كشفت الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها السعودية عن تردي أحوال البنية التحتية في بعض مناطق المملكة، وليس أدل على ذلك من انهيار سد quot;تبالةquot; في محافظة بيشة، وما أحاط بذلك من جدل وغضب ودعوات لمحاسبة المقصرين في ما يتعلق بتنفيذ المشاريع.


الرياض: أثار انهيار quot;سد تبالةquot; الواقع في محافظة بيشة جنوب السعودية، بسبب الأمطار والسيول التي تشهدها المملكة، موجة من الغضب والاستياء في أوساط السعوديين، وسط جدل متجدد من تردي البنية التحتية في المملكة، وانهيارها أمام أي التحديات الكبيرة، وعلى رأسها السيول.

وانهار السد الترابي على وقع مياه السيول التي اجتاحته في الأيام الماضية مخلفًا عدداً من الضحايا، فيما تم اجلاء المئات من العائلات التي تقطن في القرى القريبة منه، بمشاركة طواقم الدفاع المدني فضلاً عن المواطنين والمقيمين الذين سارعوا لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

وسارع أمير منطقة عسير فيصل بن خالد لزيارة السد وتفقد الأضرار، وأكد أن من يتحمل مسؤولية انهياره، هو الذي عهد بتنفيذ المشروع للمقاول الأقل سعرًا وليس الأكفأ، داعيًا لوضع الأمور في نصابها وتغيير نظرة ترسية المشاريع بحيث تكون للأكفأ وليس للأقل عرضًا.

وأشار إلى أن ما شاهده على أرض الواقع من عمل المقاول لا يعدو كونه مجموعة ردميات بسيطة لا ترتقي إلى اسم مشروع سد، وأن هذا المشروع كان يفترض أنه شارف على الانتهاء مقارنة بعمره الزمني المحدد بست سنوات.

ورحب عدد كبير من المواطنين السعوديين بتصريحات أمير عسير، لكنهم شددوا على وجوب محاسبة المقصرين سواء تعلق الأمر بمقاولين ومنفذي مشاريع، أو بوزراء ومسؤولين يُفترض أنهم يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها quot;تويترquot; موجة من السخط والانتقادات للجهات المعنية في أعقاب انهيار سد تبالة، وتهاوي العديد من المشاريع الأخرى أمام مياه الأمطار والسيول التي تضرب المملكة.

وتساءل البعض عن مئات الملايين من الدولارات التي تصرف سنوياً لإقامة مشاريع بنية تحتية في مناطق السعودية المختلفة، دون أن تجدي نفعاً عند المحك الرئيسي، مشيرين الى استشراء الفساد في العديد من المؤسسات وحتى الوزارات التي تتحمل المسؤولية الأكبر حيال ما يجري.

وطالب مغردون سعوديون بإعادة النظر في السياسة المتبعة في تنفيذ المشاريع، والعمل على إيجاد وسائل أنجع لتصريف المياه بدلاً من تكرار نفس السيناريو المرعب كل عام، والذي يذهب ضحيته العشرات من القتلى، والآلاف ممن يضطرون لترك منازلهم خشية الموت غرقاً.

وفيما تتزايد التحذيرات من هطول المزيد من الأمطار في بعض مناطق السعودية، أُعلن اليوم أن المياه في سد وادي العقيق بمنطقة الباحة فاضت للمرة الأولى منذ إنشائه قبل 26 عاماً، وذلك إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الماضي، حيث احتجز السد كميات كبيرة من المياه يقدر حجمها وفقاً لتقديرات إدارة مياه الباحة بنحو quot;19quot; مليون متر مكعب.

وأكد مدير عام المياه بالمنطقة، عدم وجود خطر يهدد السد أو المناطق المحيطة حتى الآن، لافتاً إلى أن صافرات الإنذار المبكر انطلقت أمس لتنبيه الأهالي وتحذيرهم من فيضان سيشهده السد قبل حدوثه، وذلك من أجل أن يتجنبوه.

وفي وقت لاحق وجه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بحصر جميع الخسائر التي سببتها الأمطار للمواطنين أياً كان نوعها خلال مدة لا تتجاوز شهراً من تاريخه، كما أمر بصرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني.

ووجه خادم الحرمين الشريفين برقية إلى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، تقضي بحصر جميع الخسائر التي سببتها الأمطار للمواطنين أياً كان نوعها خلال مدة لا تتجاوز شهراً من تاريخه.

كما وجه في البرقية نفسها بصرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني الذين أدوا واجبهم تجاه دينهم ووطنهم بكل تفانٍ وإخلاص. وتسهيلاً للمهمة، أشار العاهل السعودي إلى quot;الاستعانة بلجان من المحافظات بمشاركة وزارة الداخلية ووزارة المالية لإنهاء هذا الموضوع في المدة المحددة، لننظر في تعويضهم عما تكبدوه من خسائرquot;.

ودعا وزارة المالية إلى صرف راتب شهر لكل رجال الدفاع المدني الذين quot;أدوا واجبهم تجاه دينهم ووطنهم بكل تفانٍ وإخلاص، فهؤلاء لهم حق علينا في تكريمهم، مقدرين وشاكرين لهم جميعاً ما قدموه من تضحيات وأعمال خففت كثيراً من تعرض المواطنين للخطرquot;.
البلاغات تسجل انخفاضا وتحذيرات من مواقع تجمعات المياه
العاهل السعودي يكافئ الدفاع المدني ويوجه بتعويض المتضررين
النعمة تتحول نقمة وأمطار لم تشهدها المملكة منذ 25 عامًا
سيول السعودية تجرف مواطنين والرياض والطائف أكثر المتضررين
تراجعت السيول لكن الدفاع المدني مستعد لأي طارئ
ارتفاع ضحايا السيول السعودية إلى 24 والبلاغات بالآلاف
ارتفاع عدد ضحايا السيول إلى 17 شخصا
الملك عبدالله بن عبد العزيز يوجّه بتقديم المساعدات
المملكة تعيش الحالة البيضاء الخاصة بالجزيرة العربية
وفاة 13 شخصا وفقدان اربعة في السعودية جراء السيول