بينما تجري اتصالات كثيفة وراء الكواليس في عواصم غربية وعربية مهمة لإنجاح مساعي مؤتمر quot;جنيف 2quot; للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، بدأ quot;شبحquot; إيران في الأفق يخيّم على محاولات انعقاد المؤتمر، إذ ترفض باريس مشاركة طهران، بينما تدفع روسيا بقوة باتجاه هذه المشاركة، في حين تؤكد الولايات المتحدة أنها لا تستبعد أو تشترط وجود أي طرف في المؤتمر.
نصر المجالي: في الوقت الذي قالت فرنسا يوم الجمعة إنها ستعارض مؤتمر السلام المقترح بشأن سوريا، فإن نائب رئيس الأركان في الجيش الإيراني، الجنرال مسعود جزائري، أعلن عن وجود ما وصفها بـquot;المساعي الحثيثةquot; لتشكيل قوات عسكرية تتولى حماية quot;المراقد والمقامات المقدسةquot; الشيعية في سوريا، مشيرًا إلى أن المنطقة مُقبلة على quot;تغييراتquot; سيمر جزء منها في هضبة الجولان، التي قال إن quot;تحريرها ليس بالأمر المتعذرquot;.
جاءت تصريحات الجنرال الإيراني لتؤكد كل التقارير التي تتحدث على الدوام عن تدخل إيراني سافر في تطورات الأزمة السورية المشتعلة منذ عامين.
تحرير الجولان ممكن
وقال الجنرال في مقابلة مع فضائية quot;المنارquot; اللبنانية، التابعة لحزب الله، والتي عرضت مقتطفات منها عبر موقعها الإلكتروني، quot;عليّ أن أقول إنه من الناحيتين العسكرية والأمنية، فإن تحرير الجولان ليس بالأمر المتعذر، وهو أمر يمكن أن يحصل، ويبدو أننا خلال أشهر ليست كثيرة سنشهد تغييرًا جذريًاquot;.
وتتهم المعارضة السورية طهران بدعم نظام الأسد بالمال والسلاح، وكذلك من خلال الخبراء في الشأن العسكري، كما سبق لحزب الله اللبناني أن أقرّ بوجود عناصر تابعة له تقاتل في سوريا، ورأى أن انتشار بعضها حول مقامات يقصدها الشيعة في البلاد يساهم في quot;منع الفتنةquot;، وفق تعبير أمينه العام، حسن نصرالله.
تابع الجنرال جزائري قائلًا: quot;خلال هذا الوقت سنشهد قيام سوريا الحديثة، سوريا الجديدة ستكون بداية لمقاومة جديدة، وستكون لديها رسالة لصمود الشعب في المنطقة، وسوف نلاحظ تغييرات كبيرة في المنطقة، جزء منها سيمر من الجولان إن شاء اللهquot;.
ولدى سؤال مذيعة القناة له عن مدى صحة تشكيل قوات للدفاع عن المراقد أو المقامات المقدسة في سوريا، قال جزائري: quot;نعم هناك مساع حثيثة في هذا الاتجاه، وهي تتسع يومًا بعد آخرquot; من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
فيتو فرنسي
إلى ذلك، قالت فرنسا يوم الجمعة إنها ستعارض مؤتمر السلام المقترح بشأن سوريا إذا دعيت إليه إيران، الحليف الإقليمي للرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما ألقى بظلاله على المبادرة التي ترعاها الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وستستضيف العاصمة الأردنية عمّان يوم الأربعاء المقبل اجتماعًا، بشارك فيه 11 وزير خارجية (مجموعة أصدقاء سوريا) لبحث أجندة عمل مؤتمر quot;جنيف 2quot;.
لم يتم الاتفاق بعد على موعد للاجتماع الدولي، الذي يبدو أنه يواجه عقبات متزايدة. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، وقال إن المؤتمر يجب أن يتم بأسرع ما يمكن.
وتوخى زعماء غربيون الحذر بشأن الآمال في تحقيق أي انفراجة خلال المحادثات المقررة في جنيف، ومن الممكن أن تؤدي رغبة روسيا في حضور إيران إلى تعقيد الأمور.
غير مرغوب فيها
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحافيين في باريس متحدثًا بشأن الجهات التي ينبغي أن تحضر إلى المؤتمر quot;ليست إيران على حد علمنا. المعرّض للخطر هو الاستقرار الإقليمي، ولا يمكننا تصوّر كيف أن دولة تمثل تهديدًا لهذا الاستقرار يمكن أن تحضر إلى هذا المؤتمرquot;.
بعيدًا عن السؤال بشأن الدول التي ستحضر المؤتمر، لم يتضح بعد ما إذا كان طرفا الصراع في سوريا سيقبلان به. وفي السابق طالبت المعارضة السورية الرئيسة - التي يتوقع أن تقرر موقفها في الأسبوع المقبل - برحيل الأسد قبل أية محادثات.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله بشأن اقتراح عقد المؤتمر قائلًا: quot;يجب ألا نفقد القوة الدافعةquot;. وأضاف عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف quot;هناك آمال كبيرة في أن يعقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكنquot;.
ما بين 10 و15 يونيو/حزيران
وقال دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة في نيويورك إن الموعد المستهدف للمؤتمر هو الفترة من العاشر وحتى الخامس عشر من يونيو/ حزيران، لكن الأمر يتوقف على استعداد الطرفين السوريين، وتتمثل خطة بديلة في عقد مؤتمر دولي، ثم اجتماع السوريين في وقت لاحق عندما يكونون مستعدين.
وتحدث بوتين هاتفيًا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال مكتب كاميرون إنه قال للرئيس الروسي إنه يدعم المبادرة الأميركية الروسية. وأوضحت روسيا أنها تعتقد أن إيران يجب أن تشارك في المؤتمر. وقال لافروف، في إشارة إلى مؤتمر دولي بشأن سوريا قبل نحو عام، quot;موسكو تنطلق من موقف مفاده أنه يجب دعوة كل الدول المجاورة وإيران والسعودية والمشاركين في مؤتمر جنيف الأولquot;.
وأسفرت محادثات جنيف في العام الماضي عن اتفاق على تشكيل حكومة سورية انتقالية، لكن خلافًا دب بين الولايات المتحدة وروسيا حول ما إذا كان هذا يعني ضرورة رحيل الأسد.
وتقول موسكو إنه يجب ألا يكون رحيل الأسد شرطًا مسبقًا للحل السياسي، لكن معظم شخصيات المعارضة استبعدت إجراء محادثات، ما لم يتم استبعاد الأسد ودائرته المقرّبة من أي حكومة انتقالية مستقبلية.
أخيرًا، قال لافروف إن مشاركة المعارضة أساسية، وتابع قوله quot;الشيء المهم الآن هو معرفة من هي الأطراف السورية التي لديها استعداد للمشاركة في هذا المؤتمر، وبدون هذا لن يحدث أي شيء على الإطلاقquot;.
التعليقات