أكدت مصادر أن الغارات التي شنّتها إسرائيل أخيرًا على سوريا كانت محسوبة لإجبار إيران على الرد، ومن ثم فتح الباب أمام شنّ هجوم مضاد يستهدف مفاعلات البلاد النووية.


أشارت تلك المصادر، وفقاً لما نقلته عنها وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية، إلى أن الغارتين اللتين شنتهما إسرائيل على سوريا في مدة زمنية لم تتجاوز الثلاثة أيام، تسببتا في حدوث رد الفعل المتوقع من طهران، حيث تعهدت الجمهورية الإسلامية ومعها حزب الله في لبنان، بتقديم كامل الدعم لسوريا، ما يدل على أنهما قد يشنّان هجمات خاصة بهما رداً على هاتين الغارتين الجويتين الأخيرتين.

جس نبض
هذا وما زالت الدولة اليهودية تعتقد أن إيران تقوم في الوقت الحالي بتطوير برنامجها الخاص بالأسلحة النووية. ومضت المصادر تقول إنه وبينما تردد أن الهدف من وراء تلك الغارات هو استهداف أسلحة، كان يتم نقلها من سوريا إلى حزب الله في لبنان، فإن الهدف الحقيقي كان في واقع الأمر إثارة رد فعل من جانب طهران، من شأنه أن يوفر أساساً لهجوم إسرائيلي على مفاعلات إيران النووية.

تعتقد إسرائيل أن إيران باتت على مقربة من امتلاك السلاح النووي، لاسيما في ظل القفزات التقنية التي تقوم بها على هذا الصعيد، وذلك إن لم تكن قد امتلكته بالفعل.

وترى إسرائيل أنه لا يتعيّن عليها فحسب أن تتصدى لما تعتبره برنامج إيران الخاص بتطوير السلاح النووي، وإنما يتعيّن عليها أن تنظر أيضاً إلى إيران وحزب الله باعتبارهما جهات دعم للمقاتلين، الذين يساندون نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كما ترى تل أبيب أنه إذا تمكن نظام الأسد من الصمود والاستمرار في قيادة البلاد، فإنها قد تصبح عرضة للتهديدات من خلال الصواريخ الإيرانية التي قد تصل إلى تل أبيب.

جرّ إلى صراع مفتوح
فيما ذهب فريق آخر من المحللين إلى القول إن إقدام الأسد على الارتكاز على مقاتلي حزب الله ربما كان أمراً مدروساً من جانب الرئيس السوري، بهدف جرّ إسرائيل إلى الصراع، من منطلق اقتناعه بأن تل أبيب تقدم يد المساعدة إلى المعارضة السورية.

كما نوّه المحللون بأن الغارات الإسرائيلية قد تمنح أيضاً الرئيس السوري الأساس للحديث عن أن تل أبيب تدعم المعارضة السورية بالفعل بغية الإطاحة بالنظام.

الخطير في الأمر كذلك بالنسبة إلى إسرائيل هو أنها أطلقت تلك الغارات من دون أي تقدير من جانبها على ما يبدو للمخاطر التي قد تنطوي عليها، فما أسهل أن يحاول الرئيس بشار الأسد الرد عبر عملية انتقامية، تنطوي على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.

بيد أن إسرائيل ربما أقدمت على تلك الخطوة من منطلق إدراكها أن قوات الأسد منشغلة تماماً بمواجهة قوات المعارضة المسلحة، وأنها لن تجد الفرصة التي تتيح لها الرد.