حذرت الدول الخليجية رعاياها مرارًا من السفر إلى لبنان أو البقاء فيه نظرًا لتطورات الوضع الأمني فيه. وأخر هذه التحذيرات كان دعوة الطلاب السعوديين إلى المغادرة كما أكد الملحق الثقافي في لبنان مساعد الجراح. ويشمل القرار أبناء الموظفين والعاملين في السفارة السعودية في بيروت.


بيروت: أكد الملحق الثقافي السعودي في لبنان مساعد الجراح، أن quot;الملحقية لن تسمح للطلبة السعوديين في لبنان بالبقاء فيه، نظرا لتطورات الوضع الأمني، والتحذير الذي أطلقه مجلس التعاون الخليجي للمواطنين من السفر إلى لبنان، أو البقاء فيهquot;، مشيرا إلى أن quot;السفارة السعودية في لبنان نبهت على كافة الطلبة المتواجدين بضرورة العودة الى السعوديةquot;.

وأكد الجراح في حديث لصحيفة quot;الوطنquot; السعودية، أن quot;الملحقية تراعي ظروف الطلبة الذين على وشك التخرج، ويصعب عليهم الانتقال إلى دول أخرى للدراسة، ولذلك سمحت لمن لديهم حالات خاصة بالتسجيل في الفصل الصيفي، بشرط أخذ إذن مسبق من الملحقيةquot;، لافتا إلى أن quot;نظام وزارة التعليم العالي يشترط أساسا قضاء الإجازة في السعوديةquot;.

وحول إمكانية عودة الطلبة إلى لبنان في حال تحسن الوضع الأمني لاحقا، أشار الجراح إلى أن quot;ذلك رهن التواصل من قبل الملحقية، ففي حال وجود أي مستجد، سيتم التواصل مع كافة الدارسين، وإبلاغهم بما سيكون عليه الوضعquot;.

وفيما يختص بالبدائل، أكد الجراح أن quot;وزارة التعليم العالي تتيح المجال للانتقال لأي دولة ابتعاث في الجامعات الموصى بها، أو اختيار الابتعاث الداخلي بالسعودية، سواء في الجامعات الأهلية، أو الحكوميةquot;.

ولفت الجراح إلى أن quot;الطلاب بدؤوا بالانصراف إلى السعودية، فيما عدا عدد محدود جدا، ما زال يجري الاختبارات النهائية، وسيعودون بمجرد الانتهاء منهاquot;، مؤكدا أن quot;القرار يشمل كذلك أبناء الموظفين، والعاملين في السفارة السعودية في بيروتquot;.

دعوات متكررة

يذكر أنّ دول مجلس التعاون الخليجي دعت رعاياها مؤخرًا عدة مرات إلى عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم. واكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، أن الدول الست تطلب من رعاياها عدم السفر إلى لبنان أو البقاء فيه حفاظاً على سلامتهم.

وأشار الزياني إلى أن ذلك الطلب يأتي تأكيداً لدعوة معظم دول المجلس مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان نظراً لعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، الأمر الذي يجعل وجود مواطني دول المجلس فيه غير آمن.

كارثة إقتصادية

واعتبر رئيس إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير في 11 حزيران (يونيو) الجاري أن quot;دعوة دول مجلس التعاون الخليجي رعاياهم لعدم السفر إلى لبنان، كارثة إقتصاديةquot;.

ولفت شقير إلى أنّ quot;الكل يعرف أن إقتصادنا مبني على السائح الخليجي والاستثمارات الخليجية وصادراتنا اللبنانية معظمها تتجه الى دول الخليجquot;، قائلاً: quot;لكنني لا ألوم دول مجلس التعاون الخليجي دعوتها مواطنيها بعدم السفر الى لبنان ان كان الشعب اللبناني اليوم يشعر بالخوفquot;.

ولدى سؤاله عن تداعيات القرار على الاقتصاد والسياحة، أشار إلى انه quot;لم يعد يوجد إقتصاد ولهذا السبب تنادت كل الهيئات الاقتصادية والنقابات وكل المعنيين بالشأن الاقتصادي لاطلاق صرخة كبيرة لأن البلد على شفير الانهيار ووضع المؤسسات متعثرquot;.

وتساءل شقير: quot;أين السياحة ان كان بالمعتاد بداية شهر رمضان الذي يصادف في الاسبوع الاول من تموز يغادر السياح العرب اليوم نحن نتخوف من ان لا يحضر المغتربون الناس يتخوفون من حرب أهلية؟quot;