وكان في استقبال الأمير سلمان نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداق، ونائب والي أنقرة محمد علي اولثاث، وسفيرا البلدين، وسفراء الدول العربية والاسلامية، ونائب رئيس الاركان السعودي الفريق عبدالعزيز الحسين، والملحق العسكري في تركيا العميد محمد الشهيل.
وفي مستهل زيارته أكدالأمير سلمان أنها تأتي استمراراً لنهج التواصل والرغبة المشتركة في تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال ولي العهد السعودي: quot;يطيب لي ونحن نصل إلى الجمهورية التركية الشقيقة أن أعبر عن بالغ سروري لهذه الزيارة، وأن أنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى أخيه الرئيس عبدالله غول رئيس جمهورية تركيا، وإلى دولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وتمنياته للشعب التركي الشقيق بمزيد من التقدم والازدهارquot;.
وأضاف quot;لقد كان للزيارتين التاريخيتين لخادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية تركيا عامي 1427هـ و 1428هـ، أكبر الأثر في إحداث نقلة متميزة في جميع المجالات، وعلى مختلف الصعد في العلاقات السعودية التركية.
وتأتي هذه الزيارة استمراراً لنهج التواصل والرغبة المشتركة في تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشتركquot;. وختم تصريحه قائلاً: quot;أود أن أعرب عن الشكر والامتنان على ما لقيناه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال التي تعكس مدى عمق الروابط والعلاقات بين بلدينا القائمة على الأخوة والأواصر التاريخية والثقافية المشتركةquot;.
أزمة سوريا
وتستمر زيارة الأمير سلمان إلى تركيا يومين، يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين الأتراك في مقدمتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لبحث الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني. وسيكون على جدول مباحثات ولي العهد السعودي مع المسؤولين الأتراك الكثيرمن القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ويُنتظر أن يسعى الطرفان للبحث عن حلول، ولا سيما في ما يتعلق بالملف السوري.
وتبدو مواقف البلدين من الملف السوري متقاربة إلى حد بعيد ويدعوان إلى إيجاد حل سريع وعاجل للأزمة، وقد اتفقا على ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد باعتباره أصل المشكلة، ومن المرجّح أن يطلقا نفس الدعوة في ختام زيارة الأمير سلمان.
وكان اجتماع رباعي عقد أواخر العام الماضي في القاهرة بمشاركة ممثلين عن السعودية وتركيا ومصر وإيران، وصممت خلالها الرياض وأنقرة على ضرورة تنحي الأسد باعتبار ذلك الطريق الوحيد لحل الأزمة ووقف نزيف الدماء في سوريا.
لكن المملكة آثرت بعد ذلك الانسحاب من اللجنة واعتبرت أن المضي في هذه المبادرة غير مجدٍ في الوقت الحالي ولا توجد ثمار متوقعة من ورائها، وذكرت مصادر وجود اختلاف في الرؤى بين القاهرة والرياض، حيث أن المملكة تتهم إيران بأنها جزء من هذه الأزمة ومسؤولة بصورة مباشرة عن إزهاق أرواح الشعب السوري، في حين ترى مصر أن مشاركة إيران جزء من حل الأزمة.
تنسيقسعودي تركي
وتسبق زيارة الأمير سلمان إلى تركيا اجتماعات مؤتمر جنيف الخاص بالشأن السوري. وسيعمل البلدان على التنسيق بشكل جيد له في ظل الانقسامات في الرؤى، بفعل الموقف الروسي المتصلب، والذي يعرقل أي مساعٍ حقيقية لحل الأزمة، كما يرى الكثير من المراقبين.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد ضرورة إشراك إيران في المؤتمر المزمع عقده الشهر المقبل، وهو ما تطلّب على ما يبدو تنسيقاً سعودياً تركياً للخروج بموقف مشترك قد يسهم في وضع حل للأزمة.
كما سيبحث الأمير سلمان مع مضيفيه الأتراك ملف المفاعل النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، ومشاريع الاستيطان والتهويد للأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما في القدس المحتلة والانتهاكات والمخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
تطور العلاقات
وشهدت العلاقات السعودية التركية تطورًا على أصعدة متنوعة بوتيرة متسارعة ولعبت الاتصالات والزيارات الرسمية المتبادلة على أعلى المستويات دورًا كبيرًا في تعزيز وتنويع التعاون بين الجانبين. ووصل التبادل التجاري بين البلدين إلى قرابة 8 مليارات دولار، وتبلغ الصادرات التركية إلى المملكة بحدود 3.3 مليارات دولار، أما الصادرات السعودية إلى تركيا فهي بحدود 4.8 مليارات دولار.
وبلغ عدد الشركات السعودية في تركيا 350 شركة فاقت استثماراتها 1.6 مليار دولار، مقابل 938 مليون دولار حصة الشركات التركية في الاقتصاد السعودي، فيما يعيش ويعمل في المملكة أكثر من 100 ألف مواطن تركي، يشكلون جسرًا قويًا ومستمرًا للصداقة بين البلدين.
التعليقات