على عكس انتخابات 2009 الصاخبة، بدت حملة انتخابات الرئاسة في إيران فاترة هذا العام، وإن بدت شوارع العاصمة طهران تشهد مظاهر انتخابية للمرشحين.


طهران: يقف ارمين عند زاوية شارع ولي عصر بوسط طهران ليحث المارة على التصويت للمرشح الاصلاحي محمد رضا عارف، فالحملة انتقلت اخيرًا الى الشارع قبل ايام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الايرانية.

وقال هذا الشاب لوكالة فرانس برس: quot;لا اريد رئيسًا يعيش حياة بسيطة رئيسًا يأكل الخبز والجبنة ويريد لي الشيء نفسهquot;، هازئًا بشعارات حملة المرشح المحافظ سعيد جليلي أحد المرجح فوزهم في اقتراع الجمعة.

وكرر هذا الشاب الذي يناهز الثلاثين quot;اريد رئيسًا يأكل البيتزا ويريد تحسين الاقتصادquot;. وجليلي هو امين المجلس الاعلى للامن القومي ومسؤول الملف النووي، ويلقى موقفه المتصلب حيال القوى العظمى ترحيبًا لدى المحافظين المتشددين .

والناشطون المؤيدون له ينبثقون من الباسيج القوة شبه العسكرية المؤلفة من متطوعين اوفياء للنظام. وانصاره هم ايضًا اولئك الذين انتخبوا محمود احمدي نجاد للرئاسة في 2005 ثم في 2009.

لكن هذا المحارب السابق الذي قاتل في الحرب العراقية الايرانية يواجه ايضًا انتقاد قسم من الشعب يعتبر أن حزمه لم يؤدِ سوى الى تشديد العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل والتي اغرقت الاقتصاد الايراني في ازمة.

وقبالة ارمين يرد مهدي صدقياني بالتلويح بصورة كبيرة لجليلي مرفقة بشعار quot;جليلي الرد الاقوى على العقوباتquot;. ويؤكد طالب الهندسة الذي يبلغ 22 عامًا أن ايران quot;ليست بحاجة للاعتماد على بلدان أخرى. جليلي اعاد احياء رسالة الثورةquot; الاسلامية التي انطلقت في 1979.

واستطرد ميلاد رحماني، وهو في الثانية والعشرين من العمر ايضًا، الذي انضم الى الحديث quot;أنه مستقل وإن شاء الله لن يخضع مطلقًا لطلبات العدوquot;. ويشدد رحماني الذي يرتدي سروال جينز على أن ايران مع جليلي في الحكم ستتخطى الصعوبات بفضل quot;المقاومةquot;، وهو شعار آخر في حملة المرشح.

وهذا الحديث بين مجموعة صغيرة يمثل أحد المؤشرات النادرة الى الحملة الانتخابية في شوارع العاصمة الايرانية. ففي حزيران/يونيو 2009 كانت المدينة تعج كل يوم بصخب نقاشات محمومة بين انصار محمود احمدي نجاد والاصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي.

وقد اشتعل الشارع عندما اعلن فوز احمدي نجاد مساء الجولة الاولى، فيما ندد منافسون بعمليات تزوير كثيفة. وقمعت التظاهرات بقوة.

لكن هذه السنة اقتصرت الحملة على ثلاث مناظرات تلفزيونية بين المرشحين الثمانية، ولا يحمل أي مرشح ذي وزن شعلة الاصلاحيين أو المعتدلين. فالرئيس الاسبق المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني احد مؤسسي الجمهورية الاسلامية لم يسمح له بالترشح. وقد حظرت السلطات التجمعات في الشارع وارتأى معظم المرشحين القيام بحملتهم من دون ضجة اعلامية.

ويوجه الاصلاحيون انظارهم الى عارف لكن اصواتهم قد تذهب ايضًا الى رجل الدين المعتدل حسن روحاني. وفي شارع ولي عصر يرتدي رامين (23 عامًا) قميصاً (من نوعتي شيرت) عليه صورة عارف الذي كان اول نائب للرئيس الاصلاحي الاسبق محمد خاتمي (1997-2005).

وقال quot;علينا أن نصوت لحكومة اصلاحية من اجل انقاذ اقتصادنا المتهاويquot; مضيفًا quot;وحده هذا النوع من الحكومة يمنحنا حرية التعبيرquot;.

والى جانبه ميسم وهو مهندس كهرباء في السابعة والعشرين من عمره يأمل بحصول تحالف بين عارف وروحاني لزيادة فرص الفريق المعتدل تمهيدًا لخوض الجولة الثانية. وقال quot;ينبغي اقناع الناس بالذهاب للتصويتquot;، مؤكدًا quot;أن مقاطعة الانتخابات لا تجدي بل أن ذلك سيعيدنا الى الوضع الحاليquot;.

وقد اغرقت العقوبات الدولية البلاد في ازمة اقتصادية وعزلت ايران على الساحة الدولية. لكن برأي امير الموظف البالغ 36 عامًا من العمر والعضو السابق في الباسيج لا يهم من سيكون الرئيس المقبل، ولكن quot;عليه أن يصبح صديقًا لبقية العالمquot;.

وقال quot;إن الناس يريدون الطاقة النووية لكن بأي ثمن؟quot; ملوحًا بعلبة فارغة لأدوية لمعالجة سرطان الثدي اصبح من الصعب اكثر الحصول عليها مثل المنتجات المستوردة الأخرى، وذلك نتيجة العقوبات.