في غمرة التظاهرات التي تحشدها جماعة الإخوان المسلمين للاحتجاج على عزل الرئيس محمد مرسي والتظاهرات المضادة تأييدًا لعزله، كشف مسؤولون في الجماعة أنّ دبلوماسيين أميركيين حاولوا اقناعها بقبول عزله.


اتصل دبلوماسيون أميركيون بقادة الإخوان في مصر محاولين اقناعهم بالعودة إلى العملية السياسية في إطار تحرك بدأه الأميركيون قبل عزل الرئيس محمد مرسي، كما أكد قيادي في جماعة الإخوان مطلع على هذه الاتصالات لصحيفة نيويورك تايمز طالبًا عدم ذكر اسمه.

شرعنة الإنقلاب!

وقال المسؤول إن الأميركيين quot;يطلبون منا شرعنة الانقلابquot; محذرًا من أن القبول بعزل رئيس منتخب يعني موت الديمقراطية المصرية. وامتنعت السفارة الأميركية في القاهرة عن التعليق على ما قاله القيادي الاسلامي.

في هذه الاثناء انسحب حزب النور السلفي من المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة بسبب الأحداث التي جرت امام نادي الحرس الجمهوري في القاهرة. وكشف الاختلاف على خيار رئيس الحكومة وجود انقسامات بين القوى السياسية الصاعدة حديثًا.

وكانت وسائل اعلان نقلت عن متحدث باسم الرئيس الموقت عدلي منصور quot;الاتجاهquot; إلى تعيين منسق جبهة الانقاذ الوطني ومؤسس حزب الدستور محمد البرادعي بمنصب نائب رئيس الجمهورية وتكليف الرئيس السابق لهيئة الاستثمار المصرية ورئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي المصري زياد بهاء الدين برئاسة الحكومة.

وقال متحدث باسم الحزب الاجتماعي الديمقراطي إن بهاء الدين خارج مصر وهو يدرس التكليف. ويعني الخلاف على رئيس الحكومة بقاء مصر بلا حكومة عاملة منذ يوم الأربعاء حين اعلن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي عزل مرسي.

فراغ السلطة

واثار فراغ السلطة بلبلة وتكهنات بشأن الجهة المسؤولة عن صنع القرارات وخاصة فرض الأمن والقانون. ومنذ عزل مرسي تواصل جماعة الإخوان المسلمين التظاهر في ميدان رابعة العدوية وسط القاهرة وامام مقر الحرس الجمهوري مطالبة بإعادة مرسي إلى منصبه.

وسعى قادة الإخوان المسلمين إلى اقناع العالم بأن عزل مرسي غير قانوني ولا يمكن تبريره أو الدفاع عنه. ولوحوا بتصعيد الاحتجاجات في سائر انحاء مصر.

وتعهد مسؤولون في الجماعة بأن تحمل تظاهراتهم المتواصلة الجيش على اطلاق سراح مرسي مؤكدين أن لا احد سواهم يتفاوض حول تشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد إن لا خيار امام الجيش سوى الامتثال لمطلب الإخوان.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الحداد قوله quot;نحن نصعِّد كل بضعة ايام باحتجاجات في انحاء البلاد. وأننا قادرون لوجستيًا على الاستمرار في ذلك اشهرًا كاملةquot;. وقال الحداد إن الاحتجاجات نفسها ستتحول إلى اماكن تجمع واعتصام خلال شهر رمضان.

ولتأكيد شرعية الرئيس السابق وحكم جماعة الإخوان المسلمين نفسها بعث حزب الحرية والعدالة جناحها السياسي برسالة على البريد الالكتروني إلى وسائل الاعلام العالمية تتضمن حسابات رياضية قال إنها تشير إلى أنه حشد نحو خمسة ملايين مؤيد في القاهرة.

وكثفت القوى المؤيدة لعزل مرسي جهودها من أجل تحشيد التأييد الدولي لهذه الخطوة. وظهر العديد من المسؤولين المصريين السابقين والحاليين على قنوات تلفزيونية أميركية يوم الأحد ليؤكدوا أن ما حصل ليس انقلابًا عسكريًا سيترتب عليه بموجب القانون الأميركي قطع 1.5 مليار دولار من المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر سنويًا.

التدخل أو الفوضى

وقال نبيل فهمي، سفير مصر السابق في واشنطن، في مقابلة مع شبكة ان بي سي: quot;إن الجيش كان بين خيار التدخل أو الفوضىquot;. وفي القاهرة احتشد مئات الآلاف المناوئين للرئيس المعزول في ميدان التحرير وخارج قصر الإتحادية الرئاسي، فيما قال محتجون إنها تظاهرة جماهيرية تدحض دعاوى الشرعية التي يطلقها مؤيدو مرسي.

وبدا أنّ كثيرين من المشاركين في هذه التظاهرات احتشدوا لا لمواجهة الاسلاميين وانما ليثبتوا امام المصريين والعالم أن اعدادهم أكبر. وقال محتجون عدةإنهم حضروا ليشكروا الجيش على عزله مرسي. ورفع كثيرون صور الفريق السيسي أو لافتات تحيي الجيش المصري.

ولكن في زقاق قرب ميدان التحرير تحدثت مجموعة من المتظاهرين الشباب عن تداعيات الأزمة التي لم تنتهِ قطعًا بعزل مرسي. وهم كلهم ناشطون منذ فترة طويلة ولديهم اصدقاء قُتلوا في الاحتجاجات ضد نظام حسني مبارك والمرحلة الانتقالية. واصبحت احاديثهم الآن مع الإخوان المسلمين، الذين تسلموا مقاليد الحكم، سجالات محتدمة.

وقالت مي مندور (23 عامًا) وهي طالبة تدرس القانون quot;إن الجميع قلقون من اندلاع حرب اهليةquot;.