وعد أوباما المعارضة السورية بالعمل معها ومساندتها وصولًا إلى سوريا ديمقراطية بدون الأسد وذلك في مؤتمر صحافي عقده مع أردوغان في واشنطن، الذي دعا من جهته الرئيس السوري إلى التنحي وإلى ألا تكون بلاده حاضنة لمنظمات إرهابية.


واشنطن: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن واشنطن ستعمل مع المعارضة السورية للوصول إلى quot;سوريا ديموقراطية من دون بشار الأسدquot;، كما حثّ على التحرك نحو مرحلة انتقالية في سوريا.

وأكد أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم على ضرورة دعم المعارضة السورية على الأرض. وأضاف أنه يحتفظ quot;بحق الإقدام على خيارات دبلوماسية وعسكرية في سورياquot;.

وحول قضية استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، قال أوباما quot;نتطلع إلى الحصول على معلومات أكثرquot; بشأن تلك الأسلحة. وأضاف أنه يوجد دليل على استخدام أسلحة كيميائية، لكن من المهم الحصول على quot;معلومات دقيقةquot; لتأكيد ذلك، قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.

من جانبه دعا أردوغان في المؤتمر الصحافي، الذي بثه راديو سوا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي، وألا تكون بلاده ملاذًا للمنظمات الإرهابية، مضيفًا أن أنقرة وواشنطن تعتزمان مواصلة التعاون لمحاربة الإرهاب في قضايا الأمن ومجالات أخرى.

وقال إن الأزمة السورية كانت على أجندة محادثاته مع أوباما، وأشار إلى أن ثمة توافقًا في الآراء حول القضية. وأكد أردوغان على ضرورة إنهاء العملية الدامية في سوريا، ودعم المعارضة، التي تخوض نزاعًا ضد حكومة الأسد منذ أكثر من عامين.

وحول زيارته إلى غزة، أكد أردوغان أنه سيتوجه إلى القطاع في يونيو/حزيران المقبل، وأشار إلى أنه سيزور الضفة الغربية أيضا، وأنه يعير الكثير من الاهتمام للسلام في الشرق الأوسط. كما تطرق إلى الأوضاع في العراق، وقال إن حكومته تتطلع إلى السلام والاستقرار هناك.

وحرصت الإدارة الأميركية على إحاطة زيارة أردوغان، الذي تربطه بالرئيس الأميركي علاقة شخصية حميمة، حسب مسؤولين في مكتب أوباما، بكل التكريم والتشريفات الممكنة، مع تحية عسكرية رفيعة وحفل استقبال في المكتب البيضاوي ومؤتمر صحافي وحتى عشاء عمل نادر في البيت الأبيض.

لكن رغم هذه الصداقة والتحالف بين واشنطن وأنقرة داخل حلف شمال الأطلسي، فإن الحرب الأهلية في سوريا منذ عامين تضع العلاقة بين العاصمتين في موضع اختبار. فالنزاع الذي أوقع أكثر من 94 ألف قتيل، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز الحدود، وخاصة في تركيا، التي تأوي نحو 400 ألف لاجئ سوري، والتي تعرّضت السبت لاعتداء دام في منطقة قريبة من الحدود السورية.

فقد أدى انفجار سيارتين ملغومتين في وقت واحد تقريبًا في مدينة الريحانية إلى مقتل 51 شخصًا، حسب أردوغان، الذي نسبت حكومته، التي تدعم المعارضة السورية، هذا الاعتداء الدامي إلى مجموعة ماركسية تركية صغيرة تعمل لحساب النظام السوري وأعلنت اعتقال 13 من عناصرها. في المقابل نفت سوريا أية صلة لها بهذا الهجوم.

وكان أردوغان دعا، حتى قبل هذا الاعتداء، واشنطن، إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا حيال الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرًا بشكل خاص أن نظامه استخدم أسلحة كيميائية، وأن quot;الخط الأحمرquot;، الذي حدده أوباما، تم تجاوزه quot;منذ وقت طويلquot;. وقال الزعيم التركي لقناة ان.بي.سي الأميركية quot;نريد أن تقوم الولايات المتحدة بدور أكبر، وأن تتحرك أكثر. سنناقش معًا في القريب العاجل الإجراءات التي يمكن أن تتخذهاquot;.

في هذه المناسبة حثّ أوباما، الذي استقبل الاثنين واحدًا من أقرب حلفائه، وهو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، موسكو، على الكفّ عن دعم دمشق في إطار مشاورات لجمع الأطراف المعنية بالنزاع في مؤتمر دولي على أساس اتفاق quot;جنيفquot;، الذي تم التوصل إليه في حزيران/يونيو 2012.

لكن هذا الاتفاق، الذي عقد في حزيران/يونيو 2012 في سويسرا بين القوى العظمى، لا يحدد مصير الأسد، الذي تصرّ المعارضة السورية على رحيله كشرط مسبق لأية مباحثات. ودعت واشنطن الرئيس السوري إلى الجلوس إلى مائدة مفاوضات مع المعارضة، مشددة في الوقت نفسه على أنه لا يمكن أن يشارك في أي حكومة انتقالية، وهو الموقف الذي تشاركها فيه أنقرة.

وقال مسؤول تركي الخميس، طالبًا عدم ذكر اسمه، quot;سنشارك في اجتماع يلتقي فيه مسؤولو النظام مع مسؤولي المعارضةquot;. لكنه أوضح أن quot;هذا الحوار يجب أن يخصص لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملةquot;، مضيفًا quot;ذلك يعني أن على الرئيس الأسد أن يتخلى عن سلطاته للحكومة الانتقاليةquot;.

إلا أن النظام السوري رفض إجراء أي مباحثات بشأن مصير رئيس الدولة، معتبرًا أن هذه المسالة تعود إلى quot;الشعب السوري وإلى الصناديقquot;، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2014. وفي حين أن عددًا من حلفاء واشنطن، وخاصة في الخليج، يقدمون بالفعل السلاح إلى المعارضة السورية المسلحة، فإن الرئيس الأميركي رفض حتى الآن القيام بهذه الخطوة. ويشدد أوباما في المقابل على أن بلاده هي أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية التي تقدم في هذا النزاع.

ومع الإقرار بوجود مؤشرات إلى لجوء نظام الأسد إلى الأسلحة الكيميائية، أكد الرئيس الأميركي رغبته في الحصول على أدلة حاسمة وملموسة قبل التفكير في quot;خياراتquot; لم تحدد، وإن كانت لا تستبعد التدخل العسكري المباشر. وقد تجلى البعد الإقليمي لهذا النزاع الخميس، حيث تقول صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل حذرت سوريا من الاستمرار في إرسال الأسلحة المتطورة إلى حزب الله الشيعي اللبناني، ما يوحي بأنها قد تشنّ غارات جوية جديدة لمنع عمليان نقل الأسلحة هذه.