عادت العلاقات المصرية الاماراتية إلى سابق عهدها بعدما انتهت الأزمة التي كانت بين البلدين، بسبب جماعة الاخوان والرئيس السابق محمد مرسي.


القاهرة: لا يخفى على أحد أن العلاقات المصرية الاماراتية شهدت انتكاسة كبيرة منذ صعد نجم الاخوان، واستلم الرئيس المصري السابق محمد مرسي دفة الحكم.

وليس أدل على هذه الانتكاسة أكثر من تغريدات القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، الذي هاجم الاخوان المصريين وحكمهم بأشد العبارات، وهجاهم يوميًا تقريبًا، ولا أكثر من المحاكمة العلنية في أبو ظبي لتنظين الاخوان الاماراتي، الذي أراد قلب نظام الحكم في الامارات، مستفيدًا من علاقات خارجية، أولها لتنظيم الإخوان في مصر.

إلا أن سقوط الاخوان المسلمين في مصر، ورحيل مرسي عن سدة الرئاسة المصرية، قلبا المسألة رأسًا على عقب، وغيرا الموقف الاماراتي من مصر.

تهنئة إماراتية

في هذا الاطار، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الامارات، إن بلاده تربطها بمصر علاقات أخوية وتاريخية، quot;وتتطلع دائمًا الى تطوير وترسيخ هذه العلاقات في جميع المجالات، لما فيه مصلحة البلدين وخير شعبيهماquot;، وذلك في برقية تهنئة إلى المستشار عدلي منصور، بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسًا انتقاليًا لمصر.

أضاف: quot;دولة الإمارات تتطلع إلى أن يتحقق للشعب المصري كل ما يصبو إليه من استقرار وازدهارquot;, متمنيًا لمنصور التوفيق والنجاح في مهمته التاريخية.

وتابع قائلًا: quot;لقد تابعنا بكل تقدير وارتياح الإجماع الوطني الذي تشهده بلادكم، والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدوليquot;.

أما وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، فقال إن الإمارات تنظر بارتياح إلى تطورات الأوضاع في مصر، انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين.

وأضاف، في بيان رسمي إن الامارات على ثقة تامة بأن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر الشقيقة، وأن ينطلق بها إلى مستقبل آمن وزاهر، وأن تاريخ مصر العريق ومساهماتها الأساسية في الحضارة الإنسانية ودورها المحوري على الصعيدين العربي والإسلامي كل ذلك كفيل بأن يوفر لشعبها ركيزة قوية لبناء مستقبل مزدهر يقودها الى ما يتطلع إليه شعبها الشقيق من تقدم واستقرار. وأكد آل نهيان أن الامارات تتطلع لتعزيز علاقاتها مع مصر، حكومة وشعبًا، والمضي بها قدمًا إلى المزيد من التعاون الوثيق في مختلف الميادين، وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.

سحابة صيف

من الناحية المصرية، قال تامر منصور، السفير المصري في الامارات، إن موقف الامارات، الذي عبر عنه رئيسها الشيخ خليفة بن زايد، سيدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، ترتقي الى مستواها التاريخي من العلاقات الأخوية والإنسانية الراسخة، التي تمثل للبلدين ضرورة أمنية وضرورة تنموية مشتركة، بعد سنة مظلمة حاول البعض فيها عزل مصر عن حضن أمتها العربية ومحيطها الاقليمي وسياقها الحضاري والدولي.

كما أكد منصور أن هذه العلاقات ستعود فورًا إلى سيرتها الطبيعية الأولى، خاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياسي والاستراتيجي في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح منصور في حديث صحفي أن الامارات لم تتخل عن الشعب المصري طوال تلك السنة، وحرصت على علاقتها مع مصر ووضعتها فوق كل الصغائر والأحقاد التي صدرت في خلال هذه السنة الصعبة والمؤلمة، إنطلاقًا من يقين القيادة الاماراتية الرشيدة وتقدير موقفها السليم بأن هذه السنة ما هي الا سحابة صيف.

وأكد منصور أن مبادرة الشيخ خليفة خلال تلك السنة بالإفراج عن 103 سجناء مصريين، ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة، والتكفل بتسديد الالتزامات المالية التي ترتبت عليهم تنفيذًا لتلك الأحكام، كانت من أسعد الأخبار التي أثلجت صدور المصريين.