هاجم قيادي شيعي عراقي مواقف وصفها بـquot;العدائية للشيعةquot;، قال إنها صدرت من القرضاوي وشيخ الأزهر، وأشاد بتظاهرات تركيا، ووصف خامنئي بأنه quot;وليّ من أولياء اللهquot;.. فيما انتقد المرجع الشيعي الأعلى السيستاني التقصير الأمني، داعيًا السلطات إلى إجراءات تحفظ أرواح المواطنين.


أسامة مهدي: قال صدر الدين القبانجي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عمّار الحكيم خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) إن القرضاوي (الشيخ يوسف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) قد ابتلاه الله بسوء العاقبة، فبدلًا من أن يكون داعيًا إلى المحبة أصبح داعيًا إلى الفتنة، وهو لا يحتاج نقاشًا.

إسرائيل أولى
وأشار إلى أن القرضاوي يعتبر الشيعة quot;أكثر كفرًا من اليهود والنصارىquot;. وأضاف إن القرضاوي رجل يملك موقعًا متقدمًا دينيًا، ويدعو إلى quot;تحشيد جميع الناس من أجل القتال في سوريا لنصرة أهل السنة، وليته فعل ذلك ضد إسرائيل، والسفارة الإسرائيلية قريبة منه في قطر، حيث يقيم، وليته عمل عُشر ذلك لدعوة الشعوب إلى التحرر من عبودية الجبابرةquot;.

ورأى القبانجي أن quot;القرضاوي وأمثاله مشكلتهم أن الله ختم على سمعهم وبصرهم، وهذه التصريحات غير مقبولة إسلاميًا، فالإسلام دين الوحدة، وليس دين إراقة الدماء، مشيرًا إلى أن تصريحاته هي عداء كامل تجاه شيعة أهل البيت، لكن الشعوب عرفت طريقها، ولا تخدع بكلمات هذا وذاك، وانتهت مرحلة الظلام التي كانت مسيطرة عليهاquot;، كما نقلت عنه وسائل إعلام عراقية.

قراءة خاطئة
وقال إن القرضاوي أصبح داعية إلى الفتنة، وإن مشكلته هي أن الله قد ختم على سمعه وبصره، على حد قوله. واتهم القرضاوي بعداء أهل البيت وشيعتهم، وأضاف إن تصريحاته مرفوضة، ولا نقبلها. وحول مطالبة شيخ الأزهر أحمد الطيب للحكومة العراقية بعدم إقصاء الشيعة، قال القبانجي إن شيخ الأزهر يطالب بعدم إقصاء أهل السنة في العراق، وهذا التصريح ناتج من قراءة خاطئة تمامًا للواقع العراقي، فشيعة أهل البيت هم أول من ذبحوا على مدى التاريخ، وهم الذين يرفضون إقصاء الآخر. وتابع quot;نأمل من مشيخة الأزهر الإطلاع على الواقع العراقي بشكل صحيحquot;.

وعن أحداث تركيا وما تشهده من تظاهرات شعبية، بيّن القبانجي أن هذه الأحداث تدلّ على فشل المشروع العثماني للهيمنة على المنطقة. وأضاف أن هذا درس لتغيير نهج الحكومة التركية في الشأن العراقي والسوري، فهي بلا شك تدخلت في هذين الشأنين.

وعن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الأسبوع المقبل، قال إن هذه الانتخابات quot;هي تحدّ كبير، والشعب سيصوّت ويتحدى العالم، ويفشل كل مؤامراتهم، لأنه يسير على خط إسلامي أصيل، وبقيادة ولي من أولياء اللهquot;. ورأى أن الشعب الإيراني سيهزم كل المؤامرات التي تستهدفه، حيث إنه بقي بالصمود نفسه، وبخط إسلامي أصيل، بقيادة ولي من أولياء الله، وتمنى لهم النجاح في هذه التجربة.

أهداف وحشية
أما عن قيام مسلحين بإعدام 14 مواطنًا عراقيًا، بينهم عناصر شرطة معظمهم من أبناء محافظة كربلاء في منطقة النخيب في محافظة الأنبار الثلاثاء الماضي، فأشار خطيب جمعة النجف إلى أن هذه الحادثة هي رسالة تقول بوجوب حصر السلاح في يد السلطة وحدها، وهي رسالة توجّه أيضًا كلمة كلا إلى ظاهرة الميليشيات.

ودعا العشائر العراقية إلى منع أي تواجد للإرهابيين في أوساطها، وإلى أن تطرد الإرهاب من داخل مدنها. وأشار إلى أن quot;هذه الحادثة نفذتها عصابات، هدفها السلب وإثارة الرعب، وليست لديها أية أهداف سياسية، بل إن أهدافها وحشيةquot;.

وكان القرضاوي قال في الأسبوع الماضي quot;إن الثورة السورية أجْلَت الحقيقة، وبيّنت حقيقة حزب الله وشيعته، الذين استحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر اللهquot;.

وأضاف لقد quot;وقفتُ ضد المشايخ الكبار في السعودية، داعيًا إلى نصرة حزب الله، لكن مشايخ السعودية كانوا أنضج مني وأبصر مني، لأنهم عرفوا هؤلاء على حقيقتهم.. هم كذبةquot;. وفي خطبة منفصلة عن حزب الله، قال القرضاوي quot;لو كان حزب الله اسمًا على مسمى لنصر أهل الحق على أهل الباطل، ولنصر الشعب على حكامه الظالمين، بل هو حزب الشيطان وحزب الشر وحزب الطغيانquot;.

السيستاني ينتقد الإجراءات الأمنية
هذا وانتقد أحمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الإجراءات الأمنية، التي قال إنها عاجزة عن وقف العنف، ودعا إلى وضع حلول جذرية للمحافظة على أرواح المواطنين.

وقال الصافي خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم حول إعدام مسلحين 14 مواطنًا في منطقة النخيب في الأنبار إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها أبرياء لاعتداء على أيدي مجرمين قتلة، وكانت المرة الأولى قوافل الحجاج، وتلتها حوادث عدة.

وشدد على أنه لا يمكن أن تستمر الحال على هذا المنوال. وقال quot;إن دماء الناس غالية، ومن حق المواطن أن يتنقل في وطنه بأمان من شماله إلى جنوبه، والمطلوب من الدولة والقوات الأمنية هو حل جذري، لا وقتي، وهو الانتشار بعد الحادث، ومن ثم يرجع رجل الأمن إلى عدم اليقظة، وتتكرر الحادثةquot;.

بانتظار جريمة أخرى!
واعتبر الصافي أن quot;الجهد الحكومي ما زال قاصرًا عن مواجهة المسلحين في قضاء النخيب الصحراويةquot;، لافتًا إلى أن quot;قوات الجيش والشرطة تنتشر عقب كل عملية، وتبحث عن الفاعلين، لكنها سرعان ما تعود إلى ثكناتها بانتظار جريمة جديدةquot;.

ودعا السلطات العراقية إلى تأمين الطريق واجتثاث القتلة، وقال quot;لا يمكن أن تمر الأمور وتقيّد ضد مجهول، وخاصة إذا ما عرفنا أن بعد أشهر قليلة سيكون هذا الطريق هو سبيل حجاج بيت الله الحرامquot;.

وأكد أنه لا بد للدولة أن تؤمّن سلامة الطرق، وأن تكون لها القدرة الحقيقية على على اجتثاث القتلة ومسكهم وعدم انفلاتهم من القصاص العادل، وقال quot;لا بد أن يكون هناك حل جذري للمسألة، التي بدأت تتعبنا، وتودي بحياة أبنائنا.. لا بد من وجود ضوابط، وأن ترصد الجهات الأمنية وتشخّص وتستورد بعض المعدات، ما يمكن أن يؤمّن أرواح الناس ويحفظهاquot;.

لانتخاب محافظين أقوياء
وحول تشكيل مجالس المحافظات الجديدة، التي انبثقت من الانتخابات المحلية، التي جرت في العشرين من نيسان (إبريل) الماضي، قال الصافي quot;الناس تترقب متى تتشكل المجالس، ومتى يكون لكل محافظة محافظ.. المدة طالت، وحسم الكثير من الأمور، ولكن في النتيجة لا بد أن تُحسَم الأمور، وأن تستقر المحافظة، حتى تُكمِل ما بدأته المحافظة السابقة في المشاريع الجيدة أو تبدأ بداية جديدةquot;.

وطالب الصافي بانتخاب محافظين أقوياء لكل المحافظات، على اعتبار أن هذا المنصب هو منصب تنفيذي أول في المحافظة، مشددًا على ضرورة أن quot;يأتي المحافظ بطريقة قوية، لكي يتمكن من إدارة عملية البناء والتطور وتسريع المشاريع التي تحتاجها المحافظاتquot;.

وأضاف: quot;إن مركز المحافظ مهم وأساس، وهو الرجل التنفيذي الأول، فلا بد لكل محافظة أن يكون لديها محافظ قوي، وعنده القدرة على أن يبني، وأن تكون الطريقة التي يأتي بها طريقة قوية، لأنه وإن كان قويًا، فإنه سيضعف إذا كانت طريقة وصوله إلى السلطة ضعيفةquot;.

يذكر أن غالبية المحافظات العراقية، لا تزال تنتظر اتفاق الكتل الفائزة على تشكيلة مجالسها، على الرغم من مرور شهر ونصف شهر على إجراء انتخابات مجالس المحافظات وإعلان أسماء الفائزين فيها.