطرة على المطارات العسكرية في محافظة حلب التي يستخدمها سلاح الجو السوري، وهو نقطة تفوق اساسية لنظام الرئيس الاسد في مواجهة معارضيه.
وسيطر المقاتلون على مطار الجراح العسكري، بينما يفرضون حصارا على مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري القريب منه، اضافة الى منغ وكويرس.
في محيط دمشق، افاد المرصد عن مقتل سبعة اشخاص في سقوط قذيفتي هاون على مدينة جرمانا جنوب شرق دمشق، والتي تقطنها غالبية مسيحية ودرزية، متحدثا عن 30 اصابة بينها ستة خطرة.
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن quot;استشهاد سبعة مواطنين واصابة 25 آخرين بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون اطلقهما ارهابيون في شارع المدارس بحي الجناين السكني في مدينة جرماناquot;. ويستخدم النظام السوري عبارة quot;ارهابيينquot; للاشارة الى مقاتلي المعارضة.
واوضحت الوكالة ان قذيفة سقطت امام مبنى البلدية وسط المدينة، في حين سقطت الاخرى quot;امام تجمع لمدارس من مختلف المراحلquot;، وان من الجرحى quot;طفل اصابته خطيرةquot;.
وافادت الوكالة صباح اليوم عن مقتل مدير التأهيل والتدريب في وزارة الكهرباء محمد عبد الوهاب في تفجير عبوة ناسفة الصقت بسيارته في منطقة البرامكة وسط العاصمة.
وافاد المرصد عن quot;تكرار اغتيال ضباط ومسؤولين حكوميين في الايام والاسابيع الفائتة بسلاح كاتم صوت وعبوات ناسفةquot;، آخرهم مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية قتل على ايدي مسلحين في حي المزة الراقي في 18 نيسان/ابريل.
وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 123 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
التعليقات