أعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قبوله قرار برلمان الإقليم بتمديد ولايته لعامين آخرين، لكنّه قال إنه لن يصادق على القرار، لأنه لا يؤيد شكل ومضمون القانون ولذلك لم يوقّع عليه في محاولة لإرضاء معارضيه ومؤيديه.


لندن: أشار مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، في خطاب موجّه لمواطني اقليم كردستان العراق الليلة، إلى انه قرر بعد التشاور مع أغلبية القوى والأطراف السياسية الكردستانية، قبول قانون تمديد فترة رئاسته لولاية ثالثة، امدها عامين آخرين وقال quot;لكن عدم الرفض لا يعني انه يؤيد شكل ومضمون القانون، ولذلك لم يوقع عليهquot;. وأكد أنه سوف يسلّم الأمانة إلى شخصية أخرى مع الوصول إلى توافق حول مشروع دستور الإقليم وايجاد الية لانتخاب رئيس قادم للاقليم.
وقال بارزاني quot;أنا الآن أمام مهام التحالف الموجود بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي والذين قررا بالتعاون مع العديد من الأحزاب والقوميات في برلمان كردستان تمديد فترة رئاسة إقليم كردستان كما أنا اليوم أمام مسؤولية اخلاقية ومجموعة من المهام والعمل المشترك الطويل مع الأخ العزيز مام جلال (الرئيس جلال طباني) ووفاء للمسيرة التي بدأناها واستمراراً لنتائجها الايجابية وانشاء الله يعود مام جلال إلى كردستان بفرح وسعادة، ولكي يرى كل شيء مستقراً وأنا افهم جيداً في نفس الوقت مهام الاتفاق الستراتيجي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني وفي الحقيقية هذا الاتفاق ساهم في بناء واستقرار وتطوير اقليم كردستان بشكل كبير كما كان عاملاً مهماً في ان يكون للكرد مشاركة فعالة في التطورات العراقية والإقليمية والآن والأخ مام جلال ليس موجوداً في كردستان لأسباب صحية أشعر بمسؤولية وثمة مهمة يجب ان انجزها أنا لحماية وتقوية التحالف وكوفاء للعمل المشترك والنضال المشترك والتعاون الطويل بيننا من أجل شعبنا وبلدناquot;.
واضاف أنه احترامًا لأصوات أغلبية الكتل البرلمانية ولعدم إحراجها quot;أعلن لشعب كردستان الحبيب أنني سأقوم بآداء المهام الملقاة على عاتقي بصورة مؤقتة، لحين مباشرة الدورة الرابعة لبرلمان كردستان بعملها والتوصل إلى توافق، ومنذ الآن اطالب رئاسة الدورة المقبلة لبرلمان كردستان بالعمل بصورة سريعة في ضوء الرسالة التي أرسلتها إلى رئاسة الدورة الحالية لبرلمان كردستان في 12/6/2013 ولإيجاد آلية خلال أقل من عام للوصول إلى توافق لتعديل الدستور وآلية لإنتخاب رئيس إقليم كردستانquot;.
جلسة صاخبة للتمديد
وكان برلمان اقليم كردستان العراق صوّت في جلسة صاخبة في الثلاثين من الشهر الماضي على تمديد رئاسة بارزاني للإقليم عامين تستمر حتى 2015. وشهدت الجلسة تبادلًا للكمات وتراشقًا بزجاجات المياه بين النواب. كما وافق البرلمان على تمديد الدورة البرلمانية الحالية حتى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وقال البرلمان الذي يضم 111 نائبًا في قراره إنه وفقاً لهذه المصادقة فقد تم تمديد فترة عمل برلمان كردستان لغاية تشرين الثاني المقبل شرط اجراء انتخاباته في 21 ايلول (سبتمبر) المقبل وانتخابات رئاسة إقليم كردستان بعد عامين، ولا يجوز تمديد رئاسة بارزاني بعد العامين هذين اللذين سيتم خلالهما تعديل دستور إقليم كوردستان. ووفقاً لذلك ستنتهي الولاية الثالثة لبارزاني هذه في 19 آب (أغسطس)عام 2015.
وقد جرى التصويت بغياب حركة التغيير المعارضة التي رفضت بشدة التمديد لبارزاني وكانت تعد لترشيح منافس له في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 21 ايلول.
وقبل التصويت على قرار التمديد لبارزاني عامين جديدين، اندلعت خلال جلسة البرلمان اشتباكات بالأيدي وزجاجات المياه اثر مطالبات بتأجيل اقتراح للتمديد عامين لبارزاني. وأوضح مصدر مسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، عن اتفاق بين حزبه والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على تأجيل انتخاب رئيس الإقليم المقرر في 21 ايلول (سبتمبر) المقبل لمدة عامين.
وكان برلمان الإقليم أقر دستورًا خاصًا بالإقليم عام 2009 ولكنه لم يطرح على استفتاء بسبب مطالبة المعارضة بتعديل بند يتيح لرئيس الإقليم الترشح لدورتين متتاليتين ما يعني ان اجراء الاستفتاء من دون تعديل سيمنح مسعود بارزاني حق الترشح لدورتين رئاسيتين الامر الذي ترفضه المعارضة.
وغالباً ما تتخذ الكتل السياسية المعارضة، وأبرزها quot;التغييرquot; بزعامة نشيروان مصطفى وquot;الاتحاد الاسلاميquot; وquot;الجماعة الاسلاميةquot; موقفًا موحدًا حيال القرارات التي يتخذها الحزبان الرئيسيان في الإقليم.
واليوم الاحد شهدت جلسة برلمان كردستان في اربيل اشتباكاً بالأيدي بين عدد من نواب الاتحاد الوطني الكردستاني وآخرين من حركة تغيير بالمعارضة لدى مناقشة موضوع الانتخابات المقررة في اقليم كردستان ومسألة التمديد لبارزاني، وذلك حين بدأ الامر بمشادة كلامية بين عضو تغيير عبدالله ملا نوري واعضاء من الاتحاد الوطني بسبب تأييد اعضاء حزب طالباني ولاية ثالثة لبارزاني واعتراض تغيير على ذلك.. ثم تطورت المشادة لاحقاً إلى عراك بالايدي.
بارزاني سيرة كفاحية طويلة بحثًا عن الاستقلال
ومسعود ملا مصطفى بارزاني من مواليد 16 آب (أغسطس) عام 1946 في مدينة مهاباد بكردستان إيران. وكان لبارزاني دور رئيس في معظم الاحداث السياسية للعراق الجديد بعد سقوط صدام عام 2003، وأيضاً في تأسيس مجلس الحكم العراقي، والذي أصبح عضواً فيه، وفي ما بعد رئيساً له.
وفي 12 حزيران (يونيو) عام 2005 انتخب مسعود بارزاني كأول رئيس لإقليم كردستان من قبل المجلس الوطني الكردستاني العراقي.
وفي الانتخابات الثانية التي جرت في إقليم كردستان في 25 تموز (يوليو) عام 2009 حصل مسعود بارزاني على نسبة 70% من أصوات الناخبين، وبذلك انتُخب للمرة الثانية رئيسًا للإقليم وبصورة مباشرة من قبل مواطني الإقليم.
وبارزاني متزوج منذ عام 1965 وهو أب لثمانية أولاد... ويتقن اللغات الكردية والعربية والفارسية بطلاقة ولديه المام باللغة الإنكليزية في المحادثة.