أرسل نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري رسالة تعزية مقتضبة ورسمية، إلى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني بوفاة شقيقته.


أمستردام: فاجأ الرجل الثاني في نظام الرئيس العراقي السابق والمطلوب للسلطات في بغداد عزة الدوري العراقيين بإرسالة تعزية لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني يعزيه فيها بوفاة شقيقته.
وبدت الرسالة التي تداولتها مواقع عراقية على شبكة الانترت مقتضبة ورسمية، لكنه خاطب برزاني بكلمة الأخ. ووصف نفسه بالأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني. حيث جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
لـكـل أجـل كـتاب
صدق الله العظيم
الأخ مسعود البارزاني المحترم
تحية المودة والاحترام
تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة المغفور لها شقيقتكم جهيدة البرزاني متضرعين الى الله العزيز القدير أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته . جنبكم الله تعالى وأبناء شعبنا الكردي والعراق العزيز كل مكروه .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عزة إبراهيم
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني
في الثامن والعشرين من جمادي الأولى ١٤٣٤ هجرية
التاسع من أيار ٢٠١٣ م

ولم تكن هذه رسالة التعزية الاولى من الدوري لبرزاني، فقد سبقتها رسالة تعزية مماثلة بعثها إليه بمناسبة وفاة والدته عام 2011.
يذكر أن السيدة جهيدة بارزاني الشقيقة الكبرى لمسعود بارزاني توفيت في أحد مستشفيات العاصمة الايرانية طهران يوم الخميس الماضي.

وكانت عائلة البرزانيين الكردية تعرضت لملاحقات وتصفيات لعدد كبير من أبنائها خلال فترة النظام السابق الذي شغل فيه الدوري مناصب رفيعة. حيث اعتقلت قوات من الجيش العراقي السابق اغلب الرجال البارزانيين في العام 1983، وقتل على اثر تلك التصفية آلافا منهم.
واقرت المحكمة الجنائية العليا جريمة التطهير العرقي ضد البارزانيين، وأصدرت أحكاما تدين عدداً من رموز النظام السابق وابرزهم طارق عزيز.

ورأى متابعون أن رسالة تعزية الدوري لبرزاني تأتي رداً على تحية الأخير التي سربها ضيوف لبزراني نهاية عام 2012 في ذروة التأزم العسكري والسياسي بين الحكومة العراقية واقليم كردستان، حيث تفيد تلك التسريبات التي لم تؤكد رسمياً، ونشرتها عدة مواقع عراقية على شبكة الانترت، أن رئيس الاقليم مسعود برزاني رحب أمام وفد من شيوخ عشائر عرب سنة بعزة الدوري في اربيل لو جاء للزيارة. كرد على تصريحات من أحد المقربين من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال فيها أن عزة الدوري المطلوب للقضاء والمتهم بالارهاب من السلطات العراقية كان يقيم في محافظة أربيل وغادرها عبر مطارها الدولي.

وقال بارزاني خلال استقباله وفداً يمثل محافظة صلاح الدين زاره في مسعى لتخفيف التوتر بين الجيش الحكومي وقوات البيشمركة في قضاء طوز خرماتو التابع للمحافظة (أنه لا يريد التعليق على الانباء التي روجها النائب سامي العسكري، عن مغادرة الدوري لمطار أربيل quot;أقولها بصراحة أنا شخصياً مستعد للاجتماع مع الدوري وإستضافته في أربيل أو أي منطقة في الاقليم حسب رغبتهquot;.
متابع عراقي رأى ان ترحيب برزاني السابق لو صح فهو يدخل في باب مناكفة خصمه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ومثلها تأتي رسالة تعزية الدوري من باب الازعاج وخلط الاوراق خاصة بعد التقارب الذي تحقق بين بغداد وأربيل مؤخرا، حيث يخشى الدوري من هكذا تقارب قد يمكن من تقوية الحكومة العراقية التي يناصبها العداء ويتهمها بالتبعية لايران.

وتتكرر أنباء كل عام في بغداد عن القاء القبض على عزة الدوري من قبل السلطات العراقية لكن يتبين إما عدم صحتها أو القاء القبض على شبيه للدوري أو أن يفلت من المطاردة المستمرة له حيث تكرر التقارير الامنية العراقية أنه يتنقل في بين محافظتي صلاح الدين ونينوى شمالا. وتشير تقارير أمنية وإعلامية عراقية أنه مرتبط بتنظيم جيش رجال الطريقة النقشبندية العسكري الذي يظم عددا من البعثيين و يتهم بعدة عمليات عسكرية ضد القوات العراقية.
وكان عزة إبراهيم الدوري (مواليد 1942)، الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.
واختفى عزة الدوري بعد عام 2003 وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) المنحل رسميا في العراق، أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفًا لصدام حسين بعد إعدامه.. وظهر في تسجيل فيديوي يوم 7 نيسان 2012 بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي. بعد دأب قبل ذلك على الخطابات الصوتية فقط.