روما: اطلق حزب سيلفيو برلوسكوني حرب اعصاب مع الحزب الديموقراطي، كبرى قوى اليسار الايطالي، بعد ادانة رئيس الوزراء السابق بتهمة التهرب الضريبي، ما يعرض للخطر حكومة الائتلاف بين اليمين واليسار.

وقرر نواب حزب شعب الحرية بزعامة برلوسكوني مساء الجمعة تسليم استقالتهم الى قادة كتلتهم للضغط على رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو من اجل ان يصدر عفوا رئاسيا عن برلوسكوني.

وطالب برلوسكوني الجمعة بquot;اصلاح حقيقي للقضاءquot; في خطاب موجه الى نواب حزبه خلال اول لقاء مع مناصريه بعدما ثبتت محكمة التمييز الحكم الصادر بحقه بالسجن سنة مع النفاذ.

وقال quot;لا يمكننا التهرب من واجب اجراء اصلاح حقيقي للقضاء واننا مستعدون لانتخاباتquot;.

غير ان برلوسكوني نفسه خفف من نبرته الهجومية.

وقال quot;لا اعتقد ان علينا المضي نحو حل فوري. دعونا نفكر في افضل وسيلة للحصول على انتخابات والفوز فيهاquot; مبعدا ضمنا احتمال سقوط الحكومة.

ولا شك انه ليس من مصلحة برلوسكوني في الوقت الحاضر ان يتسبب بسقوط الحكومة لان حكم السجن الصادر بحقه لادانته بالتهرب الضريبي يمنعه من الترشح لانتخابات تشريعية خلال السنوات الست المقبلة.

واعلن حزب شعب الحرية عن تظاهرة دعم لرئيس الوزراء السابق الاحد غير ان اختيار مكان التجمع في شارع بليبيسيتو قبالة مقر برلوسكوني في روما يشير الى ان اليمين لا يعتزم على ما يبدو تعبئة الالاف ولا يرغب في قطيعة نهائية.

وقال جورجيو ستراكادانيو القريب من برلوسكوني ان رئيس الوزراء quot;وجه من خلال خطابه الى النواب رسالة الى معسكره، الى ناخبيه، الى عائلته السياسية: ما زلت انا من يتولى القيادة ويملي الخطquot; الواجب اتباعه، بحسب ما نقلت عنه صحيفة لا ستامبا.

وتابع انه quot;في ما يتعلق بالاهداف السياسية، يكفي ذكرها حتى لو لم يتم بعد ذلك اتخاذ اي خطوات لتحقيقها، وذلك بدءا بسقوط الحكومةquot;.

واثارت تهديدات اليمين ردود فعل في صفوف الحزب الديموقراطي.

وقال ستيفانو فاسينا نائب وزير الاقتصاد واحد قادة الحزب الديموقراطي quot;ان كان وزراء شعب الحرية واثقين من صوابية مواقفهم، ليس عليهم في هذه الحالة الا ان يستقيلوا. كفى تهديدا وابتزازاquot;.

وقال غييلمو ايبيفاني سكرتير الحزب الديموقراطي quot;يجدر بهم ان ينسوا مسالة اصلاح القضاء مثلما يطالب بها شعب الحريةquot;.

ورأى ايبيفاني ان quot;حزب شعب الحرية يريد ان يلقي علينا مسؤولية سقوط الميثاق الحكومي في حين انهم هم من يريد ذلكquot;.

وتابع quot;علينا ان نبقى هادئين ونستعد لكل الاحتمالات. يجب الا يتم استدراجنا الى معركة، بل ان نبقى على استعداد للرد على كل خطوة في حال تجاوزوا الحد المقبولquot;.

غير ان اصواتا معتدلة ارتفعت من الطرفين وقال وزير الاصلاحات غايتانو كواليارييلو العضو في حزب شعب الحرية ان quot;سيلفيو برلوسكوني قال لنا ان البلاد لها الاولوية، وانه لن يتم بالتالي اتخاذ قرار متسرعquot;.

وقال لويجي زاندا رئيس كتلة الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ quot;وسط اخطر ازمة اقتصادية واجتماعية في حقبة ما بعد الحرب .. ان ايطاليا الوسط واليمين واليسار بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى البقاء موحدةquot;.

وكتب فيروتشيو دي بورتولي مدير صحيفة كوريري ديلا سيرا في افتتاحية السبت quot;ان الانفعال هو الذي غلبquot; معتبرا ان quot;ايطاليا بحاجة ماسة الى عدم اعطاء صورة للعالم وكأنها سفينة جانحةquot;.