تتخوف إسرائيل من تكرار سيناريو حرب تموز 2006 وإقدام الإسلاميين في صفوف الثوار غلى خطف جنود لها في منطقة الجولان، وذلك بعدما تمكن الثوار من السيطرة على معبر القنيطرة الحدودي طيلة يوم أمس.


بيروت: اثارت الاشتباكات العنيفة التي حصلت طيلة نهار أمس الخميس في القنيطرة بالجولان خشية لدى القيادة الإسرائيلية من إقدام عناصر متطرفة، تسعى للسيطرة على المنطقة في مواجهاتها للجيش السوري، على خطف جنود إسرائيليين، في تكرار لسيناريو العام 2006، حين خطف عناصر حزب الله جنديين إسرائيليين، ما أشعل حربًا حينها، دامت 33 يومًا. واكد السلطات الإسرائيلية أنها تضع الخطط الكفيلة منع أي عملية من هذا النوع، كإعداد الجنود لمواجهة هذا الخطر.
وقد تبدى الخوف الإسرائيلي بسبب التطورات العسكرية الأخيرة، التي شهدتها القنيطرة، والبلدات السورية الأخرى المحاذية للحدود مع إسرائيل، والتي تمثلت باستهداف كتائب معارضة حاجزًا عسكريًا للقوات السورية النظامية داخل مدينة القنيطرة، بمحاذاة خط فك الاشتباك بين سوريأ وإسرائيل، حيث دارت اشتباكات عنيفة في المعبر الحدودي في القنيطرة، ترافق مع قصف جوي طال بعض المناطق القريبة، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من إحكام سيطرتهم على المعبر. لكن الجيش السوري استعاده بعد معارك عنيفة.
وبعد ذلك، طمأنت الإذاعة الإسرائيلية المستوطنين في الجولان مساء الخميس إلى أن الجيش السوري أحكم سيطرته على معبر القنيطرة، فسمح الجيش الاسرائيلي المزارعين في المستوطنات القريبة من المعبر بالعودة إلى أراضيهم، بعدما أغلق المنطقة الحدودية، مع سيطرة الثوار السوريين على المعبر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر امني إسرائيلي قوله إن امر مقلق للغاية، quot;من ناحية لديك الجهاديين والإسلاميين، ومن ناحية أخرى لديك قوات الحكومة السورية التي تتحالف مع حزب الله، ونحن نتخوف من أن يقع المعبر في أيدي عناصر ذات أجندة غير معروفة، فلا نعرف ما إذا كانت معنا أو ضدناquot;.

إشتباكات القنيطرة
وقال المرصد السوري إن دبابات الجيش النظامي اخترقت خط وقف إطلاق النار، ودخلت مدينة البعث متوجهة إلى المعبر، وإن مواجهات دارت بين عناصر أحد الألوية المقاتلة ورتل دبابات تابع للقوات النظامية على اوتستراد السلامن بين دمشق والقنيطرة، كان متجهًا نحو المعبر.
واضاف المرصد السوري أن مقاتلي المعارضة هاجموا أيضًا حاجزًا في بلدة بيت جن للقوات النظامية التي سقط منها قتلى، ضمن هجمات بدأتها الكتائب المقاتلة على حواجز للقوات النظامية في محافظة القنيطرة، وحصلت اشتباكات أيضًا قرب بلدة القحطانية قرب القنيطرة، وسيطر مقاتلون على حاجز الجيش السوري على خط فك الاشتباك في الجولان.
ومع انتشار كثيف للجيش السوري في الجولان، تقدمت إسرائيل صباح الخميس بشكوى إلى الأمم المتحدة لأنه منطقة الانتشار تدخل في المناطق منزوعة السلاح منذ العام 1974، وفق اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل. وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عزز مواقعه في الجولان، ليكون مستعدًا للرد الفوري والصارم إن اقتضت الحاجة ذلك، quot;فالاستنفار واجب لأن احتمال أن تعاود قوات المعارضة محاولتها السيطرة على المعبر قائم دائمًاquot;.

انسحاب نمساوي
أسفرت هذه الاشتبكات عن جرح أحد عناصر الكتيبة الفيليبينية، المنتشرة ضمن قوة حفظ السلام الدولية في الجولان، بشظايا في ساقه، وهو يخضع للعلاج وهو في حال مستقرة وجيدة، بحسب الناطق بلسان الكتيبة. وكانت الحكومة الفيليبينية أعلنت نيتها الانسحاب من القوة الدولية في الجولان الشهر الماضي، بعد خطف جنود فيليبينيين على يد عناصر من المعارضة المسلحة.
وأعلن المستشار النمسوي فرنر فيمان ونائبه وزير الخارجية مايكل سبيندليغر في بيان مشترك الخميس سحب الكتيبة النمسوية من قوة الأمم المتحدة، وقال بيانهما: quot;أظهرت الاحداث انه لا يمكن الانتظار اطول، ونحن نولي أمن جنودنا وجندياتنا الأولوية، وبالتالي فهذا القرار ضروريraquo;.


.