القيروان: وضعت تونس السبت قوات الامن والجيش في حالة تأهب قصوى تحسبا لأعمال عنف إثر إصرار جماعة quot;انصار الشريعةquot; المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة، على عقد مؤتمرها السنوي الاحد في مدينة القيروان التاريخية (وسط غرب) رغم قرار وزارة الداخلية بمنعه.

وقال سامي الصيد المسؤول في تنظيم quot;انصار الشريعةquot; لوكالة فرانس برس ان quot;التجمع سيتمquot; في استمرار لتحدي التنظيم للسلطات وذلك بعد ان دعا آلافا من انصاره للاجتماع بالقيروان التاريخية التي اسسها الصحابي عقبة بن نافع قبل نحو 14 قرنا (سنة 50 هجرية).

غير ان صفحة التنظيم على فيسبوك دعت انصارها الى ضبط النفس وعدم الرد على quot;استفزازquot; قوى الامن.

ونشرت السلطات تعزيزات امنية كبيرة على الطرقات المؤدية الى مدينة القيروان (150 كلم جنوب العاصمة) لمنع المنتسبين الى quot;انصار الشريعةquot; من الوصول الى المدينة. ويتولى عناصر الامن خصوصا تفتيش سيارات الاجرة الجماعية التي تربط بين المدن.

وحلقت مروحيات عسكرية في اجواء مدينة القيروان فيما اقامت الشرطة حواجز في مدخل المدينة لتفتيش السيارات.

وشملت عمليات التفتيش خصوصا السلفيين الذين يسهل تمييزهم عبر لحاهم الطويلة وملابسهم الافغانية الغريبة في تونس.

وأمام جامع عقبة ابن نافع (أول جامع يبنى في شمال افريقيا) حيث يعتزم السلفيون اقامة مؤتمرهم، نشرت وحدات خاصة من قوات الامن التونسي.

كما دخل شرطيون ملثمون محلا لبيع الاجهزة المنزلية في القيروان واعتقلوا شخصا بحوزته رايات سود.

واشارت وسائل اعلام تونسية الى اعتقالات في مدن تونسية اخرى غير انه لم يصدر اي بلاغ رسمي بهذا الشان.

وقال ضابط شرطة يعمل في القيروان لوكالة فرانس برس quot;اتخذنا كل الاجراءات حتى لا يعقد الملتقى ، أنا مستعد للموت على ان يفرضوا (انصار الشريعة) قانونهم الخاص على الدولةquot; مضيفا quot;لن نسمح لهم بدخول المدينةquot;.

ونشرت تيارات سلفية على صفحاتها في فيسبوك خارطة مدينة القيروان ورسوما بيانية للحواجز الامنية التي اقامتها قوات الامن حول المدينة، وللطرقات التي يمكن سلكها للوصول الى القيروان بدون المرور بهذه الحواجز.

وفي العاصمة تونس شرعت قوات الامن والجيش في تسيير دوريات مكثفة خصوصا في أحياء شعبية فقيرة تعتبر معاقل لجماعة quot;انصار الشريعةquot; التي لا تعترف بالقوانين الوضعية وتطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس واقامة quot;دولة خلافة اسلاميةquot;.

وقال لطفي بن جدو وزير الداخلية (مستقل) السبت في تصريح لاذاعة quot;موزاييك إف إمquot; التونسية الخاصة quot;ليس هناك أي مفاوضاتquot; بين الوزارة وجماعة انصار الشريعة.

والجمعة اعلنت وزارة الداخلية في بيان قرارها منع مؤتمر انصار الشريعة quot;وذلك لما يمثله من خرق للقوانين وتهديد للسلامة والنظام العامquot;.

وأوضحت ان قرار المنع جاء quot;اثر اعلان ما يسمى بأنصار الشريعة عقد تجمع بالساحات العامة بمدينة القيروان (...) على خلاف القوانين المنظمة للتجمعات ولقانون الطوارئ، وفي تحد صارخ لمؤسسات الدولة وتحريض ضدها وتهديد للأمن العامquot;.

وحذرت وزارة الداخلية في بيانها من أن quot;كل من يتعمد التطاول على الدولة وأجهزتها أو يسعى إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار أو يعمد إلى التحريض على العنف والكراهية سيتحمل مسؤوليته كاملةquot;.

ونبهت الى ان quot;أي محاولة للاعتداء على الأمنيين أو مقراتهم ستواجه بالشدة اللازمة وفي إطار القانونquot;.

وطمأنت quot;جميع المواطنين الى أقصى جاهزية قواتها الأمنية بالتعاون مع قواتنا المسلحة، لحفظ سلامتهم وممتلكاتهم والتصدي لكل مظاهر الفوضى وبث الفتنة في البلادquot;.

والاربعاء اعلن سيف الدين الرايس الناطق الرسمي باسم quot;انصار الشريعةquot; ان الجماعة ستعقد مؤتمرها السنوي في القيروان وانها لن تطلب ترخيصا من وزارة الداخلية، وذلك في تحد للسلطات.

وحمل الرايس الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية الحاكمة مسؤولية quot;أي قطرة دم قد تراقquot; الأحد في القيروان.

ودعا الرايس مشجعي اندية كرة القدم الكبيرة في تونس الى حضور مؤتمر الجماعة الذي اختارت له شعار quot;دولة الاسلام نبنيهاquot;.

وبعد قرار وزارة الداخلية حظر المؤتمر دعت جماعة انصار الشريعة عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك quot;كافة الإخوة الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات وضبط النفس والتحلي بالصبر والالتزام بكل ما ينشر على الصفحة الرسميةquot; للجماعة.

وحذر quot;حزب التحريرquot; الذي يطالب ايضا بتطبيق الشريعة واقامة دولة خلافة اسلامية في تونس في بيان نشره السبت من ان يكون يوم الاحد quot;صداميا دموياquot; في القيروان.

ودعا الحزب انصار الشريعة الى quot;إعلان تأجيل الملتقى مع تحميل السلطة المسؤولية كاملة أمام الله وأمام الرأي العامquot;. وأثارت خطب تحريضية ضد قوات الامن والجيش ألقاها سلفيون متشددون مؤخرا في مساجد وخيمات دعوية غضب وزارة الداخلية التي قررت الاسبوع الماضي حظر الخيام الدعوية غير الحاصلة على تراخيص من الوزارة.

وتضمن بعض هذه الخطب تكفيرا لquot;الطواغيتquot; (عناصر الامن والجيش) ودعوات صريحة لقتلهم.

وفي الثاني من الشهر الحالي ذبح سلفيون متشددون ضابط شرطة في مدينة جبل الجلود (جنوب العاصمة) وسرقوا أمواله.

والاربعاء اعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة ان امام مسجد متطرف أفتى لهؤلاء بquot;ذبحquot; ضابط الشرطة وبنهب امواله.

وأعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو الجمعة في تصريح لاذاعة quot;كلمةquot; التونسية الخاصة quot;لن نسمح بالتهديد بالقتل ولا بالتحريض على القتل ولا بالتحريض على الكراهية ولا بالسب ولا بالشتم ولا بنعتنا بالطواغيتquot;.

وحذرت السفارات الاميركية والالمانية والفرنسية في تونس امس رعايا هذه البلدان من التوجه الى القيروان نهاية هذا الاسبوع لاحتمال اندلاع مواجهات بين السلفيين وقوات الامن.

يذكر ان انصار الشريعة تاسست بعد الثورة التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وتلاحق الشرطة منذ اشهر مؤسس الجماعة quot;أبو عياضquot; المتهم بتدبير هجوم استهدف في 14 أيلول/سبتمبر 2011 السفارة الاميركية في العاصمة تونس شهد مقتل اربعة اشخاص واعتقال عشرات السلفيين المتشددين.