تستضيف العاصمة الأردنية عمان بنهاية الأسبوع القادم اجتماعًا تمهيديًا للمؤتمر الدولي حول سوريا، المتوقع عقده في جنيف مطلع الشهر المقبل، يحضره وزراء خارجية 11 دولة من أصدقاء سوريا، في حين دعا العاهل الأردني إلى تضييق الخناق على الأسد لدفعه إلى التنحي في العام 2014.
عمان: يتحضر الأردن لاستضافة أول اجتماع من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية للمجموعة الأساسية لأصدقاء سوريا، بمشاركة وزراء خارجية 11 دولة، في نهاية الأسبوع الحالي، لمناقشة المبادرة الأميركية ndash; الروسية بعقد مؤتمر للسلام حول سوريا. وتشمل المجموعة الولايات المتحدة وروسيا والصين ودولا أوروبية وعربية، وسيكون هناك اجتماع آخر للمجموعة ربما في باريس.
تضييق الخناق
كشف تقرير صحافي أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني طلب من الإدارة الأميركية قيادة تحرك سياسي صلب، يكفل تضييق الخناق على الرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن الحكم بحلول العام 2014.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن الوفد المرافق للملك الأردني خلال زيارته إلى واشنطن قوله إنه في حال تمسك بشار الأسد بموقفه، يتم اللجوء إلى تمكين المعارضة السورية المعتدلة في الجيش الحر من حسم المواجهة على الأرض، عبر الدعم والإسناد في مجالات التدريب والتسليح وتوفير الغطاء الجوي إذا لزم الأمر.
ولفت التقرير إلى أن المحادثات الأردنية ndash; الأميركية كشفت انقسامًا شديدًا بين أوساط الحكم في واشنطن حيال الوضع السوري، واضطرابًا في تعريف مصالحها الاستراتيجية. وأشار الوفد إلى موقف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، الذي يقف سدًا منيعًا أمام أي تدخل عسكري، إلا إذا ثبت قيام النظام السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية، فيما أظهرت اللقاءات ذاتها اندفاعًا لدى وزير الخارجية جون كيري نحو تدخل أميركي، يحاكي الطريقة اليوغوسلافية، أي ضربات جوية تشل حركة النظام.
ولفت المرافقون إلى أن الملك عبدالله الثاني حذر المسؤولين الأميركيين من إمكان تفكك سوريا في دويلات مذهبية متصارعة إذا لم تحل أزمتها قبل نهاية العام.
صعبة جدًا
إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي تحدث إلى نظيره الاميركي جون كيري في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، أن وزراء خارجية من 11 دولة هي المجموعة الاساسية لأصدقاء سوريا، التي تشمل الولايات المتحدة ودولًا أوروبية وعربية، ستجتمع على الارجح في نهاية الاسبوع القادم في الاردن، لبحث مدى امكانية إجراء المحادثات المقترحة.
وثارت شكوك حين أيد الرئيس الاميركي باراك أوباما جهودًا مشتركة جديدة تقوم بها الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى حل دبلوماسي، انطلاقًا من اجتماع عقد في جنيف في حزيران (يونيو) الماضي، لكنه تحدث أيضًا عن سلسلة من العقبات أمام عملية سلام ذات مصداقية.
وقال فابيوس في حديث إذاعي: quot;نريد تشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطة من الاسد، وبناء عليه يتم تهميشهquot;.
أضاف: quot;أنا أؤيد محادثات جنيف-2، لكنها صعبة جدًا، فالعقبات تشمل الحاجة إلى الاتفاق على ممثلين مناسبين من المعارضة ومن المقربين من الحكومة السورية لم تلوث الدماء أيديهم خلال الصراع السوري، الذي سقط فيه أكثر من 70 الف قتيل حتى الآنquot;.
وختم فابيوس: quot;ستكون هناك بعض الخطوات في مرحلة وسطى، وعدد منا سيجتمع على الارجح في الاردن بنهاية الاسبوع، وربما بعد ذلك في باريسquot;.
رفض أوروبي
قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن اجتماع الاردن سيعقد على مستوى المجموعة الاساسية، وإن كبار الدبلوماسيين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين سيجرون أولًا محادثات يومي الخميس والجمعة القادمين لمناقشة المبادرة الاميركية الروسية.
وحاولت فرنسا وبريطانيا قيادة الدول الاوروبية في الشأن السوري، خصوصًا في ما يتعلق بمقترحات للتخلي عن حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي في سوريا حاليًا، بما يسمح بتقديم أسلحة لمقاتلي المعارضة.
لكن عددًا من حكومات الاتحاد يرفض الجهود الفرنسية البريطانية لرفع الحظر، خوفًا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد الحرب الاهلية الدائرة في سوريا منذ عامين.
وقال مسؤول في الاتحاد الاوروبي لوكالة رويترز إن بريطانيا وباريس تدرسان خيارات لا تصل إلى رفع كامل للحظر يسمح بتمرير بعض الاسلحة.
السيادة خط أحمر
قال عمران الزعبي، وزير الاعلام السوري، اليوم الثلاثاء إن سوريا تريد معرفة كل التفاصيل عن المؤتمر الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب، قبل أن تتخذ قرارها بخصوص المشاركة فيه.
أضاف: quot;مسألة الرئيس وشكل الحكم والدستور هي في جوهر وصلب ومفهوم السيادة الوطنية، والذي يقرر من هو رئيس البلاد وما هو شكل الحكم وكيف تجرى العملية الداخلية هو الشعب السوري وصناديق الاقتراع فقطquot;.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عنه قوله إن سوريا ترحب بالاقتراح، لكنه أكد أن سوريا لن تكون طرفًا على الإطلاق في أي عمل أو جهد سياسي أو حوار أو لقاء يمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالسيادة الوطنية السورية.
التعليقات