بجدارة وتصميم، تخطت صفية البلبيسي كل التحديات التي تواجهها في عملها في جمعية الهلال الأحمرالفلسطيني، وهي اليوم اول فلسطينية تقود سيارة إسعاف.


أشادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة طولكرم بالضفة الغربية بسائقة سيارة الإسعاف الضابطة صفية البلبيسي quot;34 عامًاquot;، وذلك بعد أن أتمت عامها الحادي عشر في هذه المهنة.
وقالت حنان حنون، رئيسة جميعة الهلال الأحمر في طولكرم في تصريح خاص لـquot;إيلافquot;: quot;إن جمعية الهلال الأحمر وفرت الفرص للمرأة التي بدورها استطاعت أن تأخذ مكانها وتفرض نفسها بكفاءتها وجدارتها، الأمر الذي جعلها تفخر بالانجازات التي حققتها على هذا الصعيد، ومن أمثلة ذلك نجاح صفية البلبيسي التي أثبتت أن المرأة قادرة على العطاءquot;.
وأضافت حنون: quot;أن البلبيسي تعتبر المواطنة الفلسطينية الأولى التي تعمل في هذا القطاع واستطاعت أن تثبت ذاتها وتحقق قفزات نوعية بصمودها ومثابرتها وعزيمتها ورباطة جأشها.
قصف وإصابة
وفي هذا السياق أكدت صفية البلبيسي، ابنة بلدة عتيل في محافظة طولكرم بالضفة الغربية في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أنها اختارت هذه المهنة بعد عدة سنوات من العمل كضابط إسعاف في جمعية الهلال الأحمر مع بدء انتفاضة الأقصى التي اندلعت قبل ثلاثة عشر عامًا تقريبًا.
وقالت البلبيسي: quot;اخترت سياقة سيارات الإسعاف بعد دراسة وقناعة لأهمية وجود إمرأة في هذا المجال وبعد تعرض سيارة الإسعاف التي كنت أعمل بها لحادث سير أقعدني قرابة الشهر عن العملquot;.
وأضافت: quot;وجاء لاحقًا العامل الأهم وهو تعرض سيارة الإسعاف لإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية التي اقتحمت طولكرم عام 2002 ما أدى الى استشهاد زميلي سائق سيارة الإسعاف أمامي وإصابتي، بينما كنا نقدم الإسعاف الأولي لمواطنين تعرضوا للقصفquot;.
غياب المنافسة
وبعد أحد عشر عامًا من هذا العمل رغم ما يعتريه من تحديات وصعوباتما زالت تفخر البلبيسي في هذه المهنة والعمل الإنساني في خدمة الآخرين، في ظل غياب أي منافسة من مواطنات أخريات على الولوج في هذا الإطار وهذه المهنة تحديدًا.
وبخصوص الأسباب التي كانت تقف وراء اختيارها لهذه المهنة، أوضحت البلبيسي أن الأسباب متعددة منها استشهاد سائق سيارة الإسعاف أمامها بينما كانا في مهمة إنسانية إضافة الى وجود بعض الحالات الطبية التي تتطلب وجود عناصر نسوية أساسية في عملية النقل.
وفي ما يتعلق بمتطلبات المهنة ومخاطرها، لفتت إلى أنها لا تكترث للصعوبات وكثيراً ما تلجأ للسرعة الزائدة المطلوبة في سيارات الإسعاف حسب الحالات الطبية ومدى خطورتها وضرورات نقلها، منوهة إلى كونها تتنقل بين المحافظات الفلسطينية دون اكتراث لمعيقات الجيش الإسرائيلي.
تعاون كبير
وقالت البلبيسي: quot;إنها لاقت تعاونًا كبيرًا من زملائها في هذا المجال كما هو الحال من أفراد أسرتها الذين وقفوا إلى جانبها ودعموها رغم شعورهم بالخوف عليها لطبيعة وظروف ومتطلبات هذه المهنةquot;.
وبينت أن جمعية الهلال الأحمر في مدينة طولكرم، أولت المرأة أولوية خاصة حين ساوت بين الجميع ومنحتها المكانة التي تستحقها، الأمر الذي جعلها تترأس إدارة الجمعية وتشغل منصب المدير الإداري وتعمل في سياقة سيارة الإسعاف وكضابط إسعاف.
ودعت البلبيسي، المرأة الفلسطينية والمرأة في الوطن العربي عمومًا إلى دخول كافة الميادين خاصة تلك التي تتطلب أساسًا وجود نساء لا سيما في المهمات الإنسانية والطوارئ، مؤكدة في الوقت ذاته، إلى ضرورة أن تعمل المرأة على تطوير ذاتها وتعزيز مكانتها بإثبات قدرتها وإمكاناتها.
وثمن العاملون في قسم الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في مدينة طولكرم جهود البلبيسي ودورها، مؤكدين في الوقت ذاته، نجاحها وبراعتها في أداء مهامها.