اسطنبول: أمر القضاء التركي الاثنين بالافراج عن 21 متهمًا، واسقاط عنهم التهم في قضية شبكة ارغينيكون، التي اتهمت بالتآمر للاطاحة بالحكومة الاسلامية المحافظة، التي يراسها رجب طيب اردوغان، في محكمة سيليفري.

ويتوقع ان تعلن محكمة سيليفري قرب اسطنبول في وقت لاحق الاثنين احكامًا بحق عشرات المتهمين الاخرين المعتقلين منذ 2007 والمشتبه في تورطهم في محاولة انقلاب ضد النظام التركي. وتأخرت الجلسة التي افتتحت الاثنين في الساعة 6,30 تغ، ساعتين.

ويعتقل عشرات المتهمين، وبينهم جنرالات وصحافيون وزعماء عصابات اجرامية منذ 2007، ويحاكمون منذ تشرين الاول/اكتوبر 2008 في اطار هذه القضية، التي نددت بها المعارضة العلمانية، واعتبرتها تهدف الى اسكات الانتقادات ضد رئيس الوزراء.

باشبوغ من قائد سابق للجيش إلى متهم بالإرهاب
يذكر أن قائد الجيش التركي السابق ايلكر باشبوغ، ارفع ضابط يحاكم في قضية التآمر لقلب الحكومة الاسلامية المحافظة، عسكري محترف تدرب في بريطانيا وحلف شمال الاطلسي. وقد يواجه باشبوغ السجن مدى الحياة اذا ادين الاثنين.

وهذا الجنرال السابق، البالغ من العمر 70 عاما، قاد الحملة العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني لفترة طويلة، ليجد نفسه بعد تقاعده متهمًا هو نفسه بقيادة مجموعة إرهابية. وباشبوغ هو احد 275 شخصًا تجري محاكمتهم بتهم مرتبطة بمحاولة انقلاب لاطاحة الحكومة.

ويقول مراقبون ان باشبوغ ليس متطرفًا، موضحين انه دافع عن معالجة معتدلة لقضية حزب العمال الكردستاني عندما كان رئيسًا للاركان، ويميل سياسيا الى حزب معارض من يسار الوسط. وصرح رئيس مركز اسطنبول لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية سنان اولغن في مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس quot;انه ليس من الصقورquot;.

وباشبوغ المولود في افيون قره حصار غرب تركيا في 1943، تخرج من الكلية العسكرية في 1962، ثم من مدرسة المشاة بعد سنة من ذلك، كما ورد في نبذة على الموقع الالكتروني للحلف الاطلسي. وفي 1973، تخرج من الكلية الحربية، وعمل لاحقا في قسم الاستخبارات لدى الحلف الاطلسي.

درس باشبوغ في كلية المملكة المتحدة للاركان (يونايتد كيندوم ارمي ستاف كوليج) وفي معهد الدفاع التابع للحلف الاطلسي، قبل ان تتم ترقيته الى رتبة بريغادير جنرال (عميد) في 1989، حسب المصدر نفسه. واصبح برتبة جنرال (لواء) في 2002، ثم تولى في آب/اغسطس 2008 قيادة الجيش التركي، الذي يضم 515 الف رجل، وهو ثاني اكبر قوة في الحلف الاطلسي بعد الجيش الاميركي. وبقي في منصبه هذا حتى تقاعده بعد سنتين من ذلك.

اعتقل باشبوغ في كانون الثاني/يناير 2012، وسجن منذ ذلك الحين بتهمة قيادة مجموعة ارهابية تسعى إلى اطاحة حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وقال باشبوغ في افادته الاولى امام المحكمة في العام الماضي ان quot;توجيه اتهامات الى قائد جيش كهذا بتشكيل وقيادة منظمة امر مضحك مبكquot;. واكد quot;التزمت طوال عملي بالقانون والدستورquot;.

ويقول مراقبون ان قيادة باشبوغ من 2008 الى 2010 تزامنت مع تراجع في حدة النزاع الكردي، الذي تصاعد مجددا بعد رحيله.
وقال اولغن ان باشبوغ quot;ادلى بتعليقات بناءة جدا حول المسألأة الكرديةquot;. ففي 2009 مثلًا، دعا باشبوغ انقرة الى العمل ليحظى مواطنوها الاكراد بـquot;فرص متساويةquot; ولتغيير نظرتهم الى انفسهم على انهم quot;ضحاياquot;.

وقال الاستاذ الجامعي احمد اينسل، الذي الف كتابين عن القوات المسلحة التركية، انه لا يعتبر باشبوغ بين الجنرالات المتشددين الذين ساهموا في 1997 في اسقاط حكومة نجم الدين اربكان الاسلامية. واضاف انه quot;جنرال حاول ابقاء الجيش في ثكناتهquot;.

وتابع ان باشبوغ كان معروفا بميله الى اكبر احزاب المعارضة حزب الشعب الجمهوري، مع انه لم يعبّر يومًا علنا عن دعمه لهذا الحزب، الذي اسسه مصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، الذي ارسى قيم العلمانية في الجيش. ويقول المراقبون ان باشبوغ المعتدل في معظم القضايا، اجبره تصميمه على الدفاع عن الجيش بوجه تهم محاولات الانقلاب، على تبني بعض المواقف المتشددة.

ففي بداية 2007، دافع عن اوائل الضباط الذين اتهموا بتدبير محاولة انقلاب. وعندما عثرت الشرطة على مخبأ للاسلحة خارج اسطنبول، نفى باشبوغ ان تكون هذه الاسلحة عائدة للجيش، وقال ان اكثر من عشرين قطعة سلاح خفيف مضاد للدبابات لم تكن سوى quot;انابيبquot;.

وقال اينسل quot;يبدو انه شخص مستعد لقول اي شيء ليدافع عن الجيشquot;. واكد الادعاء ان باشبوغ وضباطا آخرين خططوا لانشاء مواقع الكترونية لنشر دعاية ضد الحكومة بهدف زعزعتها، وهي اتهامات نفاها.

لكن الحديث عن مؤامرات عسكرية لا يمكن تجاوزه بسهولة في تركيا التي شهدت ثلاثة انقلابات قام بها الجيش في 1960 و1971 و1980. وقد اضعف الصراع على السلطة الجيش. فحملات التوقيف والاحكام القضائية والمراجعات الدستورية ادت الى الحد من نفوذه. وباشبوغ متزوج، ولديه ولدان.