في وقت تحدث فيه مصدر عربي عن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية طلب من الامين العام لحزب الله التدخل بكامل الثقل العسكري لإنقاذ الأسد من السقوط، قال خبراء إن الحل السياسي في سوريا يتراجع في ظل الموقف الأميركي والروسي.


كشف مصدر عربي رفيع المستوى أن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي طلب من الأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصر الله خلال لقائهما الأخير تدخل الحزب عسكريًا بكل ثقله في سوريا laquo;مهما كلف الامرraquo;.
وقال المصدر نفسه لصحيفة الرأي الكويتية الصادرة اليوم الخميس إن نصر الله الذي زار طهران في نهاية ابريل الماضي، عقد لقاء على انفراد مع خامنئي وأنه فوجئ بطلبه وضع كل الثقل العسكري لـ laquo;حزب اللهraquo; مع النظام السوري بغية الحؤول دون سقوطه من جهة، وقطع طرق الامداد على المقاتلين المعارضين له من جهة أخرى.
واشار المصدر الى أن نصر الله عرض أمام خامنئي الكلفة العالية المحتملة لهذا الأمر، فكان رد المرشد: laquo;مهما كلف الأمرraquo;، فاعتبر الامين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; ذلك laquo;تكليفًا شرعيًاraquo; وعاد الى بيروت لتنفيذه.
واشار المصدر ذاته الى أنه منذ اللحظة التي صدر فيها التكليف الشرعي، ارسل laquo;حزب اللهraquo; اعداداً كبيرة من عناصره المدربين تدريبًا جيدًا الى الاراضي السورية، ونجح في تطويق مدينة القصير القريبة من حمص، قاطعًا الطريق على وصول الامدادات العسكرية الى الثوار فيها.
واوضح المصدر أن اهمية الاختراق الذي حققه laquo;حزب اللهraquo; في القصير لا يكمن في دخوله المدينة الاستراتيجية التي لا تزال في يد laquo;الجيش الحرraquo;، بل في تطويقها بطريقة تمنع وصول اسلحة وذخائر الى اماكن محددة وخصوصًا الى مدينة حمص والقرى القريبة منها.
واكد المصدر أن laquo;حزب اللهraquo; استطاع ايضًا مساعدة القوات التابعة للرئيس السوري بشار الاسد في تحسين اوضاعها في منطقة ريف دمشق.
تراجع الحل السياسي
وقلل خبراء سياسيون من قدرة المبادرات الدولية المطروحة على حل الأزمة السورية، خصوصاً مؤتمر جنيف 2 الذي دعت له روسيا والولايات المتحدة.
ففي ندوةأجرتها شبكة quot;سكاي نيوز عربيةquot; عن سوريا ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي، اعتبر المحلل السياسي اللبناني سمير تقي أنه من الخطأ المبالغة كثيرًا في quot;تقدير دور العامل الخارجي بعدما جرى ما جرى في سورياquot;.
ورأى تقي أن الجهود الدولية ليست هي الحاسمة في الصراع، مشيرًا إلى أن quot;اعتقاد نظام الرئيس بشار الأسد بأنه باستطاعته الانتصار، أدى إلى طول أمد الأزمةquot;.
ورأى تقي أن الاتفاق الروسي الأميركي بشأن ضرورة الحل السياسي غير معني بالوضع في سوريا، أكثر منه توافق بين الطرفين على إعادة تأسيس العلاقة بينهما.
هذا التشابك في المصالح الدولية رآه نقيب الصحافيين المصريين والخبير في شؤون الجماعات المسلحة ضياء رشوان quot;من أهم عوامل عدم الحسم في سورياquot;.
وقال رشوان إن الأطراف الدولية تعلم منذ البداية أنه لن يوجد حسم في سوريا quot;ليس بسبب قوة النظام وإنما بسبب تشابك الوضع السوري مع الأوضاع الإقليمية في المنطقةquot;.
من جانبه، حذر السعودي خالد الفرم أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام، من أن تؤدي المبادرات الدولية المطروحة إلى إطالة الأزمة وهو ما يفضي إلى تفتيت المعارضة وتغيير مسرح الأحداث.
بلا انترنت
وميدانياً، في وقت تتواصل فيه المعارك في الكثير من المناطق والبلدات بين الجيشين الحر والنظامي،انقطعت خدمات الإنترنت في سوريا مجدداً بعد الانقطاع الذي شهدته الأسبوع الماضي، لتنفصل البلاد عن شبكة الإنترنت العالمية، بحسب ما أكدت شركة مراقبة الإنترنت Renesys.
وفي حين، أرجعت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; سبب الانقطاع إلى عطل في الكابل الضوئي، وقالت إن ورشات الإصلاح والصيانة التابعة للشركة السورية للاتصالات تعمل حالياً على إصلاح العطل. أعلنت الهيئة العامة أن قوات النظام اقتحمت بلدة quot;خربة السوداquot; في ريف حمص، وتحدثت عن مخاوف من وقوع مجازر، بعد أنباء عن وقوع عدد من القتلى.
يُذكر أن الانقطاع في خدمة الإنترنت يأتي بعد أسبوع تماماً من الانقطاع الذي شهدته البلاد الأربعاء الماضي، حيث دام ذلك قرابة 24 ساعة، ثم ما لبثت أن أعادت السلطات الإنترنت، بعد أن أرجعت السبب أيضاً إلى عطل في الكابل الضوئي. كما شهدت سوريا انقطاعاً آخر دام يومين متواصلين في أواخر شهر نوفمبر من العام الماضي.