أعرب مسؤولون بريطانيون عن اقتناعهم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للقبول برحيل الأسد شرط أن يسفر رحيله عن تشكيل حكومة سورية متوازنة وليس فراغًا خطيرًا في السلطة من النمط الذي أعقب سقوط صدام حسين في العراق.


لندن: وقف الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة الثماني التي اختتمت اعمالها في ايرلندا الشمالية يوم الثلاثاء ضد أي اشارة في البيان الصادر عن أعمال القمة إلى رحيل الأسد. ولكن مسؤولين بريطانيين يرون ان محادثات القمة فتحت طريق التوصل إلى تسوية سلمية إذا أمكن عمل المزيد لتنظيم قوى المعارضة سياسيا وتقويتها عسكريا.

واستمرت المحادثات بشأن الصيغة النهائية للبيان الختامي حتى الفجر، وأبدى الروس موافقتهم في ختامها على ارسال مفتشين دوليين إلى سوريا للتحقق من اتهامات الغرب لنظام الأسد باستخدام اسلحة كيمياوية. ولكن بوتين رفض بإصرار ان يتضمن البيان الختامي أي اشارة إلى طبيعة الوفود التي تشارك في مؤتمر جنيف 2 مشددا على ان هذه مسألة عائدة للطرفين.

بوتين يطلب ضمانات

من جهة أخرى نقلت صحيفة الغارديان عن مسؤولين بريطانيين ان بوتين في المجالس الخاصة لا يتمسك ببقاء الأسد ولا يدين له بولاء شخصي لكنه يحتاج إلى ضمانات بأن سوريا لن تتحول إلى مكان يتعذر حكمه وتسوده الفوضى على أعتاب روسيا في حال اسقاط الأسد.

واطلق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمره الصحافي في ختام القمة دعوات متكررة إلى حلفاء الأسد إلى ان يدركوا بأنه سيجري خلال المرحلة الانتقالية الحفاظ على وجود جيش سوري قوي وأجهزة امنية فعالة. وكان يراد بهذه العبارات طمأنة حلفاء الأسد مثل الروس إلى ان مصالحهم ستكون مضمونة بعد رحيل الأسد.

واعترف المسؤولون البريطانيون بأن العمل مستمر لإقناع فصائل المعارضة السورية التي لم تتمكن من الاتفاق على تفويض ممثلين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات في مؤتمر السلام المزمع.

ولم يشر بيان مجموعة الثماني إلى الأسد ولكنه دعا إلى عقد مؤتمر جنيف 2 بأسرع وقت ممكن. واعتبر كاميرون ان الاختراق المهم كان الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة مع الاتفاق على الدعوة إلى اجراء تحقيق في استخدام اسلحة كيمياوية. وجاء في البيان الختامي ان الدول الثماني ملتزمة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة على اساس بناء سوريا موحدة، جامعة وديمقراطية.

بوتين يتحدى الغرب

وتحدث بوتين في تصريحاته العلنية بلغة سمتها التحدي قائلا للقوى الغربية إن إرسال السلاح إلى قوات المعارضة يمكن ان يرتد إلى نحرها ذات يوم مدافعا في الوقت نفسه عن عقوده هو لإمداد الأسد بالسلاح.

كما دعا قادة مجموعة الثماني النظام السوري والمعارضة على السواء إلى الالتزام بمحاربة كل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة تعبيرا عن قلق الغرب المتزايد من تعاظم دور المتطرفين الاسلاميين والجهاديين في صفوف المعارضة المسلحة.

وقال كاميرون الذي ترأس القمة في تصريحات منفصلة بعد انتهاء اعمالها إن الغرب يؤمن ايمانًا راسخًا بأن لا مكان للأسد في سوريا الجديدة. واعلن ان يد الأسد ملطخة بالدماء quot;ولا يمكن ان نتخيل سوريا يستمر فيها حكم هذا الرجل بعد كل ما ارتكبه من فظائع بحق شعبهquot;.

من جهة أخرى أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على هامش اعمال القمة ان أي نقاش حول دور الأسد في حل النزاع غير وارد مضيفا ان روسيا ترفض أي حل يؤدي إلى رحيل الأسد. وقال ريابكوف quot;ان هذا سيكون بكل بساطة غير مقبول للجانب الروسي وإننا مقتنعون بأنه سيكون خطأ، وضارا ويخل بالتوازن السياسي بالكاملquot;.

وفي تطور لاحق فتح الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الباب لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 لكنه أكد مجددًا ان لا مستقبل للأسد. وكانت باريس ترفض في السابق مشاركة إيران في المؤتمر المقترح قائلة ان طهران لا تريد السلام ولكن هذا كان قبل انتخاب حسن روحاني رئيسا جديدا.