الفاتيكان: ندد البابا فرنسيس الخميس بما اعتبره quot;شهوة المالquot; وquot;ديكتاتورية اقتصاد من دون وجه ولا هدف انساني حقيقيquot;، معربا عن اسفه لتحول القيم والتضامن الى مفاهيم quot;مزعجةquot; في المجتمعات الحاضرة.

واشاد البابا فرنسيس امام السفراء الجدد لقيرغزستان وانتيغوا - باربودا ودوقية اللوكسمبورغ وبوتسوانا، بquot;المكتسبات الايجابيةquot; التي حققتها الانسانية quot;في مجالات الصحة والتعليم والاتصالاتquot;. لكن في توصيفه quot;منعطفا في التاريخquot;، اعتبر ان جزءا كبيرا من سكان العالم يعيشون اليوم في ظروف معيشية quot;رديئة بشكل يوميquot;، مشيرا الى quot;الخوف واليأس اللذين يتملكان قلوب كثيرين حتى في البلدان الغنيةquot; وquot;الفقر الذي يصبح صارخا اكثرquot;.

وبالنسبة للبابا وهو الاسقف السابق لبوينوس ايرس المعروف بايلائه اهتماما خاصا بالفقراء، فإن احد اسباب الوضع الراهن هي quot;العلاقة التي نقيمها مع المالquot;. واشار البابا الارجنتيني واسمه الاصلي خورخي برغوليو الى ان الازمة المالية العالمية مردها الى quot;ازمة انتروبولوجية عميقةquot; مع ظهور quot;اصنام جددquot; هي quot;شهوة المال وديكتاتورية اقتصاد من دون وجه ولا هدف انساني حقيقيquot;.

وذكر البابا فرنسيس بان الانسان في العصر الراهن quot;تم حصره بواحد فقط من اهتماماته: الاستهلاك، واسوأ من ذلك، بات الكائن البشري بذاته سلعة استهلاكية بالامكان استخدامها ثم رميهاquot;. وعلى خلاف ذلك، quot;بات ينظر الى التضامن الذي يمثل كنز الفقراء على ان لديه مفاعيل عكسية، مناقضة للعقلنة المالية والاقتصاديةquot;، وفق البابا فرنسيس الذي انتقد اتساع الهوة بين الفقراء والاثرياء.

وعزا هذا الوضع الى quot;ايديولوجيات تروج للاستقلالية المطلقة للاسواق والمضاربة المالية، مع حرمان الدول من حق الرقابةquot;. وفي هذا الانتقاد لليبرالية الزجرية، وجه البابا فرنسيس كذلك انتقادات لوضع قائم على quot;الفساد المستشري والتهرب الضريبي الاناني اللذين انخذا ابعادا عالميةquot;. واضاف البابا quot;كما الحال مع التضامن، القيم الاخلاقية باتت تثير انزعاجا. كما ينظر اليها على ان لديها مفاعيل عكسية (...) وبمثابة تهديد لانها ترفض التلاعب بالبشر وتسليعهمquot;.