دعا صحافيون وإعلاميون عرب الثلاثاء إلى إطلاق الاعلام العربي نحو آفاق جديدة من الحرية والعمل على ايجاد آلية تلامس خطوات تعظيم الديموقراطية وتصعيد دور مؤسسات الاعلام لتواكب المتغيرات المتسارعة في مجالات تكنولوجيا الاعلام والاتصال.


انطلقت في مركز الحسين الثقافي اليوم الثلاثاء فعاليات الملتقى السنوي الأول لنادي الصحافة الفضائية بمشاركة ممثلي وسائل إعلام أردنية وعربية.
ودعا وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني خلال رعايته، مندوباً عن رئيس الوزراء عبدالله النسور، انطلاق أعمال الملتقى الذي يعقد تحت عنوان quot;نحو أسرة إعلامية واحدةquot; بالتعاون مع جامعة الدول العربية، إلى التفكير بتعزيز التكامل بين وسائل الإعلام بأنواعها وأشكالها بما يخدم عملية التنمية والتحديث استناداً إلى قيم المهنية والموضوعية في العمل الإعلامي.
وقال الدكتور المومني، خلال انطلاق الفعاليات التي حضرها مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل فيصل الشبول، ومدير عام هيئة الإعلام المرئي والمسموع أمجد القاضي، إن وسائل الإعلام الحديث اكتسبت أهمية كبرى لأنها الأسرع والأكثر فاعلية في نقل المعلومة بل وفي صناعة الحدث، إلى جانب مساهمتها في تشكيل وبناء التوجهات والآراء لجيل واسع من أبنائنا، فضلاً عما تلعبه من دور كبير في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول والمؤسسات.

الاعلام الحديث
وأوضح أن الأردن أدرك أهمية الإعلام الحديث، ودوره كجزء لا يتجزأ من منظومة الإعلام الشامل، مشيراً إلى التوجيهات الملكية السامية بإنجاز الاستراتيجية الإعلامية للأعوام 2011 - 2015، والتي أسست لنهج إعلامي أساسه الرؤية الملكية للإعلام التي ترتكز على تعزيز الحرية الإعلامية وتعظيم دور الإعلام في الرقابة.
كما بين أن الأردن خطا خطوات ملموسة للارتقاء بمستوى الإعلام الوطني، إذ يوجد لدينا العشرات من المحطات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة التي ترفد أثيرنا بآراء متبادلة بين تأييد ومعارضة تؤكد أجواء الحرية التي نعيشها وتسهم في تعظيم النهج الديمقراطي وتنمية العمل السياسي.
من جهته، قال رئيس نادي الصحافة الفضائية الدكتور صالح الشادي، إن اختيار الأردن كمنطلق لفعاليات هذا النادي يأتي لما تتمتع به المملكة من مناخ إعلامي متقدم وحالة مثالية من الشفافية غدت مضرب مثل وحديث أمة.
بدوره، قال أمين عام الملتقى عبدالوهاب الفايز إن فضاء الإعلام العربي بحاجة ماسة لتطوير آليات جديدة للتواصل والتفاعل في صناعة الإعلام الذي يقدم بل ويفرض نفسه كأحد أدوات ومحركات التغيير الإيجابي في مستقبل الأمة.

التحديات
وأضاف سنعمل على تحقيق عدد من الأهداف المتمثلة بمناقشة التحديات القائمة والمستقبلية التي تواجه آليات العمل الإعلامي، وإطلاق المبادرات الرائدة في مجال الصحافة والإعلام، وتثبيت طرح ضرورات تطوير معززات المهنية وأخلاقيات العمل الإعلامي بشكل دائم في الملتقيات.
وألقى مدير تحرير صحيفة الجزيرة السعودية منصور الزهراني كلمة باسم أعضاء شرف النادي، قال فيها: إن رسالة الإعلام هي الرسالة الأسمى والأكثر أثر وتأثيراً، مضيفاً إننا نؤمن بأن الإعلامي الشريف هو ضمير الأمة المؤتمن على الحقيقة وإيصالها.

فكر إعلامي
من جهته، أكد مدير إدارة الإعلام في جامعة الدول العربية فالح المطيري أهمية فكرة الملتقى للبناء عليها من أجل الوصول إلى فكر إعلامي عربي مميز يجد مساحة رحبة من التلاقي الإعلامي بين الشعوب العربية.
وقال إن الواقع الجديد الذي تشهده المنطقة العربية يحتاج إعلاماً جديداً برؤية جديدة تتوافق والمعطيات الجديدة المبنية على الشفافية والمهنية وحرية تدفق المعلومات.
وأكد حرص الجامعة العربية على دعم كل جهد إعلامي يكون رافداً للتقارب والتواصل العربي على المستوى الإعلامي.
وتضمنت أعمال اليوم الأول من الملتقى ندوة بعنوان quot;الإعلام بين الواقع والطموحاتquot;، أدارها مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل الشبول، تطرقت إلى أهمية الإعلام والتحديات والصعوبات التي تواجهه، وأهمية التكنولوجيا في هذا القطاع، وأسباب عدم تقدم الإعلام بالشكل المطلوب في قيادة الرأي العام.
كما ناقش المشاركون علاقة الإعلام الخاص بالإعلام الرسمي، وتأثير وسائل الاتصال الاجتماعي على جميع المستويات.

متحدثون
وتحدث في هذه الندوة كل من: مدير إدارة الإعلام في جامعة الدول العربية فالح المطيري، والمستشار الإعلامي لمؤسسة البريد السعودية عمر جستينية، ومدير عام شركة دلتا للإعلام - السعودية سهيل طرابلسي، والمذيعة ومعدة البرامج في القناة الفضائية العربية ميسون عزام، والكاتب الزميل نصر المجالي.
وأكّد الكاتب الصحفي الأردني نصر المجالي أن الإنسان العربي قادرٌ على عمل كل شيء، في كل المجالات في الإعلام والثقافة والسياسة وغيرها، مؤكداً أن الإعلام العربي مشتت ومنهار، وانتهازي، ومهزوم، وغير معطاء، إلا أنه أبدى تفاؤله في أن يجد هذا الإعلام حلاً مع نفسه.
وقالت الإعلامية ميسون عزام: quot;لا يوجد لدينا إعلام عربي، بل يوجد إعلام ينطق باللغة العربية فقطquot;، مؤكدة أن التنافس في الإعلام كان له دورٌ في تطور القنوات الفضائية، مؤكدة أهمية الصحفي المواطن، حيث إنه quot;لم يعد مستقبلاً للرسالة الإعلامية وحسب، بل أيضاً مشارك فيهاquot;.
كما أكّد المستشار فالح المطيري، أهمية وجود إعلام شفاف يشخص الحالة العربية كما هي، خصوصاً أن المواطن العربي ذكي للغاية، ولديه إمكانية كبيرة في الحصول على المعلومة من عدة مصادر، خصوصاً في الوقت الحالي، مؤكداً أن المواطن العربي لديه نظرة سلبية تجاه جامعة الدول العربية، إلا أنهم يحاولون التواصل معهم، للتعريف عن الجامعة.

مغالطات تاريخية
من جهة أخرى قال عمر جستينية إن quot;التاريخ السابق كان فيه العديد من المغالطات، وإن التاريخ سيكتب مرة ثانية، ولكن سيؤخذ هذا التاريخ من كل وجهات النظر، مؤكداً أن quot;الإعلام السعودي ما زال يهرول في الوقت الذي سبقنا فيه غيرناquot;، كاشفاً عن أن quot;بعض الصحف الإلكترونية لا تنقل المعلومة بشكلٍ دقيق، وتحمل العديد من الأخبار غير الصحيحةquot;.
وقال سهيل طرابلسي إن quot;وسائل الإعلام العربية خلطت بين ما هو ثابت ومتغير، وإن الإعلاميين فقدوا جزءاً من سلطتهمquot;، مؤكداً أهمية وسائل الإعلام الجديدة quot;منها شبكات التواصل الاجتماعية، التي كان لها الدور الكبير في تغييرات ليس على مستوى الإعلام، بل على مستوى السلطاتquot;.
وتأسس نادي الصحافة الفضائية مطلع هذا العام بهدف إيجاد أنماط مغايرة من الصحافة التفاعلية تواكب العصر، وتراعي الظروف السائدة بشراكة استراتيجية بين دار المصدر الدولية للإعلام quot;لندنquot; وشركة التطوير الاستراتيجي quot;عمانquot;.
وتتضمن أعمال اليوم الثاني، من الملتقى يوم الاربعاء ندوتين الأولى بعنوان quot;تجارب إعلاميةquot;، والثانية تحت عنوان quot;الإعلام الرياضيquot;.