يلتقي الرئيسان التركي والأميركي في البيت الأبيض، وعلى جدول أعمالهما الأزمة السورية أولًا، إلى جانب مسائل أخرى، منها الطلب الأميركي من تركيا لدعم المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، ودعم نوري المالكي في العراق.


بيروت: يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قلق من تداعيات التدخل في الحرب في سوريا، لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان يقول إن لديه أدلة على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. ويواجه أوباما اختبارًا جديدًا في عزمه على وضع حدّ للحرب الأهلية في سوريا، لا سيما بعد النداء اليائس من حليف للولايات المتحدة منذ فترة طويلة.
ويتوقع الكثير من المحللين أن يحث إردوغان أوباما، أثناء اجتماعهما في البيت الابيض، على زيادة مساعيه من أجل إنهاء الصراع السوري، الذي أدى إلى فرار أكثر من مليون لاجئ إلى الدول المجاورة، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
quot;سوريا سوف تكون موضوعنا الرئيس .... سوف نقوم برسم خارطة طريقquot; قال إردوغان للصحافيين قبل مغادرته أنقرة، مشيرًا إلى انه حصل على أدلة تؤكد أن الحكومة السورية تستخدم الأسلحة الكيميائية، ما يدعم قضيته.

مطالبات عديدة
من غير المرجح أن يتعهد أوباما، الذي يعتبر إردوغان حليف أميركا المسلم في الشرق الأوسط، بتقديم مساعدة أكثر من الإغاثة الإنسانية للمعارضين السوريين. فالبيت الأبيض يشعر بالقلق من استخدام الجيش الاميركي لوقف الطائرات السورية بالقرب من الحدود التركية، من خلال فرض منطقة حظر جوي أو اتخاذ عمل عسكري مباشر.
وقال مسؤولون إن الإدارة الأميركية قررت أيضًا أنها لن تقوم بتسليح الثوار السوريين في الوقت الراهن، على الرغم من أن المسألة لا تزال قيد البحث.
وفي ظل وجود أكثر من 40 ألف لاجئ سوري على الأراضي التركية، والاحتجاجات ضد دعم إردوغان لثوار سوريا، يعاني رئيس الوزراء ضغوطا داخلية قوية تدفعه للحصول على مساعدة أوباما خلال زيارته ليوم واحد إلى واشنطن.
يشار إلى أن تركيا ليست الوحيدة من جيران سوريا التي تحث البيت الأبيض على الاضطلاع بدور أكبر في دفع حكومة الرئيس بشار الأسد من السلطة. فقطر والسعودية تريدان من واشنطن تسليح وحماية الثوار، بينما الأردن ولبنان يطلبان مساعدات انسانية تساعدها على استيعاب 500 ألف لاجئ في كل منهما. أما إسرائيل فتطالب بدورها وزارة الدفاع الاميركية بالمساعدة في الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيميائية الواسعة في سوريا.

شريان حياة تركيا
قال مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني السابق، والمحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن: quot;أعتقد أن الادارة الاميركية تعتمد سياسة شراء الوقت حتى الآن، لكن الضغط سوف يزداد مع مرور الوقتquot;.
من جهته، قال بولنت علي رضا، مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن أنقرة وواشنطن مستمران في مسعاهما لإرغام الأسد على التنحي، quot;وإردوغان يشعر بالاحباط من أن تركيا تتحرك بشكل سريع لتحقيق هذا الهدف، في حين أن الولايات المتحدة مترددةquot;.
ويقول مسؤولون أتراك إنهم لا يريدون من أوباما اتخاذ عمل عسكري معين، بل القيام بكل ما هو ضروري لإقناع الأسد بالتفاوض على الانتقال وتشكيل حكومة جديدة. وقال سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: quot;لا أعتقد أن اردوغان سوف يندد بالولايات المتحدة إذا لم يحصل على كل ما يريد، وهو يدرك أن الولايات المتحدة هي شريان حياة تركيا في سورياquot;.
من المتوقع أن يناقش أوباما وإردوغان الكثير من القضايا التي تفرق بينهما، إلى جانب الأزمة السورية. فالبيت الأبيض يريد من أنقرة المزيد من التعاون مع الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق، كما تسعى واشنطن للحصول على مساعدة إردوغان للتخفيف من حدة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
يشار إلى أن إردوغان يخطط لزيارة قطاع غزة في الأسابيع القليلة المقبلة. ويخشى مسؤولون أميركيون من أن تؤدي الزيارة إلى تعطيل التقارب الإسرائيلي التركي، وتهمش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن طريق الظهور لتقديم الدعم الشعبي لحركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على غزة.