هاجمت إسرائيل البرلمان الأردني الذي صوت بالإجماع على طرد السفير الإسرائيلي من عمان، احتجاجًا على اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى في القدس، ورأت أنه يكن لها العداء.


عمان: تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين إسرائيل والأردن اللتين تربطهما اتفاقية سلام منذ العام 1994 بعد الممارسات الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى ومنع المصلين من الدخول اليه واعتقال مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى الأربعاء الشيخ محمد حسين.
والتصعيد الإسرائيلي اعتبر رسالة quot;غير مرحبquot; بها في عمّان كونها الأولى التي توجهها إسرائيل للأردن بعد الاتفاق الفلسطيني - الأردني لمنح الملك عبدالله الثاني حق رعاية المسجد الأقصى وحماية المقدسات الإسلامية.
وظلت الرعاية الهاشمية للمقدسات في القدس منذ عهد الشريف الحسين بن علي العام 1924 واستمر الحال في عهود الملوك الهاشميين، عبدالله الأول وطلال والحسين ثم الملك عبدالله الثاني.
وكانت اتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية منحت مثل هذا الحق للهاشميين، إلا أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ظلتا تتحفظان على القرار، إلى أن تم توقيع الاتفاق رسمياً في عمان في مارس/ آذار العام 2013 بين رئيس السلطة محمود عباس والملك عبدالله الثاني.
إسرائيل: برلمان الأردن معادٍ لنا
إلى ذلك، وصف نائب وزير الخارجية الاسرائيلية زئيف ألكين قرار مجلس النواب الأردني الأربعاء بالإجماع على مغادرة السفير الإسرائيلي في عمان quot;بالمؤسفquot;. لكنه قال: quot;هذه مبادرة خطابية فقط. قرار (الطرد) لا يعتمد إلا على السلطة التنفيذية، والبرلمان الأردني معادٍ لنا على أي حالquot;.
وكان مجلس النواب الأردني طالب الأربعاء بالإجماع بمغادرة السفير الإسرائيلي في عمان دانييل نيفو أراضي المملكة، وذلك quot;ردًا على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصىquot; في القدس الشرقية.
وعلى صعيد متزامن، قال ولي العهد الأردني السابق الامير الحسن بن طلال، الخميس إن القدس ومقدساتها أمانة في أعناق كل المخلصين من أبناء الأمة.
واضاف أن quot;الانتهاكات المتواصلة للمقدسات والتعدي على رجال الدين يستدعيان منّا جميعًا السعي بخطى حثيثة في سبيل تجفيف منابع التعصب والتطرف والعنف وإزالة كافة اشكال التمييز، والتي تتناقض والحقوق الإنسانية والدينية والثقافية لبني البشرquot;.
ودان الحسن بن طلال في بيان مشترك اصدره المعهد الملكي للدراسات الدينية ومنتدى الفكر العربي ما حدث من quot;انتهاك صارخ لحرمة المقدسات في مدينة القدس واستباحة سافرة من عشرات المستوطنين لساحات المسجد الأقصىquot;.
وقال: quot;لا يعقل أن يتم استهداف رجال الدين من أي طائفة أو مذهب أو دين خاصة وهم ينهضون بالمهام الانسانية السامية ويحملون وينشرون قيم السلام والمحبة والعيش المشتركquot;.
الحسن بن طلال: رفض العنف
ودعا الامير الأمير الحسن بن طلال إلى ترسيخ مكانة العقل والحوار، وإعلاء القيم الخلقية في النظام العالمي والمجتمعات العربية والإسلامية، وكبح الغضب والكراهية، والتصدي لموضوع التزمت الديني والتعصب والتطرف، مشيرًا الى أن quot;العنف والكراهية والتزمت ظواهر غير صحية تعمي أبصارنا عن إنسانية الآخر، وتحط من شأننا أمام الله والبشرية جمعاء، كما أنها العدو الطبيعيّ للسلام والمساواة والإنصاف والتنميةquot;.
وبين أنه في ظل الصدام والصراع لا مجال للحوار أو التفاعل بين الثقافات، مؤكداً أنه في اللحظة التي نقر فيها بقيمنا الإنسانية يصبح الانتقال من العداء إلى السلام أكثر سهولة.واشار الى أن تطوير الحوار بين أتباع الأديان على المدى البعيد يكمن في إيجاد ثقافة سياسية مجتمعية تكون غنية بالتعددية؛ يتم فيها إيجاد نظام إنساني أخلاقي وفهرس عالمي مشترك للقيم الإنسانية.
استنكار مجلس الأعيان
من جهته، اصدر مجلس الأعيانالأردني بيانًا اعرب خلاله عن استنكاره الشديد للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الحرم القدسي الشريف، واستباحة حرمة المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وquot;الذي يشكل استفزازًا متعمدًا لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية وتحدياً صارخًا للأعراف والمواثيق الدوليةquot;.
وكان المكتب الدائم لمجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس خلال اجتماعهم أمس الخميس برئاسة رئيس المجلس بالإنابة العين مروان الحمود أدان quot;الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة بحق المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في القدس الشريفquot;.
وكانت عشرات من المستوطنين المتطرفين اقدموا على استباحة حرمة الحرم القدسي تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وتم منع المصلين المسلمين من دخول المسجد.
وحذر بيان الأعيان من مخاطر quot;التصعيد المستمر لإجراءات المخطط الإسرائيلي الرامي إلى طمس الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريفquot;، مؤكدًا أن ذلك quot;يشكل عدواناً ممنهجًا يستند إلى أوهام إسرائيلية زائفة لا وجود لها على ارض الواقع، ومحاولات يائسة لتزوير الحقائق التاريخيةquot;.
وطالب مجلس الاعيان الحكومة quot;باتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة الصلف الإسرائيلي وحشد الجهود العربية والإسلامية والدولية لإفشال المخطط الإسرائيلي ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم الدينية والقانونية والأخلاقية في التصدي لجرائم إسرائيل بحق القدس والمقدسات والأرض العربية الفلسطينية والإنسان الفلسطينيquot;.
واوضح أن quot;التراخي الواضح في المواقف العربية والإسلامية إزاء دعم القدس والمقدسات والدفاع عن عروبتها وحق العرب والمسلمين فيها، أوهم المحتل الإسرائيلي بإمكانية تنفيذ مخططاته الإجرامية بحقهاquot;.
انتصار للأقصى
ودعا البيان quot;الأمتين العربية والإسلامية، شعوباً وحكومات، للانتصار للأقصى المهدد وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وطالب الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، ومنها مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، والهيئات البرلمانية العربية والإسلامية والإقليمية كافة، برفض الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات، ومواجهتها بما تستحق من إدانة واستنكار وحزمquot;.
واكد الاعيان دعمهم ومباركتهم للرعاية الهاشمية للمقدسات، مثمنًا الجهود المخلصة التي يبذلهاالملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القدس والمقدسات. ولفت الى أن quot;الأقصى المبارك والمقدسات كافة، تمثل شرف أمة وحالة قداسة لا تقبل النقض ودونها الأرواح وحتى الوجودquot;.