صلاة جمعة موحدة بجامع شيعي في بغداد والقادة يجتمعون غدًا لحل الازمة

قال رئيس الوقف الشيعي العراقي صالح الحيدري إن صلاة موحدة شيعية سنية ستقام اليوم في جامع الخلاني وسط بغداد موضحًا في تصريح صحافي أن هذه الصلوات التي دعا اليها رئيس الوزراء نوري المالكي ستستمر في العاصمة لاهميتها في ترسيخ وحدة العراقيين ونبذ الطائفية. واكد أن هذه الصلوات الموحدة التي بدأت الجمعة الماضي قد لقيت ارتياحًا بين المواطنين الرافضين للفتنة الطائفية والمتطلعين الى اجراءات فاعلة تبعد البلاد عن أي صراع طائفي، ولذلك فإن من المهم الاستمرار بها مستقبلاً.

وكان هذا الجامع الشيعي تعرض في حزيران (يونيو) عام 2007 الى تفجير ضخم بشاحنة مفخخة مما ادى الى مصرع 87 شخصًا واصابة 242 آخرين بجراح وهدم احد جدران المسجد وقاعة الصلاة . وجاء التفجير في اليوم الثاني لرفع حظر التجوال في بغداد الذي كان قد فرض عقب تفجير منارتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء، الامر الذي ادى الى اقتتال طائفي في العراق راح ضحيته الآلاف من المواطنين .

وعلى صعيد الاوضاع الحالية المضطربة في البلاد يجتمع القادة السياسيون العراقيون غدًا السبت في محاولة للخروج من الازمة السياسية والامنية التي تضرب البلاد. وسيستضيف الاجتماع صاحب الدعوة له رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم بمقر المجلس في بغداد، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس التحالف الوطني الشيعي ابراهيم الجعفري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك اضافة الى ممثل عن اقليم كردستان.

وكانت بغداد شهدت للمرة الاولى الجمعة الماضي صلاة موحدة اقيمت في نصب الشهيد وسط العاصمة بمشاركة مئات المصلين من مواطنيها، تقدمها رئيسا الوقفين الشيعي صالح الحيدري والسني أحمد عبد الغفور السامرائي الذي دعا الى العمل من اجل انهاء عمليات القتل وسفك الدماء والتصدي للفتنة التي يتعرض لها العراقيون، واشار الى أن على السنة أن يقولوا للقاعدة كافة وعلى الشيعة أن يقولوا للميليشيات المسلحة كفى وأن يحارب الجميع المتطرفين الذين يريدون أن يجروا البلاد الى التدمير .

ومن جانبه، شدد الحيدري على أن العراقيين وحدة موحدة بشيعتهم وسنتهم وعربهم واكرادهم وتركمانهم ومسلميهم ومسيحييهم فهم يشكلون جسد العراق الواحد. وأقر بوجود جماعات تمارس العنف من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتنفيذ اجندات اجنبية وشدد على أن سنة العراق وشيعته يد واحدة، مشددًا على انهم لن ينجروا الى الفتنة الطائفية وسيحرصون على وحدتهم. واتهم القاعدة والبعثيين والخارجين على القانون بعمليات القتل والتفجير التي تشهدها مدن العراق من اجل اشعال الفتنة الطائفية.

وكان المالكي دعا لهذه الصلاة في بيان في التاسع عشر من الشهر الحالي قال فيه quot;إن الصلاة الموحدة يفهم منها أنها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا مانتمناه ، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب أن تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد ، وانا ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعةquot;.

بدأ حظر لتجوال السيارات والدراجات النارية والعربات في العاصمة العراقية فجر اليوم الجمعة، حيثاعلنت قيادة عمليات بغداد أنها قررت منع السيارات التي تحمل لوحات موقتة والدراجات البخارية والعربات بجميع انواعها من التجول في العاصمة بدءًا من صباح الجمعة وحتى اشعار آخر .

وجاءت هذه القرارات استعدادًا لمناسبة احياء وفاة الامام موسى الكاظم نجل الامام جعفر الصادق وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية والتي تبلغ ذروتها الاربعاءالمقبل بزيارة مرقده في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية. واشارت القيادة الى أنه من اجل إنجاح الخطة الأمنية لزيارة الإمام الكاظم فإنها قررت ايضاً منع حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من قبل المواطنين بالإضافة إلى عدم تناول الأطعمة والمشروبات بمختلف أنواعها من الأشخاص غير المعروفين . كما سيتم منع حمل الحقائب الكبيرة بمختلف أنواعها واستخدام العصي بمختلف أنواعها بالإضافة إلى حظر دخول ساريات الإعلام إلى منطقة الكاظمية على أن تحمل على الأكتاف دون الساريات. ويتوجه الزائرون مشياً على الاقدام في يوم 25 من شهر رجب في كل عام الى مرقد الامام الكاظم لاحياء ذكرى مقتله .

يأتي ذلك في وقت اعلنت اللجان التنسيقية للحراك الشعبي في المحافظات الغربية والشمالية المحتجة ان التظاهرات التي ستخرج اليوم الجمعة ستكون تحت شعار quot;مسار حراكنا يقهر ميليشياتكمquot;. واضافت في بيان أن هذا الشعار سيرفع في جميع ساحات التظاهرات الموجودة في محافظات الانبار ونينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين ومناطق في بغداد.

وأوضحت اللجان أن شعار quot;مسار حراكنا يقهر ميليشياتكمquot; قد جاء بالاتفاق مع المحافظات الست المنتفضة وسيرفع في جميع ساحات التظاهر والاعتصام فيها .ودعت جميع العراقيين الى التوجه الى ساحات الاعتصام للمطالبة بحقوقهم الشرعية وللتعبير عن استنكارهم لأعمال العنف الاخيرة وانتشار الميليشيات المسلحة التي تستهدف الابرياء .

يأتي ذلك في وقت تشهد بغداد اجراءات امنية مشددة في نقاط التفتيش تسببت بشلل شبه تام للعاصمة، حيث يتم طلب الهويات التعريفية لكل شخص ومستمسكات السيارات وتفتيش حقائب النساء . وقدتسببت هذه الاجراءات بقطع المناطق واحدة عن الأخرى وبزخم مروري .

وفي هذه الاثناء قرر شيوخ ووجهاء الانبار تشكيل وفد تفاوضي مع الحكومة بشأن مطالب المعتصمين .

وقال عضو مجلس محافظة الانبار اركان خلف الطرموز quot;إن شيوخ ووجهاء الانبار بادروا بعقد مؤتمر عشائري في مضيف الشيخ لقمان العودة شيخ عشيرة البو علي الجاسم في منطقة الجزيرة، بحضور محافظ الانبار قاسم الفهداوي من اجل حقن الدماء واطفاء نار الفتنة الطائفية ومعالجة المشاكل التي يشهدها البلد بروح الاخوة بعيدًا عن التشنج quot;.

واضاف quot;أن شيوخ ووجهاء الانبار قرروا خلال المؤتمر تشكيل وفد تفاوضي مع الحكومة مؤلف من الشيخ حميد الشوكة والشيخ عدنان الجميلي والشيخ محمد الفلاحي والشيخ خميس الفهداوي والشيخ عبود العيساوي والشيخ ماجد العلي السليمان والشيخ غزاي الجغيفي والشيخ اياد المحلاويquot;، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء .. واوضح أن الوفد سيلتقي خلال الايام القليلة المقبلة بالوفود الحكومية التي تتفاوض بشأن مطالب المعتصمين، مؤكدًا أن الوفد يمتلك كافة الصلاحيات في التفاوض دون الاستماع الى وجهات النظر التي لاتصب في صالح استقرار الاوضاع الامنية في المحافظة وانهاء حالة الاجواء المشحونة التي تشهدها المحافظة والبلاد عمومًا .

يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.