سيول: وافقت كوريا الجنوبية على اجراء محادثات عمل مع كوريا الشمالية في نهاية هذا الاسبوع لكنها ترغب في اجرائها في موقع اخر غير الذي اقترحته بيونغ يانغ. وتقترح سيول ان تجري المحادثات في بانمونجوم التي يطلق عليها اسم quot;قرية السلامquot;، وهي قرية حدودية يمر فيها الخط الهاتفي الذي يربط البلدين في حالات الطوارىء والذي اعيد تشغيله للتو بعد ثلاثة اشهر من التوقف تقريبا.

وكانت بيونغ يانغ اقترحت موقع كايسونغ الصناعي مكانا للاتصالات الاولى على بعد 10 كلم من الحدود، في الجانب الشمالي، والذي اقفلته بيونغ يانغ في نيسان/ابريل، في حين بلغت التوترات في شبه الجزيرة الكورية اوجها منذ اسابيع عدة.

ويامل الشمال ان يعقد لقاء اول قبل اللقاء الوزاري بين الكوريتين الذي اقترحته سيول والمتوقع منتصف الاسبوع المقبل اذا وافق الشمال على الموعد. واعلنت كوريا الشمالية الجمعة اعادة فتح خط الاتصال الهاتفي الساخن بين الشمال والجنوب والذي قطعته بيونغ يانغ في اذار/مارس على ان يعود الخط الى العمل عند الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (05:00 ت غ) الجمعة، كما اعلنت لجنة المصالحة السلمية لكوريا في بيان اوردته وكالة الانباء الكورية الشمالية.

وكان الشمال علق في الربيع العمل بهذا الخط الاحمر الذي كان اخر وسيلة اتصال مباشر بين الجارين، في حين كانت التوترات في اوجها في شبه الجزيرة الكورية. واعلن متحدث باسم لجنة المصالحة التي تقترح للتفاوض موقع كايسونغ الصناعي بين الكوريتين على بعد 10 كيلومتر من الحدود لجهة الشمال، والمقفل منذ نيسان/ابريل quot;نحن نؤيد وجهة النظر القائلة ان اجراء اتصالات بين سلطات الشمال والجنوب ضروري قبل لقاء وزاري اقترحه الجنوبquot;.

واضاف ان اتصالات عمل (...) quot;ضرورية (...) بالنظر الى الوضع الحالي حيث العلاقات الثنائية متوقفة منذ سنوات ومع بلوغ انعدام الثقة اوجهquot;. وتعود اخر محادثات عمل بين quot;الاخوة الاعداءquot; الى شباط/فبراير 2011. ويعود اخر اجتماع وزاري بينهما الى 2007.

وموقع كايسونغ بين المواضيع التي يمكن ان يناقشها المسؤولون الشماليون والجنوبيون. وهذا المجمع الصناعي حيث يعمل اكثر من 50 الف موظف كوري شمالي ومئات الاداريين من الكوريين الجنوبيين، يعتبر مصدرا مهما للعملات الاجنبية بالنسبة الى النظام الشيوعي، وقد اقفلته سلطات بيونغ يانغ منذ بداية نيسان/ابريل.

وكان هذا الموقع ولد في سياق سياسة اتبعتها كوريا الجنوبية بين 1998 و2008 بهدف تشجيع الاتصالات بين البلدين اللذين هما نظريا بحالة حرب حيث ان الحرب الكورية (1950-1953) انتهت بوقف اطلاق نار وليس بمعاهدة سلام.

والخميس قامت كوريا الشمالية باول خطوة عندما اقترحت للمرة الاولى منذ سنوات عدة، البدء بمحادثات رسمية حول عدد من المواضيع الخلافية التجارية والانسانية. وبدا هذا الطلب بمثابة اليد الممدودة قبيل اللقاء في كاليفورنيا الجمعة والسبت بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والصيني شي جينبينغ اللذين سيبحثان بالتاكيد موضوع كوريا الشمالية.

والصين هي الحليف الوحيد الكبير لبيونغ يانغ، لكنها بدت مستاءة من العدوانية التي اظهرها في الاشهر الاخيرة الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ-اون. ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في بيان quot;بتقدم مشجع على طريق خفض التوترات ومن اجل السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكوريةquot;.

لكن المحللين الكوريين الجنوبيين ما زالوا حذرين، مشيرين الى ان مضمون المفاوضات وجدولها الزمني سيبرزان نقاط خلاف عميقة، وقد يكون من الصعب تجاوزها حتى. وراى يو هو يول من الجامعة الكورية في سيول ان اليد الممدودة من الشمال تشير الى وجود الارادة لبدء حوار quot;سيضم الولايات المتحدة في نهاية المطافquot;.

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جينيفر بساكي اشارت الى ان على الشمال ان يظهر التزامه بالتخلي عن برنامجه النووي قبل ان تشارك الولايات المتحدة في محادثات معه. وكررت بيونغ يانغ مرارا انها لن تتخلى عن برنامجها النووي.

وتاتي هذه التصريحات في حين ارتفعت حدة اللهجة بين الدول الغربية والنظام الكوري الشمالي على اثر تجربة نووية ثالثة في شباط/فبراير تلتها تهديدات بشن هجمات على الولايات المتحدة. وهدات التوترات في الاسابيع الاخيرة وبدا ان الكوريتين اقتنعتا بضرورة استئناف الحوار بشكل او باخر.

والاتصالات الرسمية بين الكوريتين مجمدة منذ قيام غواصة كورية شمالية، بحسب سيول، باغراق سفينة جنوبية في 26 اذار/مارس 2010 ما سبب مقتل 46 بحارا. واضافة الى التعاون الاقتصادي، اعرب الشمال عن ميله للبحث quot;عند الضرورةquot; في استئناف الجهود الرامية الى عقد لقاءات موقتة بين الاف العائلات التي انفصلت في نهاية الحرب. وقد نظمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اخر اللقاءات من هذا النوع في العام 2010.